الحوار والنقد البناء ما هو إلا مكملات النواقص لأي قضية شائكة أو عمل ناقص أو رأي خاطئ يحتاج إلى تصحيح أو الوصول إلى نتيجة حتمية وحقيقية .. لكن ما أشاهده في مجالسنا عكس ذلك تماماً ، نرى نواقص الحوار ومنغصاته إمّا استنقاص أو التمسك والمكابرة بالآراء الخاطئه أو استخدام عنصر الإهانة والشتم مما يجعل هذا المجلس مكان لانحطاط الفكر ونزوله إلى مستوى متدني جداً .

فكلام أهل العلم ونقْدهم في مختلف الفنون هو " وسيلة لإدراك غاية، فليس من مقاصدهم الخوض في أعراض الناس؛ لذا التزموا الاعتدال في بيان الأحوال، والوزن بالقسط في إصدار الأحكام، وكانت لهم قواعد عامة في نقد القائل، وقواعد في نقد القول، يراعى فيها التفريق بين الرأي وصاحبه " بمعنى آخر وبسيط يجب أن يكون النقد على الفكرة نفسها دون التطرق إلى صاحبها حتى لا يصل إلى التجريح وخلق الكراهية.

فكثير من الناس ربط الرأي والنقد بماهية هذا الشخص الذي أمامهم فكان نقدهم وآرائهم مجحفة وليس لها أي رقي ومعنى ، مجرد أن هذا الشخص معارض لأفكارهم و لا يوافقهم الرأي.

نحن نحتاج الى تأصيل وإعادة النظر في كثير من مجالس الحوار والنقد والرجوع لما أمرنا الله به " وجادلهم بالتي هي أحسن .. " فالمعاملة الحسنة والطيبة هي قاعدة أساسية في حواراتنا ونقدنا فنحن لابد أن نرى الحوار والنقد على أساس الموضوع وليس على أساس الشخص وفكره .

فعندما نتبادل الاّراء بشكل هادئ ومنطقي والنقاش بعقلية مثقفة حتما سنصل إلى نتيجة ترضي جميع الأطراف ونصل إلى معلومات غابت عنا كثيراً وصححت مفاهيم كانت لدينا خاطئة وحتما سوف تزيد من مستوى معرفتنا وفكرنا عندما نتجادل بالحسنى واحترام جميع الأطراف لما يحملونه من فكر واراء حتى ولو كانت معارضه لما لدينا .

فالحوار يعد أسلوباً للتواصل، والتفاهم بين الناس، وطريقاً للتعرف على بعضهم، وهو منهج الإصلاح، والدعوة في المجتمع، ووسيلة التربية والتعليم للأبناء، وهو نقطة الالتقاء، والتقارب بين الأفراد، وتأصيل المحبة والوّد بين الناس .

#خلاصة القول :

" يقول المزني: سَمِعني الشافعي يومًا وأنا أقول: فلان كذاب، فقال لي: يا إبراهيم، اكسُ ألفاظك أحسنَها، ولا تقل: كذاب، ولكن قل: حديثه ليس بشيءٍ ..!! "

#رائد_العرجي