الأوضاع في فلسطين وفي العالم العربي بعد قرار التقسيم - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الأوضاع في فلسطين وفي العالم العربي بعد قرار التقسيم

  نشر في 16 غشت 2017 .

محطات هامه في تاريخ فلسطين

الأوضاع في فلسطين وفي العالم العربي بعد قرار التقسيم المقال 21:

مع صدور قرار التقسيم اجتاحت معظم العواصم العربية مظاهرات ضد القرار استهدف المتظاهرون المؤسسات الأمريكية والروسية بسبب دعمهما لقرار التقسيم، معبرين بذلك عن رفضهم لتقسيم فلسطين كما طالبوا بدعم المقاتلين في فلسطين، ونتيجة للضغط الشعبي على الحكام قررت اللجنة العسكرية للجامعة العربية إمداد عرب فلسطين بالسلاح الخفيف اللازم للمعركة، واعتماد مليون جنيه للإنفاق على التطوع، وإرسال 3 آلاف متطوع مع كامل العدة بأسرع وقت ممكن، وقررت توزيع القوات المحاربة في تنظيمين هما: جيش الإنقاذ ويقوده فوزي القاوقجي، وجيش المجاهدين الفلسطينيين (قوات الجهاد المقدس) ويقودها عبد القادر الحسيني، كما تقرر مرابطة الجيوش النظامية للدول العربية على حدود فلسطين لتقوية الفلسطينيين ومساعدة المجاهدين عند الضرورة بما يلزم.

وقسمت اللجنة العسكرية فلسطين إلى أربع قيادات عسكرية مستقلة هي اللواء الشمالي بقيادة فوزي القاوقجي، ومنطقة القدس – الخليل بقيادة عبد القادر الحسيني، ومنطقة اللد والرملة بقيادة حسن سلامة، وغزة والجنوب بقيادة طارق الأفريقي.

دارت معارك طاحنة في الأشهر الخمسة التي تلت قرار التقسيم، أبدى فيها مجاهدو فلسطين ومتطوعو الدول العربية تضحية وبسالة وصبراً رغم عدم التكافؤ في العدة والتدريب.

ظل الفلسطينيين في حالة تفوق حتى أواخر مارس 1948م، فقد شنوا الكثير من الهجمات وحققوا العديد من الانتصارات ونصبوا الكمائن في الأماكن المختلفة، وأبدوا تفوقاً في مهاجمة القوافل الصهيونية على طرق المواصلات، لكنهم وقفوا عاجزين عن مهاجمة المستعمرات بسبب قلة أسلحتهم أمام ما تحتويه هذه المستعمرات من السلاح الثقيل.

أما الصهاينة فقد ركزوا اهتمامهم على زيادة تحصين المستعمرات، والقيام بأعمال تدمير في التجمعات العربية كما حدث في القدس وحيفا ويافا، واهتموا بالتجنيد والتدريب الإجباري، وتدريب الاحتياطي، وتشكيل الحراسات لحماية المدن، واهتموا بالسيطرة على الأراضي المخصصة للدولة اليهودية حسب قرار التقسيم، وحماية المستعمرات في الأراضي المخصصة للدولة العربية، والحرص على أن تظل خطوط المواصلات مفتوحة، وسعى الصهاينة للسيطرة على ميناء هام بموافقة بريطانيا ليتمكنوا من نقل الجند والسلاح والمهاجرين، كما لجأ الصهاينة إلى شراء الأسلحة من امريكا وشحنوها سراً إلى فلسطين، ووصلت كميات كبيرة من الأسلحة التشيكية التي دفع يهود أمريكا ثمنها، وسيطر الصهاينة على كميات من الأسلحة من المعسكرات البريطانية.

وعند بدء الانسحاب البريطاني من المدن ذات الغالبية العربية واليهودية، سيطر اليهود على المدن التي انسحب منها البريطانيون، واهتموا بالأمن، وأنشأوا حكومة يهودية، واستولى الصهاينة على ميناء تل أبيب ومطارها، وعلى المطارات المجاورة، وبذلك سنحت فرصة جلب المدربين والأسلحة والخبراء والمتطوعين بحراً وجواً، هذا في الوقت الذي أعاقت السلطات البريطانية وصول القوات الداعمة للشعب الفلسطيني، ومنعت وصول السلاح، بل وأكدت على الدول العربية المحيطة والتي لا زالت خاضعة للسيادة البريطانية بضرورة عدم إمداد الفلسطينيين بأية قطعة سـلاح ما دام الانتداب سارياً في فلسطين.

مع مطلع نيسان/ أبريل 1948م، كان الصهاينة قد رتبوا أنفسهم بشكل كبير، وبدأوا بخطتهم الهجومية في عملية (نحشون من مخطط دالت) وبذلك تمكنوا من مهاجمة تل أبيب والقدس فقسموا فلسطين إلى قسمين، واكتسحوا عشرات القرى العربية، واحتلوا القسطل التي استردها عبد القادر الحسيني ببسالة في 9 نيسان/ أبريل واستشهد فأعادوا احتلال القرية ودمروها، كما ارتكبوا مجزرة في دير ياسين القريبة من القدس فقتلوا ما يزيد عن 250 شخصاً من أهلها وفي شمال فلسطين سلمت بريطانيا طبريا للصهاينة في 18 أبريل/ نيسان أما حيفا فصمدت خمسة أشهر حتى انسحب الجيش البريطاني بشكل مفاجئ وتسلمها منهم الصهاينة واستولوا على الميناء والمراكز الحكومية.

ثم سقطت صفد وعكا وشفا عمرو والناصرة ويافا وسلمة، ومعظم قرى الجليليْن الشرقي والغربي بعد معارك ضارية، كما احتلوا جزءاً من مدينة القدس.

تطوّر الأوضاع عام 1948م:

1.التطورات السياسية:

في المرحلة الأولى التالية لصدور قرار التقسيم، كانت المقاومة الفلسطينية متفوقة على الصهاينة – كما مر سابقاً – في الوقت الذي كان الصهاينة يمرون بمرحلة الإعداد الشامل لحرب واسعة لإقامة دولة اسرائيل، وأمام التفوق الفلسطيني، شكت الوكالة اليهودية إلى مجلس الأمن من وقوف الحكومات العربية ضد التقسيم ودعمها للقتال في فلسطين، وطالبت بتطبيق التقسيم بالقوة، فقرر مجلس الأمن عقد جلسة تشاور لممثلي الدول الخمس الكبرى لبحث وسيلة لتنفيذ التقسيم بغير القوة.

وقررت الولايات المتحدة في 19 مارس 1948م سحب تأييدها لمشروع التقسيم، لأنه لا يمكن تطبيقه إلا بالقوة، وأقترح المندوب الامريكي في الأمم المتحدة وضع فلسطين تحت الوصاية، وإعادة القضية للأمم المتحدة للنظر فيها، ودعوة العرب والصهاينة إلى عقد هدنة انتظاراً لما تقرره الأمم المتحدة، فوافق مجلس الأمن على هذا المشروع الأمريكي. لكن اللجنة السياسية للجامعة العربية رفضت الوصاية لأنها تمنح الصهاينة قوة ووقتاً، كما رفض الصهاينة ذلك لأنه يؤجل قيام الدولة اليهودية.

فشلت لجنة الهدنة في تحقيق هدفها، ودعيت الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى دورة استثنائية في 16 نيسان/ أبريل 1948م، هذا في الوقت الذي بدأت قوات الانتداب الانسحاب من فلسطين من بداية نيسان/ أبريل على أن ينتهي الانتداب في 15 أيار/ مايو 1948م.

عقدت اللجنة السياسية بالجامعة العربية اجتماعاً لها في دمشق في 12 نيسان/ أبريل وذلك لحماية سكانها العرب، وإعلان الأحكام العرفية واتخاذ التدابير اللازمة، وبالفعل بدأ التحرك نحو فلسطين.

استنجد الصهاينة بمجلس الأمن، فأصدر في 17 نيسان/ أبريل قراراً دعا جميع الأشخاص والمنظمات في فلسطين عربية ويهودية إلى وقف التحركات العسكرية، والامتناع عن إدخال عصابات مسلحة وأسلحة إلى فلسطين.

وقبل انتهاء الانتداب بيوم واحد وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على إرسال وسيط لبذل مساعيه لدى الأطراف المتنازعة في فلسطين لضمان سلامة شعب فلسطين، وضمان حماية الأماكن المقدسة، وقد اختير الكونت برنادوت السويدي وسيطاً دولياً للقيام بهذه المهمة.

علي أبو زايد 16/8/2017                            



   نشر في 16 غشت 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا