قال تعالى "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"
هذه الآية عظيمة فهي تأمر أن لا نُكِرهَ أحدا على دين ما إذا كان ملتزما بما هو عليه عن قناعة داخليه وموقن به في قرارة نفسه وهو بفطرته وطبيعته يشعر أن دينه هو الحق فلا داعي أن نجبره على دين ما مُكْرَهَاً لأن سلوك الإستقامة على الصلاح قد بينه الله تعالى وسلوكه فعلا يدفعه لذلك الإتجاه الخير فطبيعته وسلوكه لو كانت تساعد في صلاح المجتمع بما يرتقي فيه السلوك الحسن وأيضا بما ينطمس به السلوك الضلالي الفاسد حتى ولو لم يكن الممارس لهذا السلوك بالضرورة على ديننا فالذي يكفر بالسلوك المؤدي للضلال والخسران والذي فيه فساد سلوكي له أو لغيره ويؤمن بربه الخالق المعبود المجزي ويتمسك بحبه وتقواه لله لتكون أعماله حبا وتسليما لخالقه وبغضه لأي سلوك سوء يؤدي للفساد الأخلاقي ويحط من القيم البَنْاءَة فتمسكه بأعماله الخيرة هذه سديد ومصيب ويؤدي لدخوله الجَنْة فالله تعالى يسمع ويعلم حتى ما في القلوب ويعلم الصالح التقي من الطالح الفاسد فهو أقرب إلينا من حبل الوريد فَرُبَ شخص ليس بالضرورة على قناعتنا الدينية ولكنه فعلا قد يكون أصلح من هذا أو ذاك ممن هم على ديننا
وبعد محاولة شرحنا لهذه الآية يقودنا هذا لفهم المقصد المشابه أيضا لهذه الآية في قوله تعالى " وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ"
وصل اللهم على محمد وآله الطاهرين