رفقًا بالواقع !
رفقًا بالواقع .. رفقًا بالصورة الناقلة للواقع .. رفقًا بالعقول المستقبلة للواقع.
نشر في 19 يوليوز 2016 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
* يدوم مشهد إظهار صورة المتشدد على حساب إظهار الرجل الوسطي السمح .
( في المسلسلات والأفلام العربية. ولا يُعني هذا انعدام وجود صورة الرجل المتعقل )
- تكرار هذه المشاهد الغير عادلة - هذا التعبير بحسن ظن - ؛ يُوحي للمُشاهد الغير مسلم - وحتى من المسلمين - أن صورة الإسلام هي هي التي يصورها الإعلام ، بحجة نقل وكشف صورة المتطرف في المجتمع . !
- فهذا من جلب الشهوات وسلب المعلومات . الشهوة؛ في تشويه بوعي أو حتى بلا تعقل ، والسلب ؛ في تجسيد العظيم بصورة الحقير !
- ولعلي أُشير إلى قول القائل :
" علّمتني أحوال بلادي أن أطول المقالات التي تتباهى بعدم وجود الطائفيّة تكتبها الشعوب التي تسري الطائفيّة في دمائها" .
- من الأمانة العلمية أن أكتب اسم صاحب القول - أعلاه - ، ولكن ليس هذا هو الهدف ، بل أن تعرف أنه حقيقي -رأيه- من جوانب عديدة ، واستثمر منه - القول - أن أكون متباهي بوجود منبر أطول فيه الرأي ؛ لرصد ما لا يُطاق من الإعلام ؛ لأنني تفهمت - بالأحرى حاولت التفهم - وتجنبت الصندوق الضيق الذي أشار إليه صاحب القول .
* ومن د. محمد عمارة - الذي أعشق كتاباته - نقتبس : " الغلو عملة ذات وجهين: إفراط.. وتفريط " ؛ فالإفراط في التشويه لا يجعلني أقوم ببخس الإعلام والتفريط فيه ، بل هو منبر جوهري ولكنه يشع بإنارة للمارة لو كانت قيادته ضابطة للطريق .
- فلنحترم دورنا ، ولنحترم دور من يرانا . وحتى لا ندع مجال لقول قائل : "اترك ما يزعجك ولا تشاهده " .. نرد : بل عليك أن لا تترك أنت دورك فيما تنتمي له - الوطن - ، حيث أنه هو هو المنوط بنا أن نلتف حول ما يزيد ثقافته ، وينمي وعيه ، ويجعل الصحوة العملية ركنه . ولا نقف فقط على ترك الخطأ بحجة أنك تسطيع أنت الابتعاد عنه ؛ فهذا عذر أقبح من ذنب ؛ لأنك يجب أن تفقه الواقع ، وتنظر إلى جوانب الموضوع لخطورته ، أو لتصمت قليلًا لتتعلم ثم تتكلم .
* ولأن النقد وحده لا يجدي ؛ لابد من تقديم الحل ؛ لذا من النقطة الأولى - أعلاه - نتشعب ( ليس في الاقتصار على الإعلام أنه التلفاز فقط ، أو مسلسلات وأفلام فقط بل الأفكار يمكن تطبيقها على الكثير من المنابر بمرونة وحسب طبيعة الوضع ) :
- يمكن الاستفادة من الإحصائيات العلمية التي تُنشر حول محتوى الأعمال الفنية ، من حيث تأثيرها على المتلقي - الجمهور والشعب - ؛ لنتبع السبل المثمرة في معاجلة القضايا ، لا أن نزيد من خطورتها وانتشارها ؛ كنشر البلطجة والإرهاب وغيرهما ، وتشويه صور حقيقية بعكسها .. بحجج نقل واقع ، أو محاربته !!
- يمكن استشارة أهل التخصص قبل عرض قضية ما ، فلو تطرقنا إلى محاربة الإرهاب مثلًا ؛ فيجب مناقشة رأي الأزهر- مؤسسة رسمية - كمقترح منه في كيفية عرض المحتوى ، واستشارة أهل التخصص في علم الاجتماع والنفس ، واستشارة أهل التربية ؛ هذا ليس هو المرهق بل المرهق بحق هو النتائج السلبية الكثيرة المتراكمة من الإعلام بحجج الإصلاح .. وكذلك القضايا الأخرى ؛ سدًا لذرائع زيادة المشكلة والتخلف !
- يمكن عمل برنامج توعوي عام يُنشر في توقيت واحد على القنوات ( التابعة للدولة ، والخاصة ) لفترة تحتاج إلى دراسة وجدولة . لن يأخذ تكاليف ولو برنامج واحد من برامج اكتشاف مواهب الغناء ، ولكنه يُثمر -أو على الأقل محاولة جادة- في تنمية المجتمع بالوعي والثقافة فيما لا يسع المواطن جهله في دنيانا هذه . والإعلانات لن تتوقف بل تزيد ؛ لأن المشاهدة ستكون كثيرة ، ويمكن منها التبرع بدلًا من مطالبة العامة بالتبرع وهناك إسراف في الأعمال الفنية ورواتب المشارك فيها بلا ثمار يُرضي . ومواعيد عرض البرنامج بمتوسط نسبة المشاهدة في القنوات التي سيُعرض عليها .
- يمكنك أخي المواطن أن تكون حلًا - بل أعظم حل - ، حيث لا تشاهد وتمتنع عن كل ما هو غير مجدي ، وكل ما لا يحترم عقلك .. وما يشجعك على فعل ذلك ؛ ابنك .. ابنتك .. كل من له الحق عليك ، حيث أي مواطن هو قريبك في وطنك .
( هذه النقطة ليست بمناقضة لما هو - أعلاه - في الرد على قول القائل "اترك ما يزعجك ولا تشاهده " ، بل هناك نتحدث عن الحد من اللامبالاة بالقول اليسير والسهل ؛ بالعامية ( كلام فض مجالس ) . أما النقطة هنا ؛ هي رسالة لكل عابث بعقولنا أن يخسر منهجه الساذج لعل في ذلك سبب من أسباب هدايته ؛ ليكون ذاك الساذج هو هو سبب الهداية لغيره .
رفقًا بالواقع .. رفقًا بالصورة الناقلة للواقع .. رفقًا بالعقول المستقبلة للواقع.
-
حاتم عبد الحكيم عبد الحميدكاتب مصري