حكاية دكتور شرف - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

حكاية دكتور شرف

  نشر في 12 يونيو 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

قالت له والحقد يملأ قلبها:"أليس ذلك هو الرجل الذي تصفه دائما بالتعيس .. ها هو قد اشتري سيارة جديدة موديل السنة 2018 .. وأنت يا دكتور شرف تذمجر من مصاريف اشتراك النادي أو حتى تغيير تلك السيارة القديمة الهالكة التى ورثتها عن والدك" .. فرد عليها وفى عينيه نظرة انكسار:"إنه مرتشي .. يعمل فى الرقابة المالية وهو على أتم استعداد أن يتغاضي عن أي فساد فى مقابل المال .. كيف لك أن تقارنى هذا الملعون بي .. أنا الطبيب الذى سخر علمه لله .. لا أريد رفع سعر الكشف على مريض قد سحقته الدنيا .. أعرف أن كل شيئ قد زاد ثمنه ولكن .. أين تسكن الرحمة فى قلوبنا" .. ثم غادر المنزل ودفع الباب بقوة وراءه .. وتركها تستشيط من الغيظ والحقد.

سار الطبيب بسيارته وأخذت الأفكار تتصادم فى رأسه حتى أوشكت على الإنفجار .. كان الوقت متأخرا لدرجة أنه لا يوجد أحد على الطريق .. كانت السيارة تطير على الطريق السريع .. تتطاير الأفكار ما بين رفع سعر الكشف مع عدم رضاه بذلك أو أن يطلق تلك المرأة التى لا يشغل بالها سوي المال والملابس والسيارات ولكن يمنعه من ذلك الأولاد .. فكر كثيرا فى رفع السعر لتحقيق لزوجته ما ترغب أو  حتى أن يعقد الصفقات مع شركات الأدوية ولكن تأبى نفسه أن ترضي بذلك .. اشتد به الغضب حتى احمر وجهه واندفع الأدرينالين يسري فى جسده وزاد من سرعة السيارة وطارت من فوق سطح الأرض ...........................................

"زوجى لا تتركني .. لا ترحل .. أولادك .. زوجى لا ترحل"

كانت هذه هى الكلمات التى استقبلت تلك المرأة بها زوجها فى قسم الطوارئ بعد إصابته بجروح بليغة .. فمنعها الطبيب من التواجد بجانب زوجها حتى يتسنى لهم أداء العمل .. وقفت بالخارج والدموع تغرق وجنتيها .. يواسيها أقاربه حتى تهدأ وتكف عن الصراخ .. لقد هدأ الوضع قليلا .. الساعة الآن الخامسة فجرا وقد ناموا جميعا.

فى داخل الغرفة كان الزوج يلفظ آخر أنفاسه تنسحب منه روحه ببطئ .. ثم انطلقت الصافرة .. سارعت فرقة الطوارئ على غرفة زوجها .. لا تعرف ما الذي يحدث ولكن الأمور غير مبشرة .. تسارعت دقات قلبها .. حتى خرج الطبيب من الغرفة ليعلمها بأنها قد ترملت .. لقد مات زوجها .. رحل وما معه من شيئ .. رحل وانتهى الأمر.


  • 4

  • يوسف فليفل
    أكتب في كل ما يخص الجانب الإنساني والنفسي كمحاولة لفهم أفضل لعاولمنا الداخلية.
   نشر في 12 يونيو 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات

قصة قصيرة واقعية ولقد تركت يوسف .. للقارئ مساحة من تخيل الاحداث مستقبلا (بوفاة الزوج .) وما سوف تتعلمه تلك الزوجة في كيفية القناعة بما لديها .. والندم على ما كان فحقا لا يدرك المرء قيمة ما كان لديه الا بعد فوات الأوان..
1
Salsabil Djaou منذ 6 سنة
قصة حزينة ولكنها واقعية فالمادية طغت على الشرف وصارت الرشوة هدية ، ضاعت الأخلاق السامية إلا من رحم ربي، أتساءل حقا هل إتعظت الزوجة بعد وفاة الزوج أم أن الندم سيكون لفترة و يمضي تاركا مكانه للأصل ؟مقال رائع ،دام قلمك متميزا أستاذ يوسف.
1
يوسف فليفل
شكرا جزيلا .. ربما يكون لها جزءا قادم .. أو أدع الجزء الباقي لخيال القارئ
" منذ 6 سنة
أحزنتني النهاية..كان يجب أن يعيش،كان بودي لو يستمر حتى يطول الحكي وينتصر الشرف
شكرا لك
1
يوسف فليفل
أردت أن يموت الشريف على شرفه .. وأن يحيا الفاسد ليري الموت أمام عينيه فيتعظ .. فربما يتوب.
شكراأختى فوزية على مرورك العطر.
"
وجهة نظر تحترم أخي يوسف..السرد كان جميلا شدني

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا