من فضلك ضع العنوان .
حين يموت بداخلنا الابداع
نشر في 30 ماي 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
كم هو صعب ان تحاول جاهدا تغيير شيء ويبقى كما هو ولا يتغير
هو حالنا في مجتمعات متخلفة مر بها قطار التحضر و التطور فأبت ان تركبه ,ارادت ان تواصل الدوران في قوقعة التخلف و الجهل
,ترى الفشل يترصد بضحاياه ,واحدا تلو الاخر يتجول بعباءته السوداء في الازقة في الشوارع في الساحات في كل مكان تجده هو.. يطيح بأي شخص يجده في طريقه..
فمنهم من يختار الانتحار كحل نهائي لعثراته.. ومنهم من يختار الهجرة شرعية كانت او غير شرعية خارج الديار باحثا عن بصيص او شعاع للأمل لمواصلة طريقه نحو النجاح... ومنهم من يستسلم امام واقع بائس لا مفر منه
كم هو صعب ان تستسلم امام واقع لا تريده بعد العديد من المحاولات الفاشلة والحلول المؤقتة التي قد تنفجر وفي أي لحظة
كم هو صعب ان ترفع يدك راية بيضاء و قلبك يريد هزيمة نكراء لواقع لا يحتمل
كم هو صعب ان تكون صديقا للإبداع في موطن يحتجز الابداع و المبدعين ويقيدهم بأغلال من الحرمان
كرسام موهوب امام حشد من المشاهدين وبدماء من الابداع ينهي لوحته املا في ان تنال لوحته اعجاب المتتبعين
وضع الرسام اخر لمساته السحرية معلنا عن انتهاء لوحته وقف الرسام مذهول
ا , لا تصفيق ولا اعجاب ,لا حفاوة ولا ترحيب و لا مبالاة و امام هذه اللوحة و اي لوحة كانت و أي منظر هو منظر لنافذة منفتحة على فناء جميل لمنزل اجمل ....ظل ممتد لشجرة كبيرة يجلس تحتها و على اريكة عصرية حسناء تقلب بيدها صفحات لكتاب الف ليلة و ليلة ...أي انامل سحرية استطاعت ان تصور لنا لوحة و بتلك الجودة... إنها انامل الابداع و الموهبة يا سادة
بقي الرسام واقفا لثواني امام صمت المتفرجين وكأنه سمع صمتهم يحدثه و يقول له بسخرية ..عن أي ابداع و موهبة تتحدث ...كان لكلماتهم الساخرة وقع كبير على قلبه كطعنة قاتلة في الظهر اصابته مباشرة دون أي مقدمات تقدم
الرسام خطوة الى الامام حاملا من بين ادواته ريشة حادة الطرف وراح يغرسها في قلبه دون أي تردد او انتظار حاول البقاء ولكن التخلف و الجهل
حددا نهايته .....
لهذا اراد ان يجسد لهم على الخشبة اروع لوحة ينتحر فيها الابداع.
أي نهاية مأساوية تلك ...
حرام ان يقتل الابداع و بهذه الطريقة
لو انه رسم لهم مائدة مزدانة بأشهى الاطباق وألذها لنال اعجابهم و لحصل على ثنائهم لو انه رسم لهم سريرا مريحا يحوي وسادة عامرة بالنقود لوقف له الجميع مذهولين منبهرين لجمال اللوحة الاخاذ و لإمتزجت الموسيقى بين هتاف و تصفيق معبرة عن تشجيعهم له لمواصلة الطريق ...لو.. ولو و لو.... جل هذا لم يعد يهم فقد مات الابداع
في مجتمع لا يزال غارقا وسط دوامة الجهل و مستنقع التخلف حذاري ان ترسم بريشتك السحرية لوحة تجريدية تجردهم من واقعهم و توقضهم من سباتهم العميق لا تتحدث لهم عن الكتاب او الكتابة لا تتحدث لهم عن العلم و العلماء لا تحدثهم عن التطور و الرقي. حذاري فقد تجد نفسك تتحدث مع ظلك
بل تحدث لهم عن اخر صيحات الموضة حدثهم عن الذ الاطباق و اشهى المأكولات عن اخر الاخبار عن القيل و القال عن اكاذيب و خرافات هذا الزمان ...حدثهم عن احلام وامنيات لن تتحقق يوما .. حدثهم عن الذئب و النعجة الحمقاء .. فهذا المجتمع لا يستحق البقاء ...
انتهى العرض ..و راح الابداع ضحية سيناريو لمسرحية عنوانها : لا مكان لي بين الاغبياء ..
رفع الستار .. ..بلونه الاسود ..معلنا عن الحداد .. و خرجت انا حاملا بين يدي باقة من الورود .. و احزان فاقت الحدود ..عزاءا لنفسي ..
عذرا ايتها الالوان ..فانا لم اعد موجود ..لاحررك من اغلال الحرمان ..
انتهى العرض ..أطفأت الاضواء .. عم السكون .. و غادر الجميع .. الا هي ..
اللوحة التي سوف تبقى رثائي الوحيد ..
-
Abdelghani moussaouiأنا الذي لم يتعلم بعد الوقوف مجددا، واقع في خيبتي
التعليقات
١. الفشل يترصد بضحاياه ... حقيقة
٢. نعم .... من صعب ان نرفع راية بيضاء( الاستسلام) و قلوبنا تريد هزيمة نكراء لواقع لا يحتمل.. حقيقة وهدف ..
٣ : .. لا مكان لنا بين الاغبياء .. نحاول
٤. اللوحة التي سوف تبقى لك ولنا جميلة وان لم تعجب الاخرين .. حقا تفكيرك.. فاق عمرك الغالي عبد الغنى...
اما المبدع السامي فيبقى قدره هو خلق النسق داخل هذه الفوضى القيمية ، وهداية الضالين لان رسالته لا تقل عن رسالة الانبياء ، لان من نهل من غذوبة الجمال والحق والخير والحب لا يجد له حياة دونها ..بل تجده رغم التأفف يصارع بكل وسائله الابداعية كي يجعل غيره يستلذ وينتشي من هذا الفيض المتدفق .
دام قلمك طريا ونديا بمثل ما انتشيت به وننتظر ابداعاتك بشوق . تحياتي