عودة الطوفان..
هيام فؤاد ضمرة..
عمانُ توشحَتْ حزنها.. بالوَجعِ تُعاتبْ
والطوفان جاءها مُتبرماً غير موارب
عمان تستنهضُ أهلها وربعها .. كيما تطالبُ
أيُّ ذنبٍ ارتكبتْ حيثما للقهرِ تغالبُ
يا ثوبها المُوحلُ كيف تبدي رَوْنَقها
كيف تقوس حاجبيها
حين جفَّ نبعُ سُقياها
وحين تلوثت بوحلٍ لازبُ
لما احتسَتْ كأسَ الملامةِ
ثم طوتْ الحشا على سَغبٍ
لامتْ ساعة غفلةٍ ليغتالها سيلٌ ماردُ
نمشي على الماءِ نحتملُ الغرق
فأنى لعمان تحتملُ صَوارم اليوم القادم
طاردَ الماءُ أنواءَ لوعةٍ بلواء
فأستحكمَتْ مَراثينا الردى لتلوذُ بالعراء
تكتظّ قهراً كيما تُغارمُ أو تسالم
وكل الأماني لا تشفي غليلا
ولا لشدةِ الوجد يأتي الغيثُ فجاً.. مُناكِف
لنفقدَ الرشاد والرؤيا والبصائر
يا لوعة عمان حين طوَتْ على مواجعها
ترثى الشموخ وقد هانتْ على نحرها المهابة
ما عادَ في البيتِ سقفٌ يحتملُ الدوائر
أيها الصبرُ المعتق أينَ منك لوثة الحناجر
وهذا النوى قد ضربَ البلاد.. فاستجار الحداد
فأضعنا حدسنا ونادينا أنينا مُفجعاً
يقتفي أثرَ اللواعج.. فأنى يُغادر
يا فارج الهمّ أزلْ عنا الكيد الكؤود
ففي لغةِ المنون أبرمنا عقد الغواية
وانتحلنا الحدسُ مُجترِعاً الوِصَاية
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية