الغاية الرئيسية من العلاقات الاجتماعية هى تمكين الافراد فى المجتمع من المشاركة الفعالة فى جهود تحسين خدمات المجتمع وزيادة الفاعلية بالنسبة للمؤسسات العامة والخاصة فى تحقيق الوظيفة المجتمعية حتى تتوفر الفرص الاكبر لعدد كبير من افراد المجتمع ومؤسساته ليساهموا بالفكر والمشورة والموارد المتاحة فى تطوير وتنمية المجتمع وذلك من خلال تنظيم وتنسيق العلاقات بين ومع اصحاب المصلحة فى المجتمع .

إنطلاقا من أهمية بناء العلاقات الاجتماعية وأهمية تنظيم المجتمع استمرت منصة معهد الفضاء المدنى فى ضخ ينبوع المعرفة من خلال هذا المساق الثالث تحت عنوان " بناء العلاقة بين ومع اصحاب المصلحة " ضمن ما يقدمه المعهد وادراته ببرنامج " بناء وانتاج وتشارك المعرفة حول تنظيم المجتمع من خلال المشاركة " والذى يتكون من ثلاث مساقات بالاضافة الى حوار مقهى المعرفة " لبناء وتنمية مهارات الرواد والرائدات عن طريق التعلم عن بعد من خلال المنصة التعليمية الالكترونية وذلك بدعم من الصندوق الوطنى للديمقراطية .

وختاما لهذا البرنامج كان هذا المساق وكما عودنا معهد الفضاء المدنى كان المساق عبارة عن ثمانية اسابيع حوارية نقاشية معرفية ذاخرة بمواد للقراءة تحوى مواد علمية معرفية مبسطة لموضوع المساق على مدار الاسابيع الثمانية , والتى بدأت بالتعارف بين الرواد والرائدات , ثم تخللها الحوارات والنقاشات المتبادلة والتى تعمل على نقل وتبادل وتشارك المعرفة بين رواد ورائدات المنصة من جميع الدول الناطقة باللغة العربية , وامعانا فى فاعلية نقل المعرفة وتشاركها كانت المهمة الجماعية التى يتشارك فيها جميع الرواد والرائدات عن طريق التقسيم لمجموعات للعمل على المهمة الجماعية المحددة من قبل ادارة المعهد , ثم تتويج هذا المساق بالمهمة الختامية والتى تعتبر بمثابة الفرصة لكي يقوم المشاركين بنقل ومشاركة خلاصة المعرفة المكتسبة من خلال المساق .

واستطيع ان اقول انه من خلال هذا المساق تعلمت ان المجتمعات المتطورة لابد ان تعمل وتسعى على اعداد قاعدة اجتماعية علمية عمادها الشباب والكفاءات التى تستطيع ان تسهم فى تطوير وتنمية المجتمع , وتساعد فى الدفع بالمجتمع نحو التنمية ومواجهة الازمات , وهانحن قد رأينا ما يحدث من تداعيات "فيروسكروونا" وكيف اصبح اختبارا حقيقا لكيفية تطبيق المعرفة واكتساب المهارات ,وايضا اختبارا للاستثمار الامثل لاصحاب الكفاءات والمتميزون , وكيف ان هذا الوباء يتطلب تطبيق التعاون والتنسيق وكافة الجهود للخروج لبر الامان وعبور الازمة

فالامر يعتمد على الشخصية الفعالة والمتفاعلة فى وقت واحد , فهذة الشخصية لا تكون جامدة خاملة فى العمل والتفكير ولكنها شخصية منتجة , مفكرة , ايجابية , محللة و تعمل على استثمار الطاقات والموارد والقدرات من خلال ملاحظة الاشياء والظواهر والعلاقات الاجتماعية , لتصل الى نتائج عملية للحلول والتنمية فى المجتمع , فالانسان لابد ان يتصف بالايجابية والجرأة والشجاعة فى مواجهة الازمات والمشاكل ,لا ان يتصف بالخمول والتبسيط واللامبالاة , ان يكون متبصرا بالامور التى تمر به وتهم حياته , وان يدقق فى الاشياء والمواقف بمنظار دقيق وسليم , يعمل من خلاله على ترجيح كفة الفائدة والنجاح على كفة الخسارة والفشل , وهذة من اهم مزايا وادوات منظم المجتمع فى مجتمعه ومحيطه حتى يساهم فى مناهضة الثقافة المجتمعية السائدة التى تعتمد على الخوف وسوء الظن , كما يجب التواصل الجيد مع الاخرين والتحدث معهم لازالة حاجز الخوف والعمل على الاستيعاب واعطاء طرق وفرص للبناء بديلا عن الهدم , ويكون ذلك بالاحتواء وليس بالاستغناء .

لقد كشف ما يمر به مجتمعنا والعالم كله من جراء " فيروس كروونا " ما يحتاجه المجتمع من التصدى لمسئولية تطوير المجتمع دون سذاجة او خمول,وتخطى الاساطير والخرافات الى الجدية والتحليل السليم والصحيح , فالمجتمع يحتاج الى كافة الجهود والى كافة الافكار , يحتاج الى التوعية والجهود العملية والخدمات الفعلية والخدمات الشخصية, والمبادرات الفردية والجماعية والمشاركة والتشارك , يحتاج الى الجميع وبالجميع .

أن تنظيم المجتمع والبناء الصحيح للعلاقات بين افراده ومؤسساته هي طريقة هامة جدا للتغيير، بجانب التعليم والمعرفة والجهود الشخصية، وأننا نستطيع العمل علي حل مشاكلنا بدراسة هذة المشاكل جيدا ومعرفة حدود مواردنا وامكانياتنا والعمل علي استثمارها بشكل جماعي تعاوني عن طريق التشارك والتنسيق .

الخلاصة

على المؤسسات وخاصة المؤسسات العاملة فى المجتمع المدنى ان تعى ان محاولات نشر الوعى تحتاج الى مشاركة مجتمعية حقيقية وبناء علاقات سليمة بين جميع اصحاب المصلحة بالمجتمع , تعمل على بناء المجتمع حتى يكون مجتمعا واعيا فاعلا متفاعلا , وهذا لا يأتى الا بالاستفادة الكاملة من جميع الطاقات والكفاءات والبحث عنها واستثمارها فى جذب الناس الى الفكر السليم والثقافة الواعية المبنية على المعرفة , لذا يقع على مؤسسات المجتمع المدنى دور بالغ الاهمية وهو خلق الوعى ونقل وتعميمم المعرفة فى الوسط الاجتماعى, لانه لا يمكن ان يمارس المجتمع دوره , ويقوم بواجباته , ويتجاوزعقباته , وينتصر على مشاكله وازماته الا بالوعى , وهنا يكمن دور المجتمع المدنى بكافة مؤسساته وافراده, علينا جميعا ان نراجع المفاهيم التقليدية الموروثة لنا سواء من تراثنا الاسلامى او من التراث الحضارى للامم الاخرى , وان نستفيد من هذا التراث بالقدر الذى يعمل على اعادة الوعى والتحضر والتقدم , بحيث نمتلك رؤية علمية عملية مبنية على الحجة والبينة والبرهان والحوار المنفتح على الاخر , القابل للمعرفة والحقيقة ايا كان مصدرها .

تشارك المعرفة هي قوة التغيير

مجدى عبد الرحمن

رائد بمعهد الفضاء المدنى

وعضو مؤسس لمنتدى مجتمع الممارسة الافنراضية

المدير التنفيذى للمعهد الديمقراطى المصرى للتوعية بالحقوق الدستورية والقانونية