لماذا قد يفوز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية ومتى يصبح ذلك حتمياً؟
كل الأحداث الإرهابية في العالم تقرب الرجل من البيت الأبيض. وعلى الرغم من عدم توقع الكثيرين لوصول ترامب لهذه المرحلة من الانتخابات, فإن الكثيرين يراهنون على فوزه.
نشر في 01 غشت 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
دونالد ترامب هو رجل أعمال أمريكي وليس رجل سياسة. قدم نفسه لأمريكا والعالم كمرشح رئاسي للولايات المتحدة الأمريكية منذ أكثر من عام من الآن. منذ اللحظة الأولى التى ظهر فيها دونالد ترامب كمرشح للرئاسة الأمريكية انجذبت الأنظار إليه, ذلك لأن أفكاره متطرفة قليلاً, على عكس أغلب السياسيين الأمريكيين.
لقد كان دونالد ترامب غريباً جداً منذ البداية فقط طالب بـ
- حظر دخول المسلمين أمريكا مؤقتاً لكون كثير من البلدان الاسلامية موردة للإرهاب الذي يضرب امريكا في الداخل.
- بناء سور فاصل بين أمريكا والمكسيك لوقف دخول المكسيكيين للولايات المتحدة الأمريكية. (حيث يرى ترامب أن الكثير من مهربي المخدرات والمجرمين يدخلون أمريكا من هذه الحدود )
- تغيير سياسة أمريكا في الشرق الأوسط من حيث المعونات المقدمة للدول في الشرق الأوسط وطريقة تعامل أمريكا معهم.
- كما تحدث الرجل عن الصين وروسيا والعديد من الدول التي قال انهم يهزمون أمريكا سياسياً واقتصادياً وانه في حال انتخابه لن يستمر هذا وسيقف لهم.
تنبأ ترامب بخروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي بيما لم يكن يتوقع أحد هذا, وفي الواقع فإن خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي يبنئ بوصول ترامب للبيض الأبيض في الانتخابات القادمة.
الرجل الذي تقول عنه عائلته أنه المليادير الذي لما يعتد أن يخسر أبداً خاض الانتخابات الأمريكية وسط استهزاءات منه في البداية واستبعاد من الجميع بأن يتم ترشيحه كممثل الجمهوريين في الانتخابات الأمريكية, نجح وأصبح مرشح رئيسي في الانتخابات الأمريكية التي ستقام في نوفمبر القادم.
لماذا يبدو ترامب غريباً وعنصرياً ومتطرفاً؟
لو لم يكن ترامب بهذه الغرابة في أفكاره وفيما يدعو إليه لما وصل لهذه المرحلة بأن أصبح المرشح الرسمي للحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
الرجل ليس سياساً ولن يفوز في أي مناظرة او تحدي سياسي أمام الساسة الجمهوريين في امريكا, ولكن تلك الأفكار المتطرفة , والتي تفاعلت مع طبيعة الأحداث التي نعيشها في العالم الآن من أحداث ارهابية وحروب في الشرق الأوسط, وبذلك مكنت الرجل من الوصول للترشيح الرسمي لرئاسة أمريكا من الحزب الجمهوري, متغلباً بذلك على 16 مرشح جمهوري آخر منهم جيب بوش ابن الرئيس الأمريكي الآسبق جورج بوش الأب وشقيق الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الإبن.
بدون مبالغة.. كل الحوادث الإرهابية في العالم حالياً تصب في مصلحة هذا الراجل وتقربه أكثر من البيت الأبيض.
حوادث القتل في أمريكا, الأعمال الارهابية الأخيرة في فرنسا وفي ألمانيا وغيرهم من الدول, كل هذا يزيد من شعبية هذا الرجل الذي قال أنه في حال انتخابه رئيساً لأمريكا فسيعلن الحرب فوراً على داعش وسيتصدى للإرهاب المتطرف الإسلامي (على حد تعبيره)
يخوض دونالد ترامب الانتخابات الرئاسية ضد هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديموقراطي لرئاسة أمريكا وزوجة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق بيل كلينتون.
