كلانا مجرد رقم
أنت رقم لا يكفيني ... وأنا رقم لا يعنيك
نشر في 28 أكتوبر 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
غياب الوازع الديني وعدم ضبط النسبه بين الوسائل والغايات يجعلنا ندور في دائره أسعد من فينا سعيد بتعاسته
ودون الدخول في فلسفات تجعلنا نخطو بعيداً عن الطريق الذي نقصده فإنني أقصد الخيط الذي يربط بين من يملكون ومن لا يملكون ... بين الأغنياء والفقراء ... بين الملاك والاُجراء
الميزان الذي لا ينتظم الكون إلا به مع إنكار الاغنياء لهذه الحقيقه لأنهم يرونها ضد مصلحتهم
الحقيقه التي لو تفكرنا فيها لأيقن الجميع أن صلاح الكون في بقائنا منقسمين على كفتي الميزان
كثيرون هم الأثرياء ....
قليليون هم المتقون منهم ...
وأقل القليلين من يتقون الله فيمن جعلهم الله سببا لثرائهم.
المالك بالنسبه للاجير رقم لا يكفيه لأن الأجير يعمل عن المالك ليحصل أجرا يكفيه احتياجاته وليس شرطا ان يكفيه لكن عليه أن يعطيه حقه
والاجير بالنسبه للمالك رقم لا يعنيه ... بل ويسعى بكل الوسائل إلى توفيره
بين رغبة المالك في توفير الرقم بأي وسيله - بغض النظر عن مشروعية ذلك - ... ورغبة الأجير في زيادة الرقم بأي طريق تتسع الفجوه ... وتتسع ... لتلتهم قيم كثيره نتحدث عنها ليل نهار ولا نلمسها في الواقع كالامانه والشرف والوفاء والصدق
قال النبي - صلى الله عليه وسلم - " البيعان بالخيار ما لم يتفرقا .. فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما .. وان كتما و كذبا محقت بركة بيعهما "
وهذا الحديث أساس كل المعاملات بين البشر .. بما في ذلك ما يبدو للناس لا علاقه له بذلك
ليس المقصود السلع العينيه فقط محل البيع والشراء
كل الأشياء ... والأفعال ... والأقوال .. محل بيع وشراء
كلامك مع غيرك عرض لسلعتك ... ورده عليك شراء ... وإعراضه عن الرد رد لسلعتك .. فإن رد بإحسان فقد انصفك ... وان أساء فقد ظلمك
وكل البيع بين إنصاف وظلم
حتى العلاقه بين المالك والاجير علاقه بيع وشراء .. فالاجير يبيع وقته وجهده مقابل مال المالك
وعلى الأجير ان يكون صادقا مع المالك في مصلحته وإن يؤدي عمله كما ينبغي أن يكون حتى يُبارك له في أجره الذي يتقاضاه
على المالك ان يكون صادقا وامينا في تحديد الأجر الذي يليق بالعمل الذي يقوم به الأجير ... ولا يدّعي غير الحقيقه ... ولا يظهر غير ما يبطن ... حتى يُبارك له في ما يملك وما يربح
أما تظاهره بالخساره للمماطله في أجور العمال مع علمه بأنهم يستحقون مستغلا الظروف المعيشيه التي تجبرهم على القبول بأي وضع
فهو يتنازل بإرادته عن البركه ويكون سببا فيما يحدث له من خسائر تكلفه الكثير
مما يجعل الأجير لا يستطيع إجبار نفسه علي الاخلاص في العمل مما يؤثر ضمنا على المقابل الذي يتقاضاه فيصبح منزوع البركه فضلا عن قلته
فتصبح العلاقه بينهم ظاهريه لا خير فيها
لا شك أن عمل الأجير سببا في ثراء المالك وليس من الحكمه ان يتجاهل المالك ذلك ...