الثالوث السياسي العراقي المتنافر - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الثالوث السياسي العراقي المتنافر

الثالوث السياسي العراقي المتنافر

  نشر في 02 نونبر 2022 .

العراقيون يستبشرون خيرا عند تشكيل الحكومات العراقية وتبوء الوزراء والمدراء مناصبهم الجديدة واقرار الموازنة واعلان البرنامج الحكومي ... ؛ ولاسيما مع الاحداث الاخيرة والمخاضات الصعبة التي مرت بها العملية السياسية بين الفرقاء السياسيين العراقيين بل حتى بين ابناء المكون الشيعي نفسه ؛ وبعد انجلاء الخوف من وقوع الصدامات والاشتباكات المسلحة وانحدار الاوضاع نحو مستنقع الحرب الاهلية ... ؛ والركون الى طاولة المفاوضات السياسية و التي اسفرت عن تبوء العراقي الاصيل والجنوبي النبيل السيد محمد شياع السوداني منصب رئاسة الوزراء .

وها هو الشعب العراقي ينتظر بفارغ الصبر وعلى احر من الجمر ولاسيما الاغلبية العراقية المغبونة ؛ اصدار حزمة من القوانين والقرارات الحكومية التي تنصف المواطن وتحمي ثروات الوطن من النهب والسلب والسرقات والفساد ... ؛ وفي أول جلسة لمجلس الوزراء العراقي الجديد، الجمعة الماضي، أصدر السوداني عدة توجيهات، أبرزها اختيار مديري مكاتب الوزراء من كوادر الوزارة حصراً , وعدم الاستعانة بمدير مكتب من أي جهة سياسية ، فالوزارات تزخر بالموظفين من ذوي الخبرة والنزاهة، المؤهلين لتولي هذه المهام ؛ ونأمل ان يتبع هذا الاصلاح النظري اصلاح تطبيقي وعملي ؛ لان الشيطان يكمن في التفاصيل كما يقول المثل الانكليزي ... فالقوانين والقرارات من دون تطبيق صارم ؛ حبر على ورق , ومن أجل درء غضب الشعب العراقي وطمأنة الامة العراقية قام وزراء حكومة السوداني الشيعة ؛ بإجراء جولات ميدانية واتخاذ قرارات مهمة تصب في مصلحة المواطن والوطن – حسب الظاهر - ؛ ناهيك عن اصدار العديد من قرارات ملاحقة الفاسدين والقاء القبض عليهم ومصادرة اموالهم وارجاعها الى خزينة الدولة ... ؛ الا ان الامر الملفت للنظر سكوت وصمت وجمود الساسة والوزراء - من المحسوبين على الكرد والسنة- في حكومة السوداني ؛ فكأن العراق لا يعنيهم وكأنهم اسرى لدى هذه الحكومة وليسوا وزراء وشركاء في العملية السياسية ؛ اذ لم يصدر منهم شيء الى هذه اللحظة لا تصريحات اعلامية جوفاء ولا شعارات سياسية فارغة كما عودونا في كل حكومة ... ؛ فوضعهم اشبه بالذي يقف على التل ينتظر نتائج الحرب ولا يريد ان يضرب بسيف او يرمي برمح ... ؛ وهذا الامر ان دل على شيء فإنما يدل على احتمالين لا ثالث لهما : اما ان يسعوا كالعادة الى افشال هذه الحكومة باعتبار هذه الحكومة ليست حكومتهم كما قال المنكوس الهجين سعد البزاز او كما يصرح بذلك الاكراد الانفصاليين دائما ؛ او ان قواعدهم الجماهيرية سعيدة وامنة ومدنهم عامرة ولا توجد عندهم اية مشاكل ؛ وعليه فلا داعي للتحركات الميدانية او التصريحات السياسية الايجابية او اصدار القرارات التي تخص وزارتهم والتي تصب بخدمة العراق والعراقيين . 


  • 1

  • رياض سعد
    كاتب وباحث مهتم في شؤون الامة العراقية ومعني بالدفاع عن الاغلبية العراقية وحقوق الانسان
   نشر في 02 نونبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا