قالت له والحقد يملأ قلبها:"أليس ذلك هو الرجل الذي تصفه دائما بالتعيس .. ها هو قد اشتري سيارة جديدة موديل السنة 2018 .. وأنت يا دكتور شرف تذمجر من مصاريف اشتراك النادي أو حتى تغيير تلك السيارة القديمة الهالكة التى ورثتها عن والدك" .. فرد عليها وفى عينيه نظرة انكسار:"إنه مرتشي .. يعمل فى الرقابة المالية وهو على أتم استعداد أن يتغاضي عن أي فساد فى مقابل المال .. كيف لك أن تقارنى هذا الملعون بي .. أنا الطبيب الذى سخر علمه لله .. لا أريد رفع سعر الكشف على مريض قد سحقته الدنيا .. أعرف أن كل شيئ قد زاد ثمنه ولكن .. أين تسكن الرحمة فى قلوبنا" .. ثم غادر المنزل ودفع الباب بقوة وراءه .. وتركها تستشيط من الغيظ والحقد.
سار الطبيب بسيارته وأخذت الأفكار تتصادم فى رأسه حتى أوشكت على الإنفجار .. كان الوقت متأخرا لدرجة أنه لا يوجد أحد على الطريق .. كانت السيارة تطير على الطريق السريع .. تتطاير الأفكار ما بين رفع سعر الكشف مع عدم رضاه بذلك أو أن يطلق تلك المرأة التى لا يشغل بالها سوي المال والملابس والسيارات ولكن يمنعه من ذلك الأولاد .. فكر كثيرا فى رفع السعر لتحقيق لزوجته ما ترغب أو حتى أن يعقد الصفقات مع شركات الأدوية ولكن تأبى نفسه أن ترضي بذلك .. اشتد به الغضب حتى احمر وجهه واندفع الأدرينالين يسري فى جسده وزاد من سرعة السيارة وطارت من فوق سطح الأرض ...........................................
"زوجى لا تتركني .. لا ترحل .. أولادك .. زوجى لا ترحل"
كانت هذه هى الكلمات التى استقبلت تلك المرأة بها زوجها فى قسم الطوارئ بعد إصابته بجروح بليغة .. فمنعها الطبيب من التواجد بجانب زوجها حتى يتسنى لهم أداء العمل .. وقفت بالخارج والدموع تغرق وجنتيها .. يواسيها أقاربه حتى تهدأ وتكف عن الصراخ .. لقد هدأ الوضع قليلا .. الساعة الآن الخامسة فجرا وقد ناموا جميعا.
فى داخل الغرفة كان الزوج يلفظ آخر أنفاسه تنسحب منه روحه ببطئ .. ثم انطلقت الصافرة .. سارعت فرقة الطوارئ على غرفة زوجها .. لا تعرف ما الذي يحدث ولكن الأمور غير مبشرة .. تسارعت دقات قلبها .. حتى خرج الطبيب من الغرفة ليعلمها بأنها قد ترملت .. لقد مات زوجها .. رحل وما معه من شيئ .. رحل وانتهى الأمر.
-
يوسف فليفلأكتب في كل ما يخص الجانب الإنساني والنفسي كمحاولة لفهم أفضل لعاولمنا الداخلية.
التعليقات
شكرا لك