اللطف كقيمة أخلاقية أو لا أخلاقية ؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

اللطف كقيمة أخلاقية أو لا أخلاقية ؟

حول قيمة اللطف وأشياء آخرى

  نشر في 27 أبريل 2022  وآخر تعديل بتاريخ 09 نونبر 2022 .

الأغلب منّا إن لم يكن كُلنا، نسعى نحو اللطف، باحثين عنه في كل تعامل، مقدرين له في كل أسلوب 

ولكن.. هل اللطف لوحده يكفي؟ وهل يصح وصفه بـ "قيمة" من قيم التعامل، أم ماذا؟

استمعت إلى بودكاست طرح هذه التساؤلات عن قيمة "اللطف" استوقفتني قليلًا، وأردت أن أستعرضها هنا :)

ذَكر البودكاست أن الناس تميل لتقييم العالم والأحداث وفق لثلاث مجالات رئيسية للقيمة:

"القيم الابستمولوجية": الصدق والكذب

"القيم الأخلاقية": الصواب والخطأ/ الخير والشر

"القيم الجمالية": لطيف/جميل/قبيح، الخ

وذكر البودكاست أن تقدير المرء لأول قيمتين يتطور في وقت متأخر نسبيًا من نضوجه، مقارنةً بتقديره لقيم الجمال، وأن الأطفال تتعلم بسرعة تصنيف التجارب على أنها 'جيدة/سيئة"، ويستطيعون تحديد ما يروه على إنه "جميل ومرغوب فيه/قبيح وغير مرغوب فيه" في سن مبكرة، ومن هنا يأتي توجيه سلوكهم على أنه ليس من "اللطف" فعل شئ بعينه، وأنهم يستوعبون هذا أسرع من محاولة الشرح لهم صوابية فعل شئ ما من خطئه؛ ولذلك التجربة الأولية غالبًا ما تكون مبينة على الإحساس والمشاعر، حتى يبدأ الطفل بالإستيعاب أن هناك اختيارات أخرى مبينة على قيم أخرى غير الحس أو الشعور.

الفكرة التي تناولها البودكاست وأثارت انتباهي، هي هل يصح الخلط بين الثلاث محاور للقيمة؟ أو أن نستغي بقيمة عن قيمة ما؟ 

إجابة بديهية هي لا

لكن لماذا رغم ذلك، يتم سحرنا بمجرد أن يتم معاملتنا بلطف؟ 

لنستوضح هذا أكثر دعونا نأخذ هذا المثال:

 "اللطف" تعريفه: هو وصف للآخر وإقرار بإنه طيب القلب أو حريص على الإعتناء بالآخرين، وهذا تعريف جميل، ويُفهم على  على أنه تقييم أخلاقي لإنجاز أخلاقي، في حين أنه ليس بكذلك، هو وصف جمالي للسلوك، لكنه لا يتطرق لما وراء السلوك،  وهو "الدافع أو الأخلاق"، ورغم ذلك نجد أن في زمننا هذا يُتوقع من الأشخاص أن يكونوا "لطفاء" أكثر من كونهم "صالحين"، وأنه حين يُعاملنا أحدهم بلطف فهذا كثيرًا ما يجعلنا  نتغاضى عن عيوب أساسية أو جوهرية في شخصيته لمجرد لطفه معنا في التعامل، ونجد أن لطفه معنا بشكل أو بآخر يتوافق مع رغبتنا أو انعكاس صورتنا الذاتية التي نتمنى أن نُعامل وفقًا لها

إذا، قد يكون هنا اللطف مُخادع، أو قناع لما وراء القيم الأخلاقية الأخرى

ولذلك، من المهم معرفة أن اللطف مؤشر ثانوي - ليس معنى ذلك أنه ليس قيمة مهمة - هو مهم، ولكن لا يكفي وحده، ولابد أن يكون مُصاحب له قيم أخلاقية أخرى مثل الصدق والأمانة وغيره، ومن المهم أن يتصف الإنسان بكونه الإثنين معًا "خيّر ولطيف"


وعند استيعابنا لهذا سيسهل علينا نوعًا ما محاولة معرفة الناس وتبين نواياهم، فلا ننخدع بفكرة أسلوب أحدهم اللطيف في التعامل، في حين لو نظرنا لأبعاد سلوكه أو شخصيته من الممكن ألا نجدها لطيفة على الإطلاق :)

وهذا بدوره سيرفع من وعينا بالآخر ووعينا بما نستحقه حقًا، دون أن يتم إغراءنا بفكرة اللطف، ونجد في النهاية أن احتياجتنا لم تلبى، أو أننا لا نأخذ ما نستحقه من التعامل، أو ببساطة أننا مفتقدين للصدق ولا نستطيع المطالبة به لمجرد "أن الآخر لطيف معنا"

لذلك هي منظومة كاملة متكاملة من القيم والأخلاق، وكما قال المثل الصقلي: "الصدق واللطف يعززان كل جمال".




   نشر في 27 أبريل 2022  وآخر تعديل بتاريخ 09 نونبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا