رواية"قصاصات خائنة" تختلف عن باقي ما قرأت من أعمال تعالج أو تظهر تجليات ومأسي الخيانة, من خلال قراءتي لها وجدتها تواجهنا نحن وشخصياتها مع حقيقة الخيانة, أولا بأنواعها, خاصة تلك الانواع التي تغيب عن الآذهان أو نحاول ألا نصنفها تحت مسمى الخيانة خاصة تلك التي نقتصها من ذواتنا, تواجهنا بحقيقة اننا كلنا خائنون لكن بدرجات, نعم نخون.. نخوننا حين نسامح على حساب كرامتنا وكبريائنا, نخوننا حين نحب الآخر اكثر مما نحبنا.. وحتى بعد ان نخان نتساءل كيف نعيش دونهم؟؟ لكن هل التواجه مع حقيقة الخيانة كاف؟ بالطبع لا, الكاتبة تحيلنا على لسان شخصياتها خطوة خطوة نحو السبيل الى الشفاء. ما راقني اكثر انها بعيدة عن تلك الروايات المختصة في البكاء والضعف والبحث عن اعذار للخائن لتنتهي الرواية نهاية سعيدة و"توته توته خلصت الحدوته"!!, لا لا.. هي تمنحنا علاجا ينبعث من قعر المأساة لتك الخيانات القاتلة التي قد تنسيك طعم الحياة وقد تراها هي والموت سيان, علاج بوصف واقعي تحاول من خلاله تسليط الضوء على الخيانة الجوهرية التي وجب علاجها والتي تنبثق منها باقي الخيانات ألا وهي "خيانة الذات", مرحلة يتجاهلها معظم من اكتوى بنار الخيانة, لآنهم لا يمتلكون القوة للبدأ من جديد!!, انها مرحلة التصالح مع الذات أولا, ان تمنح ذاتك حقها من الاهتمام وان تسترجع ثقتها التي كانت مرهونة لدى الآخر!, لهذا أغرمت بالرواية لآنها أتت بالجديد بالنسبة لي..
مقتطفات:
"سألتني كيف ستعيشين؟
ستفعلين حين تغدقين الحب على نفسك, حين تقعين في غرامها, عندما تنظرين الى المرأة وتقفين عن سؤالك ماذا ينقصني؟.. عندما تقفين عن خيانة نفسك أنت الآخرى كونه خانك لا يعطيك الحق بأن تخوني الحياة"
"كل الذكريات السعيدة مفخخة يمكن أن تؤذيك بيوم ما أخر أقل فرحا.."
"عندما نتعرض لفعل الخيانة أيمكننا ان نعود لأنفسنا؟ أنستطيع التصالح مع ذواتنا؟ أنستطيع لملمة قلوبنا والمضي قدما؟ أنستطيع التصديق ان الذنب لم يكن ذنبنا؟ أم أن ذاك الجرح أبدا لا يلتئم وأبدا لا نستطيع لملمة أشلاء مرأة أرواحنا, لا مجال لجبر الكسر؟؟"
"التذكر أول مراحل النسيان..فعندما تواجه نفسك بكل الحقائق, تكون قادرا على التخلص منها"
"دائما ما تهمنا النهاية , لكن لو تساءلنا عن ما بعد النهاية ما بعد
الموت ما بعد الفراق ما بعد الرحيل ما بعد الزواج ..ما بعد النهاية:
هو الحياة الحقيقية , هو الواقع الذي يستحق ان يكتب .."