ماذا أنتظر من رفاق شبابي الماركسيين اللينينيين التونسيين المنتمين المثقفين البرجوازيين الصغار؟ مواطن العالم د. محمد كشكار - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ماذا أنتظر من رفاق شبابي الماركسيين اللينينيين التونسيين المنتمين المثقفين البرجوازيين الصغار؟ مواطن العالم د. محمد كشكار

ماذا أنتظر من رفاق شبابي الماركسيين اللينينيين التونسيين المنتمين المثقفين البرجوازيين الصغار؟

  نشر في 19 غشت 2014 .

ماذا أنتظر من رفاق شبابي الماركسيين اللينينيين التونسيين المنتمين المثقفين البرجوازيين الصغار؟ مواطن العالم د. محمد كشكار

مقدمة منهجية:

لست مختصا في الماركسية و لا في نقدها لعدم درايتي الأكاديمية، لا بالمجال الأول و لا الثاني. و لا أقصد و لا أدعي من وراء الخواطر التالية إقناع أحد، لا لأني لا أطمح إلى ذلك فهي مهمة سامية و نبيلة يطمح لها كل بشر عاقل، بل لأنني أعي جيدا أنها مهمة مستحيلة لا يقدر عليها أي بشر و خاصة مهمة تغيير القيم (Changement des valeurs) و أستوعب تماما معنى القولة التعلمية: اكتساب المعارف العلمية لا يغير بالضرورة القيم (Citation didactique: les connaissances ne changent pas les valeurs.)، لن أعمم نقدي الانطباعي، لكنني أصرّ على أنه نقد هدام لصنف من الثورية المزيفة المنتشرة و المتغلغلة خاصة في أكبر حزبين ماركسيين لينينيين تونسيين و الهدم يسبق دوما البناء. حزب العمال و حزب الوطد الموحد، حزبان بروليتاريان مجازا و برجوازيان صغيران فعلا و واقعا، أظن أن عدد العمال بالساعد المنخرطين فيهما لا يتجاوز عُشر مجموع أعضائهما، و هذا ليس عيبا في حد ذاته على شرط أن لا يدعيا باطلا أنهما حزبان عماليان و يعلنان صراحة و دون مواربة أنهما حزبان برجوازيان صغيران.

Raymond Aron (l`opium des intellectuels, 1955) : « Le mythe du prolétariat : Définition du prolétariat : les salariés qui travaillent de leurs mains dans les usines. Selon la formule marxiste : Le prolétariat sera révolutionnaire ou ne sera pas

Presque 90% des membres de ces deux partis marxistes-léninistes tunisiens ne sont, ni travailleurs manuels dans les usines ni révolutionnaires, puisqu`ils sont en substance des intellectuels petits-bourgeois réformistes fonctionnaires de l`état donc ils sont révolutionnaires en mots, sociaux-démocrates en actes. Ils sont plutôt conformistes dans leur façon de vivre, ils sont vieux, ils n`ont plus le souffle révolutionnaire, ils n`ont ni la force ni l`allure ni l`âme d`un révolutionnaire. Ils ont un statut social respectable et assez d`acquis matériels a conserver donc ils ne sont pas désespérés, ils n`ont pas assez de courage pour s`aventurer et espérer le succès d`un idéal communiste qui vaut la peine de se sacrifier pour le réaliser, ils sont mesquins, ils sont seulement insatisfaits, et de la simple insatisfaction bourgeoise ne peut pas naitre la révolution, je ne les envie pas, au contraire je déplore leur incapacité révolutionnaire. Un révolutionnaire n`attend pas l’âge de 60 ans pour réaliser ses rêves révolutionnaires.

الخواطر:

- لو يعرف الماركسي اللينيني التونسي المنتمي ما قاله ماركس في البورجوازيين الصغار و ما أكده "يحرر العمال أنفسَهم بأنفسِهم" - و هو أكيد يعرف ذلك لكنه يدعي أنه انسلخ من طبقته البورجوازية الصغيرة و انضم إلى طبقة البروليتاريا الوهمية (يُعتبر العامل التونسي بالخارج بروليتاريا في فرنسا بأجر محترم و نعتبره نحن التونسيون في تونس بورجوازيا لأنه في تونس يستثمر و يستغل بروليتاريا تونسية بأجر زهيد).

- لو كان الماركسي اللينيني التونسي المنتمي ثوريا صادقا متماهيا مع لينينيته لَآمن بالتغيير الجذري عن طريق العنف الثوري المسلح كما آمن و فعل ملهموه و معلموه من أمثال لينين و ماو و قيفارا و كاسترو و هوشي منه - و هو للأسف ثوري في الشعارات و اشتراكي ديمقراطي مزيف في الممارسات اليومية - لَما وضع يده في يد عدوه الطبقي و السياسي حزب نداء تونس الذي بيّض التجمعيين. أنصار الشريعة و "داعش" أقرب له ثوريا (على الأقل إجرائيا على مستوى الوسائل للوصول إلى السلطة مع اختلاف كبير في الفكر و الغايات) و أنسب له مرحليا و تكتيكيا حسب المنطق اللينيني في ترتيب التناقضات: يتحالف العدوان الاثنان ليحلان مع بعضهما التناقض الرئيسي مع العدو المشترك المتمثل في الإطاحة بالنظام (و هذا ما حلم به الماركسيون اللينينيون العرب على مدى نصف قرن و لم ينفذوه فجاءت "داعش" و نفذته في العراق في أقل من عام) ثم يتصارعان فيما بعد لكي يحلان التناقض الثانوي بينهما. مثل الشيوعيين الصاقين مع أنفسهم، يريد أنصار الشريعة قلب النظام بالسلاح و يطمحون لتغيير المجتمع جذريا و فجائيا رغم أنهم قلة كما فعل بلاشفة لينين في روسيا سنة 1917 و هم أيضا قلة بالمقارنة مع منافسيهم المناشفة و لم ينتظروا و لم يجبنوا و لم ينخرطوا في نقابات صفراء كالاتحاد العام التونسي للشغل (عضو في الجامعة العالمية للنقابات الحرّة - السيزل) الذي هادن طيلة ستون عاما و أطال بإصلاحاته الترقيعية السخيفة عمر الديكتاتوريتين البورقيبية و البنعلية. كفاكم انتظارا و احملوا سلاحكم و اصعدوا إلى الجبل إن كنتم ثوريين غير إصلاحيين و إن أردتم أن يرضى عليكم معلمكم لينين و إلا اصمتوا إلى الأبد و لا تقولوا خطابا مزدوجا و لا تزايدوا علينا نحن بالثورية الجبانة المزيفة، نحن الإصلاحيون الاشتراكيون الديمقراطيون على النمط الإسكندنافي سرا و علنا، نحن إصلاحيون خطابا و ممارسة و نؤمن بالتغيير السلمي الديمقراطي المتدرج نحو الأفضل و نكفر بالثورة و بالتغيير الجذري الفجائي و أكثر ما نمقت و نكره العنف الثوري المسلح، أداتكم الوحيدة للتغيير حسب أدبيات الماركسية اللينينية.

- لو وعى الماركسي اللينيني التونسي المنتمي بخطر الاستلاب و التبعية لحرره وعيه الثوري من كل أنواع الاستلاب و التبعية - و هو للأسف لم يحرره - لما كان اليوم سجين براديغم (Paradigme) إيديولوجية متكلسة معينة، إيديولوجية سامية براقة في بعض جوانبها و التي توالت على تشويهها التطبيقات الاجتماعية الفاشلة اللينينية و الستالينية و الماوية فأصبحت اليوم في أشد الحاجة إلى نقد هدام و صقل من جديد. ما هي الجوانب السامية و البراقة في الماركسية؟ هي وقوفها ضد الرأسمالية، مع الأممية، ناصرة المستغَلين على المستغِلين، تحث الإنسان لصنع مصيره بنفسه، ترسي ديمقراطية الأغلبية دون تدخل المال الرأسمالي لتزييف الانتخابات، هذا المال المنهوب من عرق العمال و الناتج عن القيمة المضافة من جهد العمال و ليس من ذكاء رجل الأعمال كما يدعي منظرو الاقتصاد الرأسمالي الليبرالي الجشع المتوحش، إلخ.

