رؤى الحجاز

فيصل البكري

لقد أزداد وبشكل كبير طرق "الشعوذة" المنتشرة بشكل مخيف في مجتمعنا العربي.

فالشبكة العنكبوتية تزدحم يوما بعد يوم بمواقع تعليم السحر والشعوذة وتحميل العديد من الكتب المتخصصة في ذلك الأمر !

فكم طالبنا والعديد من الكُتاب بفرض مزيد من الرقابة على تلك المواقع إسوة بالمواقع الإباحية التي تشكل خطرآ جسيما على أفراد المجتمع وخاصة أجيالنا اليافعة منه.

فلا زال البحث من قبل الكثير عن "المشعوذين" وهو ما يشكل منزلقآ خطيرآ. لا يكون من ورائه إلا إرث نفسي قاتل في شباك أمثال هؤلاء الذي كان من المفترض على العامة أن يكتشفوا بأن في عصرنا هذا الكثير ممن يستغلون سذاجتهم لتصديقهم والاعتراف بما لو صدقوا القول فقد كذبوا.

فكم منا جالس هؤلاء "الدجالين" من أجل قراءة الفنجان أو الكف أو فك المّندل أو ضرب الودع - الخ

فكلما دخلنا عليهم فاجئونا بقولهم المأثور هنالك عمل قد دبر إليك بليل. أو تم عمل سحر للتفريق بينك وبين شريكة حياتك.

فأشكال الدجل والشعوذة منتشرة في مجتمعنا العربي منها… الزار - تحضير الأرواح - ضرب الودع - قراءة الفنجان - قراءة الكف. فجميعها تندرج ضمن ايطار الكهانة ـ العرافة ـ التنجيم ـ الطيرة ـ الخط على الرمل. والباقة الجديدة أتيه فلا تستعجلوا مثلي لرؤيتها!

فالكثير الذين زاروا "المشعوذين" سواء لزيادة رزق تجارته أو من هو قلق على مستقبله الوظيفي أو من لديه مشاكل عاطفية أو أسرية!

فيما نجد أصناف أخرى من البشر ممن يريدون إيقاع الأذى بالآخرين سواء كان تفريق الزوج عن زوجته، أو تكميم أفواه الأزواج من قبل الزوجات. فيذهبوا هؤلاء السذج "للمشعوذين" ومعهم حفنة من المال لإغرائهم بما أوكل إليه من أعمال غير نافعة بل مضرة بالأخرين.

وهنالك من "المشعوذين" من يأمر زائريه باعتزال الناس أو عدم ملامسة الماء لبعض الوقت أو إعطاء المريض أوراق يحرقها ثم يتبخر بها. والبعض يطلب منك أن تذبح خروف أمام منزلك دون أن تذكر اسم الله عليه. ومنهم من يعطيك "حجاب" لو فتحته لوجدت مربعات وداخلها أحرف من الهجاء. لو أمعنت النظر فيها فلن تذهب أكثر من رؤيتك لمخطط الرحمانية الواقع في شمال جدة.

أتذكر وأنا في طريقي لمكة عام ١٤٣٨هـ. جاءني إتصال من رقم طويل الأمد لا أعرف صاحبه ولا الدولة المتصل منها.

فتحت الخط وإذ بصوت جهوري مرحبآ بإسمي وكأنه على علم مسبق بتفاصيله.

أيقنت حينها بأن المتصل "نيجيري" من فئة المحتالين الذي وقع في شباكهم الكثير من البشر سعيا وراء مطالبهم ورغباتهم الدنيوية.

بدأ الرجال بكلمات المدح والاطراء لنا معتقدا بأنه يستطيع بكلامه المعسول أن أرنو إليه.

قائلآ… بأنه وجد عملا مدفون في بلاده يتمثل الإضرار بنا ووقف حال رزقي.

على أساس مواردي المالية تزيد عن مليون دولار يوميا.!!!

قاطعته على الفور قائلا له:

يا شيخ أنا يلي دافن العمل هذا.

أسرع بإعادته لمكانه وإلا سوف تنال هذا المساء ما ناله الشيخ "بابس كارديني"

وفي ثواني أغلق على الفور الخط دون كلمة وداعا شريف فيصل والله الموفق…