على الرغم من الأموال المهولة التي تملكها حملة كلينتون وتنفقها في حمالتها الاعلانية لرئاسة أمريكا (ترامب لا ينفق شئياً اذا ما قورن بانفاقات كلينتون على الانتخابات) وبالرغم من دعم الرئيس الأسبق بيل كلينتون لها ودعم الرئيس باراك أوباما لها بالاضافة إلى الحزب الديموقراطي الحاكم, إلا أن فرص فوزها برئاسة أمريكا ليست أكبر من فرص فوز ترامب ; ذلك لأن الكثير من الأمريكيين يعتقدون أن هيلاري كلينتون ما هي إلى ولاية ثالثة لأوباما, فلن يختلف أي شئ إذا ما تولت كلينتون رئاسة أمريكا بينما سيتغير تقريباً كل شئ إذا ما فاز ترامب برئاسة أمريكا. الجدير بالذكر أن الكثير من الأمريكين لا يميلون لانتخاب كلينتون لأنه ثبت أنه تسرب الكثير من رسائل البريد الإلكتروني التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية في أثناء توليها وزارة الخارجية الأمريكية وذلك نتيجة لتقصيرها. كما لا يميل الكثير من الأمريكيين لانتخابها لأنه يتم دعمها مالياً بأموال من الشرق الأوسط (دول الخليج العربي) ومنظمات نفطية في حين ينادي الأمريكيين بالتقليل من استخدام الموارد النفطية للحافظ على البيئة.
ينادي ترامب بأنه التغيير في مقابل المرشح الآخر الذي يمثل الحالة نفسها, وشعار ترامب في الانتخابات هو أمريكا أولاً, وضرورة جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى سياسياً واقتصادياً. كما قال ترامب أنه في حالة فوزه بالانتخابات الرئاسية لن يتم معاملة الإسرائيلين على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية (يقصد سيهتم بهم ويعاملهم مثل الشعب الأمريكي), ومن المعروف أن إيفانكا ترامب ابنة دونالد ترامب يهودية وهي أقرب ابنائه إليه وهي غالباً ما تقدمه للحاضرين في مؤتمراته الانتخابية.
ترامب كان رافضاً لتدخل أمريكا في العراق في 2003 وكان يرى أن ذلك سيؤدي إلى نزع استقرار الشرق الأوسط وبلبلة الأوضاع. ويرى أن التدخل في العراق أدى إلى توسع سيطرة إيران على العراق والشرق الأوسط كله.
الجدير بالذي أن ترامب يتصدر الآن استطلاعات الرأي الأمريكية ويتفوق على هيلاري كلينتون. لو أجريت الانتخابات الرئاسية اليوم سيفوز ترامب. وذلك سيكون له انعكاسات كبيرة للغاية على أمريكا والشرق الأوسط كله.
تلخصياً لكل ما ذكرته, لهذه الأسباب تتضاعف فرص فوز ترامب برئاسة أمريكا :
- كل الحوداث الإرهابية في العالم تصب في مصلحة الرجل الذي سيعلن الحرب على الارهاب حال انتخابه.
- الرجل يتحدث عن التغيير في أمريكا في مقابل مرشح آخر لن يختلف عن أوباما كثيراً, وكثير من الأمريكيين يعتقدون بأن أوباما لم يقدم شيئاً أو على الأقل لم يقدم كثيراً.
- ما يتحدث عنه الرجل عن خسارات أمريكا السياسية والاقتصادية لروسيا والصين وأيضاً إيران تبدو واقعية لكثير من الأمريكان.
- بالنسبة لبعض الأمريكان, فإن ترامب مهما كان سيئاً فهو أفضل من هيلاري كلينتون.
وأخيراً أحب أن أذكر أن الرجل تزداد فرصه فوزه ومع ذلك فإن المعركة للبيت الأبيض مازالت طويلة. ولكن فلتعلم أنه إذا ما حدث في الفترة القادمة التي تسبق الانتخابات الأمريكية أية أحداث إرهابية كبيرة في العالم و خاصة في أمريكا فإن فوز الرجل في الانتخابات الرئاسية سيصبح تقريباً حتمياً.
*الأخطاء الإملائية والنحوية في مقالي واردة جداً وأعتذر عنها
-
Mabding...
التعليقات
أنا لا أعارض فكرتك بل ينتابني هذا التساؤل منذ أن رشّح نفسه، من سيستفيد أكثر لو ربح صفقته؟ اذا كان هذا المستفيد لا يهمّه سلامه الولايات المتّحدة فهذا مؤشّر على فوزه من الآن. لم يبقى سوى شهرين على الأكثر لنرى النهاية.