'نحن نختلف عن الآخرون' هي عبارة منتشرة في أوساط المصريين,أجدها مدسوسة في الكثير من تعليقاتهم في الصفحات و حتى في منشورات صديقات لي على الفايسبوك.عتبت في تعليق على منشور إحداهن عليها لكنها ردت أنها لم تلاحظ ذلك ثم قامت بتصحيحه.و سرحت أنا في التفكير بالأمر و تركت لخيالي العنان و لأفكاري و تساؤلاتي,هل يا ترى هذا التمرد على قاعدة لغوية يجعلك مختلفا ؟و بأي طريقة؟
ثم تعمقت في المسألة فجرفني تفكيري لتصور حال الاغلبية التي ترددها كمجرد كلام بغض النظر عن الخطأ اللغوي,فالقول بأنك مختلف لا يجعلك كذلك و كونك مختلفا لا يعني أنك على حق أيضا.
تصورت تلك القصة المتكررة في واقعنا الحالي حيث تردد الفتاة هذه العبارة ثم تعلق قبولها بخطبة عريس بشبكة مماثلة لشبكة فلانة و مهر لا يقل عن الذي دفع لعلانة,و تتمسك بالأنياب و الأضراس في متطلبات و شروط تحكمها العادات الجاهلية ثم تأتي لتقول نحن نختلف عن الآخرون,نعم أنتم تفعلون بطريقة تشبههم.و تجد في المقابل أبا يتشرط على الخاطب و يشتكي من غلاء المهر الذي يطلبه أب البنت الذي يخطبها ابنه ثم يقول نحن نختلف عن الآخرون.
من هم الآخرون أظنهم أنتم و كيف لنفسك ان تختلف عنك,لنكن صريحين,هي الأفعال فقط من تظهر هذه الاختلافات هي ليست قطعا الشعارات الرنانة و لا الكلام المقفى.فإن أردت أن تكون مختلفا فاختلف عن تفاهة المجتمع و تمرد على سفاسف الامور و ارتقي في خلقه و فعلك و تعاملك,دع صنيعك ينطق و يخبرني و لا تفرد عضلات لسانك كيلومترات و أميال فقد كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون.
-
نوال جامعأنا فتاة مسلمة تحب الخير,تسعى لنشر القيم,الكتابة هواء أتنفسه و فضاء أكون فيه نفسي بلا مقدمات.