مرض اخر مترسخ فى جسد امتنا يأمل فى اخمادها واعيائها ويسعى لاهمادها وهو الخضوع للانكسارات والاستسلام للاخفاقات والالتجاء الى الاستكانة حتى لا نتكلف عناء المواجهة وخسائرها وان كان لها منافع اعظم وحدث بعد ذلك ولا حرج عن التبريرات والاعذار وراء "الاعتصام" بالضعف.
هذا الكلام لا ينطبق بالطبع على الامة بكاملها لكن من علاماته انه عندما يحدث امرا شاذا مخالفا للعقيدة وللعادة او عندما يحاول فرد ايا من كان طعن الامة واحداث شرخا بالغا وشقا عميقا فى صفوفها او يحاول اجهاض خطواتها نحو النهوض فاننا لا نجد الا الاقلية الذين يتصدون له ويدفعون من انفسهم واموالهم واعراضهم ثمنا عن الاغلبية التى اما تؤيد ذلك بأضعف الايمان بقلبها اما متخاذلة قابعة خلف كل معانى الخنوع والذل.
اردت ان يمتلك كل فرد فى مجتمعاتنا "استراتيجية استثمار الالام" واستغلالها فى اجراء تغيير جذرى شامل فى حياته وشخصيته ومراجعة ايمانه وعلاقته بالله والتركيز على تحسين مواطن العيب فيه وكذا مواطن الشر والفساد داخله.
تعجبنى كثيرا مقولة لتوفيق الحكيم "لا شئ يجعلنا عظماء غير الم عظيم" وما اكثر واشد واقوى الام امتنا وما اقساها واقصى مبلغ اذاها لنا وعرقلة طريق تقدمنا قد قيل "انه من الالام تولد الآمال" وانا اقول انه عندما نتخلى عن تقصيرنا ونقصد كمالنا ونرفض الظلم ونُقصى الطغاة ونكرم الدعاة ونرد العصاة ونرجع عن سيئاتنا ونصلح سوءاتنا ونقلع عن خطايانا ونتخلص من ذنوبنا ونتوقف عن معاصينا ونستفيد من خبراتنا وامكاناتنا فى العودة للحياة حين اذ ستكون جراحاتنا مصدر افراحنا وهذا لن يكون فى صالحنا وامتنا فحسب بل سنحرر العالم ونصحح خلل الكون.