- لو كان الماركسي اللينيني التونسي المنتمي أمميا في فلسفته - و هو للأسف شوفينيا - لَمَا أنشأ أحزابا وطنية ليس لها علاقات سياسية خارجية إلا مع شيوعي كينيا.

- لو كان يؤمن بأن الملكية الفردية لوسائل العيش و الإنتاج سبب البلاء - و هو للأسف نراه يبني قصورا مكيفة للسكن و الكراء رفاقه العمال في بيوت متواضعة أو في أكواخ قزديرية - لَأصبح للعمال قدوة و مثالا يُحتذي به في التكافل الاجتماعي و لَسبق الدول الإسكندنافية الاشتراكية الديمقراطية في إرساء و ترسيخ قيم العدالة الاجتماعية، هذه الأنظمة التي فعلت سلميا ما لم يقدر عليه الماركسيون الأوائل، ألا و هو تحسين وضعية البروليتاريا الإسكندناففية على المستوى المادي و الاجتماعي و الثقافي دون ثورة دموية تؤدي مجانيا بحياة الملايين من الفلاحين و العمال الفقراء.

- لو كان يؤمن و يطبق المبدأ الشيوعي الرائع "من كل حسب جهده و لكل حسب حاجته" لأعطى المثال في التضحية و نكران الذات و لَنهته ماركسيته عن الانتهازية و المتاجرة بالثورة، انتهازية فضحنا بها و شوهنا نحن اليساريون الإصلاحيون غير الماركسيين و غير الثوريين و غير المنبتين و غير المعادين للدين.

Marx: « La religion est le soupir de la créature accablée par le malheur, l`âme d`un monde sans cœur, de même qu`elle est l`esprit d`une époque sans esprit. C`est l`opium du peuple

مع حفظ المقامات العلمية العالية، أتفق مع الفيلسوف في الجملة الأولى و هي تعبر عن حالة المسلم المعاصر. أما جملته االثانية التقريرية فقد كذبَتها الصحوة الإسلامية الحديثة بما أحدثته من تغييرات مادية محسوسة إيجابية في حرب تحرير أفغانستان من الجيش الأحمر السوفياتي و في حروب الصمود المتتالية في لبنان و غزة ضد الغاصب الصهيوني المستوطن المحتل سنوات 2006 و 2012 و أخيرا و ليس آخرا في 2014، و سلبية في العراق بما ترتكبه حاليا دولة الخلافة الإسلامية "داعش" من جرائم فظيعة ضد الإنسانية.

خاتمة:

يبدو لي أن بشائر هذا الكائن الاشتراكي الديمقراطي السلمي الممكن و المحتمل الذي أحلم به بديلا للكائن الماركسي التونسي العنيف لفظا و السلمي فعلا - على الأقل حتى اليوم - و الثوري المزيف السائد قد تأتي من البيئة العلمية العقلانية الاشتراكية الديمقراطية السلمية المتوفرة في البلدان الإسكندنافية مع الإشارة الهامة أنني لم و لن أشك لحظة في الغايات الإنسانية السامية لدى الماركسيين اللينينيين التونسيين ما لم يستعملوا الوسائل اللينينية الديكتاتورية المسلحة للوصول إلى السلطة و الغاية لا تبرر الوسيلة و ربي و الشعب يستران تونس و يقدران الخير لمستقبلها إن شاء الله و أراد بعده الشعب و "إذا الشعب يوما أراد الحياة... فلا بد أن يستجيب القدر".

إمضاء م. ع. د. م. ك.

يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.

لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 12 أوت 2014.


  • 4

   نشر في 19 غشت 2014 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا