استكمالاً للمقال السابق وبعد أن استطردنا فيه لتعريف الإسلام السياسى ورموزه وهدفه وأهم حركاته التى قامت على أساسه نستكمل أهم الحركات الأسلامية السياسية التى ظهرت فعليا فى القرن الثامن عشر الميلاد بظهور أول ممثل فعلى لهذا التيار وهو محمد بن عبدالوهاب وفيما عرف ب :-
1-الفكر الوهابى وجاءت تلك الجماعة للقضاء على ما يعتبره البعض من توسل بالقبور والتبرك كفر والبدع بكافة أشكالها والأعتماد الصريح -بدون إعمال العقل فى بعض المسائل -على القرآن والسنة وأقوال السلف الصالح والعلماء ولا أحد ينكر هذا ولكن لكل شئ تفصيل.
2-حركة ديوباندى أو بمعنى آخر حركة طالبان التى تآثرت بها وكان النصيب الأكبر من ديوباندى أنهم أنشت هذه الحركة والتى تعد الوجه الآخر للفكر الوهابى حيث انهم تآثروا بهم وظهرت فى الهند بدايةً ثم فى دول شرق آسيا نهايتاً سنة 1866م وكانت من أهم مبادئها -التى لم تسر عليها- إتباع سنة سيد الخلق ﷺ وتطبيق الشريعة الأسلامية واتخاذ النهج الحنفى لها والجهاد فى سبيل الله من أجل إعلاء كلمة الله.
3-حركة أبو الاعلى المودودى
وظهرت هذه الحركة فى باكستان معقل الحركات الاسلامية وكانت تهدف الى نفس الأهداف السابقة ولكن بتأسيس جماعة وأفراد ونظام سياسى تسير عليه جماعته فيما عرف ب "الجماعة الاسلامية"وسيطرت هذه الجماعة على مقاعد البرلمان الباكستانى ونشرت أفكار الحزب فى شتى البقاع العربية والاوربية منها القاهرة ودمشق وعمان ومكة والمدينة وجدة والرباط وخارج البلاد العربية كنيويوروك ولندن وإسطنبول
4-الإخوان المسلمون .
أسُِست بهدف جماعية إصلاحية فى شتى جوانب الحياة ولكن كان التركيز على الجانب الدينى بتعليم الناس أمور دينهم ودنياهم ولكن سرعان ما اتجهت الى العمل السياسى وذلك بسبب ما وجدته من تدخل الاستعمار ورضوخ السلطة الحاكمة ولا أحد ينكر أن الاخوان المسلمين لهم دور فى طرد الاستعمرار وإنهاء النظام الملكى فى مصر كما أن لها دور غير منكور فى مساعدة الحركات الجهادية خارج مصر لمقاومة الاستعمار أنذاك كحماس فى فلسطين وحماس العراق فى العراق وقوات الفجر فى لبنان وكانت تسير على نفس نهج السابقين من إتباع للسنة والجهاد فى سبيل الله وغيرها من الشعارات الصورية وأثبت التاريخ الحديث ذلك وما ظهر لها من شذوذ الفكر على يد التيار السرى لها أو الجيل الصحوى ...............يتبع