التوازن في الشريعة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

التوازن في الشريعة

التوازن شريعة ربانية

  نشر في 21 مارس 2018 .

إن الإسلام دين التوازن في كل شئ ،فما من صفة دقت أو جلت إلا وديننا حثنا على التوازن فيها

إذ أن الإفراط في جانب يؤثر على الجوانب الأخرى

ومهما كان الجانب المغالى فيه وإن كان عبادة

فهو:منهي عنه لإنه؛ يؤثر على النواحي التعبدية الأخرى ،كما أنه قد يؤثر على الحياة برمتها،

ولذلك قال النبي-عليه الصلاة والسلام-:(أما والله إني لأتقاكم لله ولكني أصوم وأفطر ،وأقوم وأنام ،وأتزوج النساء،فمن رغب عن سنتي فليس مني) وقال للرجل الذي اشتكاه امرأته لإنقطاعه للعبادة :( إن لنفسك عليك حقا ،ولزوجك عليك حقا،ولزورك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه) ،وهذه الألفاظ كناية عن عدم التشدد في العبادة

فكما أنه يصوم النوافل فإنه يفطر ولا يواصل ولا يصوم الدهر،وكما أنه يقوم الليل ؛فإنه ينام بعضه ولا يصليه كله إلا في العشر الأخير من رمضان وهكذا التوازن مطلوب في شتى الأمور، حتى في البذل والعطاء :(ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا)

فالعطاء بقدر سنة محمدية ،وشريعة ربانية ،قال عليه الصلاة والسلام:(الثلث والثلث كثير إنك إن تذر ذريتك أغنياء خير من تذرهم عالة يتكففون الناس)،وقال عليه -الصلاة والسلام- : في الاقتصاد في الطعام والشراب والملبس :(كل واشرب وألبس من غير سرف ولا مخيلة) ونظيره من كتاب الله:(وكُلُوا واشربوا ولا تسرفوا)

الحياة جميلة بالتوازن في كل شئ ،رائعة بالوسط

في كل أمر حتى في الحب والعطاء والمبالغة في

المشاعر من حب واهتمام ورعاية يعد مرضاً يفسد أكثر مما يصلح ينتج عنه شخصيات اتكالية اعتمادية ،كما أن المبالغة في المدح يعد ملقاً ،والمبالغة في الثقة تعد بلادة و المبالغة في الحذر شكاً ،وكما أن المبالغة في التعسف في أخذ الحقوق بغياً وظلماً,والمبالغة في الثقة بالنفس يعد كبراً وغروراً وتيهاً، لقد بالغ قوم في حب علي -رضي الله عنه-حتى تشيعوا واعتنقوا الرفض ،وبالغ قوم في ذمه حتى ناصبوه العداء فسموا بالنواصب،وبالغ قوم في الزهد وترك ملذات الدنيا بالكلية حتى تصوفوا وبالغ قوم في حب الدنيا حتى نسوا آخرتهم وربهم،كل أمر مبالغ فيه يعد عيبا ،وكل أمر محمود نبالغ فيه يتحول مباشرة لصفة مذمومة ،فالمبالغة مذمومة والتفريط مذموم ففي عصرنا بالغ قوم في التعصب وتكفير المخالفين لهم في المذهب والإجتهاد حتى انتهجوا منهج الخوارج،وبالغ قوم في التنازل عن ثوابت دينهم حتى خرجوامن الدين بالكلية ،

وأفضل من تطرق إلى هذا الموضوع هو إمامنا -ابن القيم-في كتابه :(إغاثة اللهفان )

وذكر من مكائد الشيطان وخبثه ومكره معرفته بمداخل النفوس ، فإن الشيطان لدهائه يشام النفس فإن رأى فيها إقبالا على الخير جنح بها. إلى الغلو أو البدعة إن لم يكن محصنا بالعلم ،وإن رأى منها إدبارا جنح بها إلى الفسوق والعصيان حتى يدخله الكفر دون أن يشعر وهكذا،إن النبي لما حذّر من المبالغة في التفريط فقال إياكم ومحقرات الذنوب)

وبالمقابل حذّر من المبالغة في التعبد فقال:(القصد القصد تبلغوا،ولن يُشاد الدين أحد إلا غلبه فأوغلوا فيها برفق)



  • عائضة القرني
    حاصلة على درجة البكالوريوس في الشريعة من جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية
   نشر في 21 مارس 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا