رئاسة الجمهورية في لبنان... زمن "الرئيس الصورة" ولى !! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

رئاسة الجمهورية في لبنان... زمن "الرئيس الصورة" ولى !!

  نشر في 10 ماي 2014 .

ذكر الصحافي اللبناني حازم الأمين في مقالته الاخيرة ما يلي: ان لبنان كله، بمسلميه ومسيحييه، محتاج اليوم الى رئيس مسيحي قوي، لا سيما بعد أن أثبت المسلمون أنهم ليسوا أهلاً للتفرد بحكم لبنان، وبقي النموذج المسيحي في الحكم الذي ساد على مدى العقود الأربعة الأولى من عمر لبنان، متقدماً على قرينيه السنّي والشيعي وفق كل مؤشرات القياس...

بعد انهاء تمرد العماد ميشال عون في العام 1989 بقوة نيران الجيش السوري، بدأ عهد الوصايا السورية الرسمية على لبنان التي لا طالما حلم حكام ريف دمشق بأن يكون جزء لا يتجزأ من السلطة السورية جغرافيا كان ام سياسياً، فأعوام الـ 88 و89 و90 شهدت تبدلات سلبية عدة على الساحة اللبنانية، وبالاخص في صفوف القيادات المارونية المسيحية، فالتبدلات بدأت بنفي رئيس الجمهورية المنتهية ولايته امين الجميل،بدايةً الى سويسرا ثم الى فرنسا تلاه العملية العسكرية ضد الجنرال عون والتي انتهت بنفيه الى فرنسا ايضاً العام 1989، وصولاً الى اغتيال داني شمعون العام 1990، ثم اغتيال الرئيس المنتخب الجديد رينيه معوض، فالقيادات المسيحية التقليدية بدأت بالتلاشي وبفقدان السلطة ودفة القيادة، ولم يبقى على الساحة السياسية سوى رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية انذاك سمير جعجع الذي اقصي عن المشهد السياسي العام سنة 1994، وبعد ان اختير الياس الهراوي رئيساً للبلاد عقب اغتيال رينيه معوض سنة 1989، بدأ موقع الرئاسة الأولى يفقد بريقه شيئاً فشيأ.

الى جانب التصفية الجسدية والسياسية للزعماء الموارنة جاء اتفاق الطائف "شبيه اتفاق فرساي 1919 والذي ادى الى اعدام المانيا سياسياً وعسكرياً"، جاء ليمثل هزيمة المشروع اللبناني، فهذا الاتفاق الذي قلص من صلاحيات رئاسة الجمهورية بكونه مركز القرار السياسي الأول في البلاد،ادى بدوره الى تقزيم كرسي الرئاسة الى ما يشبه "الرئيس الصورة" بل اكثر من ذلك اصبح المركزالسياسي الشاغر مكافئة لبعض حلفاء نظام الوصايا من الشخصيات المارونية المتعاونة مع "عنجر" من دون اي برنامج رئاسي او شرعية شعبية، واصبح الوفاق السني والشيعي الدرزي يتمثل بانتخاب رئيساً للبلاد بدلا من ان يكون من صلب الارادة المسيحية، على عكس انتخابات رئاسة الحكومة ورئاسة مجلس النواب.

ونذكر ان الوصايا السورية التي امتدت من العام 1989 الى العام 2005 شهدت انتخابات رئاسية قد لا يصح تسميتها بانتخابات وكانت تنتهي باختراق واضح للدستور، فالكتل السياسية بمباركة سورية اختارات الرئيس الياس الهراوي العام 1989 والتي انتهت ولايته العام 1995 ومدد له بعدها لثلاث سنوات، ثم اختير العام 1998 قائد الجيش اميل لحود لتنتهي ولايته بخرق ثان للدستور العام 2004تمثل بالتمديد له لثلاث سنوات، وشهدت على اثرها ازمة سياسية كبيرة.

دخلت البلاد في حالة من الفراغ الرئاسي الى ان وقعت احداث ايار 2008 واتى اتفاق الدوحة الذي لم يغير شيء في المعادلة المرتكزة على انتخاب رئيس توافقي ماروني، فالارادة المارونية في انتخاب الرئيس غائبة عن السمع.

تم القبول في العام 2008 بقائد الجيش ميشال سليمان رئيساً توافقياً والذي كان مثل اسلافه من حيث السلطة، لكن على عكس اسلافه من الرؤساء، فـ سليمان هو الرئيس الاول للبنان بعد الانسحاب السوري ومن دون اي تأثير سوري بانتخابه على الاقل مباشرة، وهو صاحب زوبعة من القرارات اتخذت عند حدود نهاية ولايته لم نألفها في بدايات عهده بل لم نألفها منذ العام 1989، برهنت على انه الرئيس الأول منذ العام 89 الذي اعاد الى الرئاسة الاولى جزء من الهيبة المفقودة، فالى جانب كونه اول رئيس بعد فترة الوصايا، يعد سليمان الرئيس الوحيد الذي استخدم صلاحيات الرئاسة المعلقة على الرف، فاعطى اوامره للدفاعات الجوية اللبنانية بالرد على الخروقات السورية"في الماضي كان الرد يقتصر على الخروقات الاسرائيلية"، ووصف معادلة "جيش-شعب-مقاومة"بالمعادلة الخشبية والتي لا يجوز اعتمادُها في البيان الوزاري. وعن رأيه بموقف الرئيس السوري بشار الأسد حول وجوب انتخاب "رئيس ممانع" للبنان قال سليمان: "لسنا بحاجة إلى مواصفات تأتي من الخارج، لدينا مواد أولية، ولم نعد في زمن المتصرفية، يمكننا أن ننتخب رئيساً بمواصفات يحددها اللبنانيون".

فكل هذه المواقف جعلت من ميشال سليمان حالة جديدة في موقع الرئاسة اللبنانية الاولى، التي لا طالما اعتاد اللبنانيون عليها باتخاذها مواقف متفرجة. واليوم وقبل انتهاء ولاية ميشال سليمان بأيام قليلة ومع بروز ترشيح حزب القوات اللبنانية وقوى 14 اذار للدكتور سمير جعجع مصحوب مع برنامج رئاسي واضح كنا نفتقده بالامس وبغياب مفاجئ لمرشح قوي بوجه جعجع حتى الساعة، بدأت الرئاسة اللبنانية باستعادة بريقها المتلاشي.

المميز والجديد في هذا ترشيح يتمثل بكون جعجع سجن لـ11 عاماً في ظل الوصايا الامنية السورية، ولكونه من رفاق الرئيس الراحل والقوي للجمهورية بشير الجميل، فترشيح الدكتور جعجع يعد حدثاً بحد ذاته، الى جانب كونه احدى الشخصيات الاساسية في 14 اذار والمناهضة للوجود السوري. فالرئاسة بحسب تعبير جعجع لا تحتاج لرئيس توافقي، بل لرئيس قوي ذو شعبية مسيحية ولبنانية.

قد يصل جعجع الى الرئاسة او قد لا يصل، ليست تلك هي المسألة، وقد نرى تبدلات ومفاجئات في اللحظات الاخيرة وربما سيكون الفراغ سيد جميع الاحكام، لكن الاهم أن الرئاسة اللبنانية الأولى فاقت من سباتها العميق و"اعداء الكيانية اللبنانية" في الداخل قبل الخارج عرفوا بأن الرئاسة تبدل موقعها، فبوجود اشخاص قادرين على الحفاظ على موقع الرئاسة الاولى، مثل سمير جعجع، هي العبرة بحد ذاتها.

لبنان، كما موقع الرئاسة الاولى بحاجة لرئيس جديد للبلاد يعيد لرئاسة الجمهورية اللبنانية سابق عهدها المشرق، ويعطي لبنان دوراً اكبر من حجمه، هل سيذٌكر الرئيس الجديد اللبنانيون بعهد كميل شمعون وفؤاد شهاب عندما كانت الرئاسة موقعاً يحسب لها الكثير، فالنموذج المسيحي الحاكم السابق للعام 1989 هو التمثيل الصحيح المحافظ على مسألة الكيانية اللبنانية، نعم!! لبنان اليوم كله بمسلميه ومسيحييه، محتاج الى رئيس مسيحي قوي ،قد يكون وقد لا يكون ايضاً، لكن من المؤكد والمجزوم بان زمن "الرئيس الصورة" قد ولى.


  • 1

   نشر في 10 ماي 2014 .

التعليقات

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا