"زهايمر" الجزء الأول
ابن جلا وطلاع الثنايا / سلسلة اجزاء لمقالات ساخرة
نشر في 25 يونيو 2019 وآخر تعديل بتاريخ 05 يوليوز 2019 .
نَمُتْ مُبَكِّرًا مَسَاءَ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ حَوَالِيَّ السَّاعَةِ الْعَاشِرَةِ صَبَاحًا مِنْ بَعْدَ ظُهْرِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فِي شَهْرِ ابريل عَامَ 2036الموافق 1496هجرية..
وَكَانَ دَوَامِيُّ يَبْدَأُ السَّاعَةُ الرَّابعَةُ عَصَرَا بَعْدَ مُنْتَصَفُ اللَّيْلِ..
يَا اللهِ, لِقَدَّ تَأَخَّرَتْ عَلَى دَوَامِيٍّ, نَظَرَتْ إِلَى سَاعَتِي..
الْحَمْدُ لله لَا زَالَ الْوَقْتُ يُسْعِفُنِي فَالسَّاعَةَ الْآنَ لَا تُزَالُ السَّابعَةُ صَبَاحَا بَعْدَ الْمَغْرِبِ...
هَلْ سَيَكُونُ بِوُسْعِيٍّ أَنَّ أُصَلِّي الظُّهْرَ قَبْلَ ذَهَابِيٍّ إِلَى الدَّوَامِ؟..
حُسْنًا, سَأَتَّصِلُ بِزَميلِي لِيَبْلُغُ الْمُدِيرُ أَنَّنِي ساتاخر قَلِيلَا..
كَيْفَ حَالِكُ يَا صَدِيقِيِّ ؟ الْحَمْدَ لله, مِنْ مَعْي؟..
مَعَكَ زَميلَكَ ظَافِرٌ...
أَهَلَّا وَسَهْلَا أَخِي صَالِحٍ..
أَيْنَ أَنْتَ الْآنَ, لَمْ أَرْكُ فِي اِجْتِمَاعِ السَّبْتِ الْمُقْبِلِ؟!...
إِنْ شَاءَ اللهُ سَأَكُونُ مَوْجُودًا فِي اِجْتِمَاعِ الْأَمْسِ وَنُنَاقِشُ سَوِيًّا كُلَّ الْأُمُورِ الْعَالِقَةِ!..
هَيَّا أَنْجَزَ إِذَنْ, فَلَمْ يُبْقِ عَلَى الدَّوَامِ سِوَى بِضْعَ ثَوَانِي, تَسْتَطِيعُ خِلَالَهَا أَنْ تَسْتَحِمُّ وَتَسْتَقِلُّ سَيَّارَةُ أَجْرَةٍ, فَمَكَانَ الْعَمَلِ لَا يُبْعِدُ عَنْكَ كَثِيرَا فَقَطْ عِشْرُونَ كِيلُوِ مِتْرًا !! الْآنَ, سَأَسْتَحِمُّ وَأُتِيَ بِسُرْعَةِ السُّلَحْفَاةِ !! قَفِزَتْ مِنْ سَرِيرِيِّ مُهَرْوِلًا فَلَمْ أُعَرِّفِ الطَّرِيقَ مِنْ سَرِيرِيٍّ إِلَى الْحَمَامِ، الْحَمْدَ لله وَجَدَتْ شَاخِصَةُ تَقَوُّلٍ إِلَى الْحَمَامِ مِنْ هُنَا مَعَ وُجُودِ سَهْمِ يُشِيرُ إِلَيْهِ, شَعُرَتْ عِنْدَهَا أَنَّنِي فِي دَائِرَةِ الْمُرُورِ, شَوَاخِصَ كَثِيرَةَ فِي طَرِيقِيٍّ وَإشَارَاتٍ..
الْحَمْدُ لله, أَخِيرَا وَصَلْتٌ وَكُنْتُ حَذَرًا مِنَ الرَّادَارِ عَلَى الْإشَارَاتِ, فَبَعْضَ الرَّادَارَاتِ مَخْفِيَّةً..
وَأَنَا غَيْرُ قَادِرٍ عَلَى تَحَمُّلِ أَيِّ مُخَالَفَةٍ!!
أَلْقَيْتُ نَظَرَةَ فَاحِصَةَ عَلَى مَوْجُودَاتِ الْحَمَامِ وَخَاصَّةِ كُرْسِيِّ الرُّخَامِ, اِقْتَرَبَتْ مِنْهُ وَإذاً بِرَوَائِحِ كَرِيهَةٍ تَنْطَلِقُ مِنْهُ..
" لِمَاذَا يَتَمَسَّكُونَ بِالْكُرَّاسِيِّ, لَيْسَ فِيهَا مَا هُوَ مغرِي, عَدَاكَ عَنِ الرَّوَائِحِ الْمُنْبَعِثَةِ ؟! أَمْ أَنَّ لَهَا رَوْنَقَا أَنَا لَا اعرفه؟"
فَتَحْتُ صُنْبُورَ المِيَاهِ, وَتَمَتَّعْتُ بِدُوشٍ سَاخِنٍ جِدًّا يَمِيلُ إِلَى البُرُودَةِ!! خَرَجْتَ مِنْ الحَمَّامِ, وَكَانَتْ المُشْكِلَةُ أَنَّ الشواخص كُلُّهَا بِاِتِّجَاهٍ وَاحِدٍ, فَكَيْفَ أَعُودُ?!..
اِتَّصَلَتْ هَاتِفِيًّا بِصَدِيقٍ لِي يَسْكُنُ فِي الغُرْفَةِ المُجَاوِرَةُ لِغُرْفَتِي, قِلَّتُ: يَا سَعِيدُ تَعَالَ إِلَى دَوَّارِ الحَمَّامِ لِتَأْخُذَنِي إِلَى غُرْفَتِي. مَا بِكَ يَا رَجُلٌ, أَنَا اِبْنُ عَمِّكِ رَاضِي!! حَسَنًا يَا مُحَمَّدُ تَعَالَ فَقَطْ أَنْقِذْنِي فَقَدْ تَأَخَّرْتَ عَلَى دَوَامِي!! حَالًا سَوْفَ آتِي بَعْدَ أَنْ اِسْتَقَلَّ أَحَدَ الشَّبَاشِبَ إِنْ وَجَدْتُهُ! مَعَكَ حَقِّ, الحَيَاةُ كُلُّهَا اِزْدِحَامٌ, أَتَمَنَّى أَنْ تَجِدَ شِبْشِبًا مُنَاسِبًا!!.. هَا قَدْ وَصَلْتَ أَخِيرًا, مِنْ هَذِهِ الَّتِي مَعَكِ?? أَلَمْ تَعْرِفْهَا?! أَنَّهَا جَارَتُكَ!!.. مَا بِأَلَكَمَا أَنْتُمَا الاِثْنَيْنَ?? أَنَا وَالِدَتُكُمَا أَيُّهَا المَهْبُولَانِ!! أَقَصَدَ هَلْ تَعِيشِينَ هُنَا? فِي أَيِّ غُرْفَةٍ وَعِنْدَ أَيُّ تَقَاطُعٍ?!.. كَفَّاكُمَا جُنُونًا وَهَيَّا إِلَى الفُطُورِ فَقَدْ أَذَّنَ لِصَلَاةِ العَشَاءِ!!
.. تِلْكَ المَرْأَةُ, كِرَيْمَةٌ لِلْغَايَةِ... يَا اِبْنُ عُمْيٌ!! فِعْلًا, كُلَّ يَوْمٍ تَعْزِمُنَا عِنْدَهَا.. تَنَاوَلَتْ فُطُورِي عَلَى عِجْلٍ وَخَرَجَتْ إِلَى الشَّارِعِ أَبْحَثُ عَنْ سَيَّارَةٍ لِلأُجْرَةِ, وَإِذَا بِرَجُلٍ يَقْتَرِبُ نَحْوِي, مَرْحَبًا ثُمَّ أَرْدَفَ قَائِلًا, لِمَاذَا تَقَفٍّ هُنَا?!... وَاللهِ يَا أَخِي اِنْتَظَرَ سَيَّارَةَ أُجْرَةٍ!!. وَهَلْ تَبْحَثُ عَنْ سَيَّارَةِ أُجْرَةٍ فِي مَحَطَّةِ القِطَارَاتِ?! اِذْهَبْ إِلَى الشَّارِعِ الآخَرُ, وَتُوَجِّهُ نَحْوَ الجَامِعِ اِلْحَسِينِي وَسَطُ البَلَدِ, قُرْبَ "مَكَّةَ مُولٌ" عَلَى الطَّرِيقِ مَا بِي السلط وَاربد مُرُورًا بِمَدِينَةٍ الكرك!!.. جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا.. ذَهَبْتُ إِلَى الشَّارِعِ الخَلْفِيُّ كَمَا قَالَ, وَإِذَا بِسَيَّارَةٍ كَادَتْ أَنْ تَصْدِمَنِي. تَوَقَّفْتُ فَجْأَةً: إِلَى أَيْنَ يَا عَبْد الرَحْمَنِ (غَرِيبٌ كَيْفَ عَرَفَ اِسْمِي?!).. إِلَيْ العَمَلِ يَا صَدِيقُي. أُرَكِّبُ سَأُوَصِّلُكَ. شُكْرًا لَكَ, وَلَكِنَّ هَلْ تَعْرِفُ مَكَانَ عَمَلِي? حَسَنًا, سَآخُذُكَ فِي جَوْلَةٍ نُسَمِّيهَا. "أَعْرِفُ وَطَنَ"كِ حَتَّى نَصْلٌ. مُوَافِقٌ? نَعَمْ مُوَافِقٌ!. بَعْدَ عَنَاءٍ طَوِيلٌ, وَصَلْنَا إِلَى مَكَانٍ عَمَلِيٌّ, نَزْلَتُ مِنْ السَّيَّارَةِ وَشَكَرَتْهُ عَلَى دماثة أَخْلَاقَهُ. وَتَوَجَّهْتُ إِلَى مَكَانٍ عَمَلِيٌّ. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ, أَعْتَذِرُ عَنْ التَّأَخُّرِ. أَيْنَ دَفْتَرُ التَّوْقِيعِ? نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ كَانَ فِي المَكَانِ, وَقَالَ مُنْدَهِشًا: مَا بِكَ يَا أُسْتَاذٌ? أَنْتَ فِي المَطْعَمُ وَدَائِرَتُكَ هِيَ فِي الشَّارِعِ المُقَابِلُ, وَاللهِ أَنَّكَ خَفِيفٌ الظِّلِّ. أَنْتَ دَائِمًا تَأْتِينَا مَازَحَا!!. بِصَرَاحَةٍ, صَدَمَنِي بِكَلَامِهِ!! يَا أَخِي هَلْ تَعْرِفُنِي أَنْتِ? يَا أُسْتَاذٌ ربحِيٌّ كُلَّ يَوْمٍ تَأْخُذُونَ مِنْ عِنْدَي السَّانْدْوِيتْشَاتِ أَنْتِ وَزُمَلَاؤُكَ. وَقَدْ جَهَزَتْ لَكَ السَّانْدْوِيتْشَاتُ الَّتِي تُحِبُّهَا... تَفَضُّلٌ!!.. طَيِّب بَارَكَ اللهُ فِيك, وَلَكِنَّ مِنْ أَيْنَ أَذْهَبُ إِلَى دَائِرَتِي?... هههههه, أَنَا سَأَذْهَبُ مَعَكِ لِأُوصِلَ السَّانْدْوِيتْشَاتِ إِلَى المُوَظَّفِينَ.
دَخَلَتْ الدَّائِرَةُ أَخِيرًا, فَقَابَلَنِي رَجُلٌ حَاوَلْتُ أَنْ أَتَذَكَّرَ أَيْنَ رَايَتُهِ. عُمْتُ صَبَاحاً يَا رَفِيقُ!! اِسْتَغْرَبَ الرَّجُلُ وَقَالَ: وَعَلَيْكُمْ السَلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهِ... مَزَحُكَ ثَقِيلٌ يَا عَزِيزِي. لَا تَتَأَخَّرُ, اِذْهَبْ إِلَى مَكْتَبِ المُدِيرِ, فَهُوَ غَاضِبٌ جِدًّا وَيَنْتَظِرُ أَنْ يَرَى طَلَتْكَ البهية!!.. حَاضِر, قُدْنِي إِلَى مَكْتَبِهِ. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا حَضْرَةُ المُدِيرُ... وَعَلَيْكُمْ السَلَامُ, أَنْتَ كَالعَادَةِ مُتَأَخِّرٌ عَنْ دَوَامِكَ, وَأَنَّي مُضْطَرٌّ آسِفًا أَنْ أَحْسِمَ عَلَيْكَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ عَامٍ 2015.. لَكِنَّنَا يَا سَعَادَةً المُدِيرُ فِي سَنَةٍ 2022 وَلِيِّكُنَّ تَمَّ الحَسْمُ وَلَا أَسْتَطِيعُ التَّرَاجُعَ!! اِنْتَهَتْ المُقَابَلَةُ, أَذْهَبُ إِلَى عَمَلِكَ. تَعَالَ إِلَى هُنَا, كَيْفَ تَأْتِي إِلَى الدَّوَامِ هَكَذَا?.. لَمْ أَفْهَمْ يَا حَضْرَةُ المُدِيرُ!!.. أَلَمْ تَرَ نَفْسَكَ فِي المِرْآةِ? اُنْظُرْ إِلَى تِلْكَ المِرْآةِ وَقِيَمِ نَفْسِكِ!!. وَقَفْتُ أَمَامَ المِرْآةِ.. أَتَأَمَّلُ وَجْهِي. شِعْرِيٌّ منَكْوشِ, وَذِقْنِي أُشَبِّهُ بِذُقُونِ السُّجَنَاءِ... صَرْخَتُ مزدهيا بِنَفْسِي "وَحِش, وَحْشٌ.... "مَا بِكَ تَصْرُخُ كَالمَجَانِينِ? هَلْ شَرِبْتَ شَيْئًا أَفْقِدْكَ عَقْلَكَ?.. أَشَّرَتْ بأصبعي إِلَى المِرْآةِ. "مَنْ هَذَا الوَحْشُ?".... اِبْتَسَمَ ضَاحِكًا وَقَالَ يَا فُلَانٌ خُذْهُ إِلَى الحَمَّامِ وَاِحْلِقْ لَهُ ذِقْنَهُ, وَأَعْطِهُ حِذَاءَ لِيَلْبَسَهُ.. وَتَمْتَمَ قَائِلًا: هَذِهِ أَوِّل مَرَّة أَرَى مُوَظَّفًا يَأْتِينِي بِحِذَاءٍ كَلَّا فَرَدَّيْتهُ يَسَارٌ?!.. أَخَذَنِي المُوَظَّفُ إِلَى الحَمَّامِ ثُمَّ وَضَعَ مَعْجُونَ الحِلَاقَةِ أَمَامَي وَهُوَ يَقُولُ لِي: "هَيَا لَا تَتَأَخَّرُ, اِحْلِقْ ذِقْنَكَ وَتَعَالَ نَحْنُ نَنْتَظِرُكَ فِي قَاعَةِ الاِجْتِمَاعَاتِ". خَرَجْتُ مِنْ الحَمَّامِ إِلَى قَاعَةِ الاِجْتِمَاعَاتِ وَالحَمْدُ لله اِسْتَخْدَمْتَ نِظَامَ الخَرَائِطِ لِأَصَلٍ.. وَلَا اِخْفَيْ عَلَيْكُمْ فَقَدْ سَاعِدْنِي الحِذَاءُ الجَدِيدُ فِي الوُصُولِ أَسْرَعُ..
بِدَا الاِجْتِمَاعِ, وَتَرَجَّلَ المُدِيرُ قَائِلًا: أَيُّهَا الإِخْوَةَ - وَكُنْتُ قَدْ سَمِعْتُهَا "أَيُّهَا الشُّعَبُ" - فَقَلَّتْ فِي نَفْسِيَّ سَيُلْقِي خَطَبَةَ عَصْمَاءَ كَمَا الرُّؤَسَاءُ!!.. ثُمَّ أُرْدِفُ قَائِلًا: مَنْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى أَوْقَاتِ دَوَامَةٍ فَلَا وُجُودَ لَهُ بَيْنَنَّا!! قَاطَعْتُهُ قَائِلًا:. "أَيُّهَا الشَّعْبُ... مِنْ أعياه داؤه فَعِنْدَي دَوَاؤُهُ, وَإِنَّي أَرَى الدِّمَاءَ تَتَرَقْرَقُ بَيْنَ العَمَائِمِ وَاللِّحَى, إِنَّي أَرَى رُؤُوسًا قُدٌّ أَيَنْعَتُ وَحَانَ قطافها, وَآنِي وَاللهِ لَهَا. إِنَّ الخَلِيفَةَ قد وَلِآنِي عَلَيْكُمْ وَ قَدْ نَثَّرَ كنانته, فَوَجَدَنِي أُصَلِّبُهَا عُودًا, وَمُنْحَنَى سَيْفَيْنِ, سَيْفُ الدِّيمُقْرَاطِيَّةِ, وَسَيْفُ الدِّيكْتَاتُورِيَّةِ, أَمَّا السّيفُ الأَوَّلُ فَلَقَدْ ضَيْعَتَهُ فِي الطَّرِيقُ, فَلَمْ يَبْقَ مَعَي إِلَّا السّيفُ الثَّانِي, وَمَنْ لَمْ يَرْضَ بالجرجيرضربته بِهَذِهِ العَصَا ضَرَبَ الحَمِيرُ. أَيُّهَا الشَّعْبُ يَا أَهْلُ الشقاق وَالنِّفَاقُ وَمساوئُ الأَخْلَاقِ..".... وَاِنْفَجَرَ كُلُّ المَوْجُودِينَ ضَاحِكًا, "مَاذَا تَفْعَلُ يَا حِجَاجٌ?".. ثُمَّ هَمَسَ المُدِيرُ فِي أُذْنِ أَحَدِهُمْ قَائِلًا: لَا تُؤَاخِذُوهُ يُعَانِي مِنْ ألْزَهَايْمَر!! اِذْهَبُوا بِهِ إِلَى الطَّبِيبِ الفلاني, فَهُوَ صَدِيقِي وَسَوْفَ أَتَّصِلُ بِهِ هَاتِفِيًّا!!. اِسْتَقْبَلَنِي الطَّبِيبُ وَالبَعْضُ مِنْ أَفْرَادِ العَائِلَةِ مِنْ أَهْلِ الدَّارِ وَالأَصْهَارِ,... كَانَتْ إِحْدَاهُنَّ تَبْكِي بِمَرَارَةٍ... أَخَذْتُهَا فِي أَحْضَانِي وَقَبَّلَتْهَا بِحَرَارَةٍ.... ثُمَّ هَمَسْتُ لِصَاحِبِي: مِنْ هَذِهِ?. فَقَالَ لِي وَهُوَ يُكَتِّمُ ضِحْكَتَهُ: إِنَّهَا أُمُّكَ أَيُّهَا الأَحْمَقُ!!. سَأَلْتُهُ هامْسَا: أَمْ من..., أَمْ أَنَّهَا وَزِيرَةٌ خَارِجِيَّةٌ بِرِيطَانِيًّا? أَنَا أَعْرِفُهَا, كَيْفَ حَالُكَ أَيَّتُهَا المَرْأَةَ الحَدِيدِيَّةُ.. كَيْفَ حَالُ العَمِّ تاتشر?? هَلْ لَا يَزَالُ يَعْمَلُ نَادِلًا فِي إِحْدَى الحَانَاتِ, وَكَيْفَ حَالَ دونالد اِبْنُ عَمِّكِ تْرَامْبُ, هَلْ لَا يَزَالُ يَعْمَلُ مُصَارِعَا أَمْ أَصْبَحَ يَبِيعُ التُّرْمُسَ, وَالأَخَ سَارْكُوزِي, سَمِعْتُ أَنَّهُ هَاجَرَ إِلَى إِسْبَانِيَا وَأَعْطَوْهُ الجِنْسِيَّةَ الهُولَنْدِيَّةَ لِيُصْبِحَ رَئِيسًا لِبَلْجِيكَا. ووووو... وَبكنباور هَلْ اِشْتَرَاهُ الفَرِيقُ الرُّوسِيُّ أَمْ الفَارِسِيُّ لِيَكُونَ مُهَاجِمًا وَهَدَّافًا, فَقَدْ سَمِعْتَ أَنَّ كِلْتَا رِجْلَيْهِ شَمَالٌ?! وَهَلْ أَنْزَلَ كوشنير اِبْنَةَ عَمَّةِ إيِفانْكَا عَنْ ظَهْرِ الفَرَسِ يَوْمَ زِفَافِهَا, وَهَلْ فِعْلًا أَصْبَحَ بِيل مُخْتَارًا لِعَشِيرَةِ الكلاتنة....
فَرَدَ سَاخِرًا: لَا, هِيَ وَزِيرَةٌ خَارِجِيَّةٌ بَيْتِكُمْ, وَوَزِيرَةُ دَاخِلِيَّتِهِ, مَنَحُوهَا كُلَّ الحَقَائِبِ الوِزَارِيَّةِ , بِمَا فِيهَا حَقِيبَةُ جُنُونِكَ!!. سَأَلَ الطَّبِيبُ تِلْكَ المَرْأَةَ, الَّتِي هِيَ أُمِّي عَلَى ذِمَّةِ الطَّبِيبِ وَصَاحِبِي: مَاذَا يُحِبُّ اِبْنُكَ?.. إِنَّهُ يُحِبُّ معزوفة مونامور مَعَ أُغْنِيَّتِهَا... هَلْ لَا زِلْتُ تُحِبُّهَا يَا بِنِّي. قُلْتُ نَعَمْ... مَنْ يُغَنِّيهَا إِذَنْ?.. هَذَا سُؤَالُ سَهْلٍ. غِنَاهَا أَكْثَرُ مِنْ مُطْرِبٍ. أَشْهَرُهُمْ شَعْبَانُ ابن رمضان!!. هَالَنِي صُرَاخٌ وَعَوِيلُ فَتَاةِ أُخْرَى..., فَصَرَّخْتُ مَذْعُورًا: "مَا بِهِ رابح سلامة?, هَذَا صَدِيقِي وَحَبِيبِي.. وَهُوَ يَمْتَازُ بِلُغَةٍ آلُ S S S!. سَأَلَنِي الطَّبِيبَ: وَمَا مَعْنَى مُصْطَلَحٍ S S S?. فَأَجَبْتُهُ: هَذَا مُصْطَلَحٌ لَوْ تَفَهُّمُهِ سَتُصْبِحُ مُطْرِبًا شَهِيرًا أَوْ رَئِيسًا لِجُمْهُورِيَّةٍ!!. سَأَلْتُ: وَأَيْنَ بَاقِي الكُورْسُ?. فَأَجَابَنِي صَاحِبِي: هُمْ فِي قَاعَةِ الاِنْتِظَارِ.... تَقَدَّمَ مِنِّي رَجُلٌ يَبْدُو بِأَنَّهُ خَبِيرٌ.. ثُمَّ قَالَ لِصَاحِبِي:" هَذِهِ حَالَةُ زُهَايْمِر وَاضِحَةٌ, يَجِبُ أَنْ يَنْقُلَ فَوْرًا إِلَى المُسْتَشْفَى. "صَرْخَتُ: زُهَايْمِر... زُهَايْمِر... أَنَا اِبْنٌ جَلَا وطلاع الثنايا."
-
Dallash*لا أجد سهماً قاتلا يقضي على (حيوية الإيمان) من قلوبنا ويصيبها بالقسوة والظلام مثل النظر إلى المحرم,كل التأويلات لهذه المعصية تتهاوى أمام قوله تعالى :(قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) ..التعفف .. من مصابيح القلب* ماهر باكير