الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه.

أما بعد: فهذا هو اللقاء الواحد والعشرين نلتقي مرة أخرى على مائدة قواعد التفسير؛ وأحاول أن أتوسع قليلا ﻷنني استفدت كثيرا من خلال ختمي للمراقي ثلاث مرات على مشايخ أفذاذ ثلاثة وهم شيخنا العلامة الفقيه اﻷصولي أباه؛ وشيخنا العلامة اﻷصولي محمد سعيد؛ والبارع الشيخ مشري؛ كما استفدت من شيخنا العلامة المقاصدي شيخ ابراهيم في ختم مفتاح الوصول؛ وجمع الجوامع وكان يربط ذلك بمتن المراقي، والنحوي اﻷديب شيخنا بتار ختمت عليه المرتقى وإيصال السالك؛ ومع العلامة الفقيه شيخنا المحتار مراقي اﻷوه وغيرها من الفنون؛ وشيخنا عرفات ذي الفوائد اليتيمة ساعدتني على اﻹيغال في النظم والفضل في ذلك لكل المشايخ الذين أخذت عنهم؛ ولاسيما شيخ الكال (اباه) ونقف اليوم مع: (آداب المفسر):

471-وللمفسر أتت أداب * بها تعين له استصحاب

472-فحسن نية وصح قصد * أول فلتعد به وتبدي

473-وحسن الخلق والامتثال * والاجتناب هكذا الخصال

474-وضبط نقل وتحري الصدق * كذا تواصع لكل الخلق

475-وعزة النفس ولين الجانب * كذاك جهر الحق لا تجانب

476-والزهد في الدنيا مدى اﻵناء * كذا التجرد من اﻷهواء

477-وحسن سمت وأناة غايه * ضم رواية إلى درايه

478-تقديم الاولى علما أو معلما * وحسن الاعداد ونهج فاعلما

ذكر بعض طرق وأوجه تفسير القرآن الكريك:

479-ويطلب التفسير في القرآن * وفي حديث صفوة اﻷكوان

480-فكم أتى اﻹجمال في مكان * وفي مكان لائح البيان

481-وقد يلوح من مقال الصاحب * أو من مقال التابعي مصاحبي

482-ومطلق اللغة للإبهام * يجلو كذاك مقتضى الكلام

أدوات المفسر:

483-وأدواته لدى القوم اﻷلى * صحة الاعتقاد عد أولا

484-كذا لزوم سنة النبي * فشرط ذين ليس بالخفي

كذاك صح النقل عنه وعن * أصحابه ومن يليهم فاعتن

485-وإن يقع تعارض فافزع إلى * مرجح مهما تكن مستأهلا

486-لكنه إن وقع اشتباه * فالقول فيه ما يقول اباه:

(في موهم التشبيه والتنزيل * وفي الحديث احذر من التأويل

فاصرفه عن ظاهره كالجارحة * الاجماع فيه بالنصوص الواضحه

أما بقاؤه على الظواهر * من غير تشبيه فغير ضائر

كالاستواء ليس بالمجهول * ولم يك الكيف من المعقول)

(أقسام التفسير):

487-وقسم التفسير حبر اﻷمة * كما أتى ﻷوجه أربعة

488-وجه درته العرب من خلال * كلامها المتسع المجال

489-ثمت وجه ظاهر لا يعذر * بجهله شخص كما قد ذكروا

490-وآخر يعلمه عليم * وآخر اختص به العليم

491-أو ما جرى مجرى الغيوب كخبر * أشراط ساعة الوقائع الكبر

492-وما من القرآن ذو اشتباه * (فالراجح الوقف على اسم الله)

(الخبر واﻹنشاء):

(محتمل للصدق والكذب الخبر * إلى قوله:

وغير ذا ليس بصدق أو كذب)

493-له تعاطي النفي واﻹثبات * كما به قد صرح اﻷثبات

494-وهو إما خبر عن العلي * أو خبر عن خلق ربنا الجلي

495-وخبر المعاش والمعاد * أو الثواب والعقاب بادي

496-ثمت تحقيق وتوكيد الخبر * ولا يكون بسوى شأن ظهر

497- والله يقسم بما قد شاء * من نفسه أو خلقه اﻷشياء

498-وما لنا بما سواه قسم * حرم علينا فعل ذا محرم

(اﻷمثال):

499-من أعظم العلوم في القرآن * أمثاله العديمة اﻷقران

500-والشافعي عدها مما وجب * علما على من لاجتهاد انتصب

501-من عظم الشأن بها المعاني * قد صورت في صورة المباني

502-جاءت لتذكير والاعتبار * فاعتبروا أيا أولي اﻷبصار

(التأويل):

503-وهاك في التأويل قول سيدي * عبد اﻹله في مراقي اﻷسعد:

(حمل لظاهر على المرجوح * واقسمه للفاسد والصحيح

صحيحه هو القريب ما حمل * مع قوة الدليل عند المستدل

وغيره الفاسد والبعيد * وما خلا فلعبا يفيد)

504-قد نسب اﻹحكام للقرآن * والمتشابه على اقتران

505-فبعضه بينهما قد جمعا * أي محكم أو متشابه معا

506-أي غاية اﻹتقان والضروب * حسنا إلى براعة اﻷسلوب

507-والبعض ناسخ فذاك المحكم * وبالتشابه لغير يحكم

508-أو محكم ما قد بدا معناه * بلحنه يظهر أو فحواه

509-والمتشابه الذي لا يعلم * ودون علمه السبيل مظلم

510-فليعملا بالمحكم اﻹنسان * والمتشابه به اﻹيمان

ونتبابع البقية الباقية في المجلس القادم إن شاء الله تعالى.

كتبه عمر بن مسعود الحدوشي من محظرة النباغية؛ موريتانيا.