نسمع من السلطة فى مصر كلاما رائعا ومتكررا عن الشباب ودورهم وأهميتهم وحرص الدولة على رعايتهم لكن الواقع تصدمه أفعال تنافى الأقوال، شباب الألتراس كمثال تتهمهم أبواق السلطة وإعلاميوها المقربون أنهم جماعة إرهابية وممولة من الخارج وتتخابر مع جهات خارجية وتطالب بسحقهم جميعا، الشباب المعروف بانتمائه لثورة يناير تطارده دعايات التحريض والاغتيال المعنوى والاتهامات التى لا تقوم على أى أساس سوى الرغبة فى الانتقام منهم وتحجيم تأثيرهم، الحراك الطلابى الأخير تم إجهاضه بعد مسلسل تضييق وتأميم للعمل العام داخل الجامعات بدعوى حمايتها من الإرهاب، العمل المدنى والنشاط الأهلى التطوعى صار مقيدا بالهواجس الأمنية غير المنطقية التى تؤسس لدولة الخوف التى تخاف من كل شيء فتسعى لتجميده أو منعه أو اتهامه وتشويهه.

استدعت هذه الكلمات قصة واحدة اتقبض عليها من سنتين هى واختها كانت راكبة تاكسى معدى جنب مسيرة ، ولأنها محجبة نزلوها من التاكسى عشان الاشتباه وراحت على القسم ، لقت قدامها على ترابيزة مجموعة من الاسلحة النارية والاسلحة البيضاء قالوا لها الحاجات دى بتاعتكم ، أقسموا بالله انهم ملهمش علاقة بأى حاجة من دى ، اتعمل لهم قضية سلاح وخدوا حكم بالمؤبد ، وفضلت سنتين محبوسة هى واختها ، وراحوا قبضوا على اخوها الصغير ولغاية دلوقتى معتقل ، جوزها كان مريض وفى مرة وهو بيزورها وهوواقف فى طابور السجن الطويل جاتله نوبة سكر ومات قدام السجن ، محكمة النقض لغت الحكم ضدها بالمؤبد وخدت براءة من كل التهم الموجهة ليها بعد ما طلع إن مفيش أحراز حقيقية تخصها ومفيش شهود ضدها ، طلعت من السجن جوزها ميت واخوها معتقل ، دفعت السنين دى من عمرها بدون جريمة عملتها ، دا مش فيلم هندى ، دى قصة حقيقية أشخاصها موجودين ، الناس اللى بتطبل لسه ، كل مظلوم ذنبه فى رقبتكم ، وكل مقهور انتم شركاء فى ظلمه ، لما تقفوا قدام ربنا ابقوا قولوا انكم كنتم بتطبلوا للظلم والافترا على الناس عشان خاطر مصر !!