إن اللانظام القائم يقوم على خلق الفراغ فى كل شيء ، فى الأسرة ، فى النفس و المجتمع . فأكبر مشكلة يواجهها الشباب هى الفراغ و كيفية تفريغ الطاقات .
وذلك هو المطلوب لخلق جيل كامل يعيش فى التيه ، حتى و إن وصل لمرحلة الإدراك فسيسقط فى حالة التذبذب نتيجة لجذب المجتمع فهو لا يستطيع أن ينعزل عنه و ألا يتصل به .
و الصورة الأكثر تعبيراً لذلك هو ذلك العالم الإفتراضى الذى نضع فيه تصوراتنا للحياة بمعزل عن المجتمع الواقعى و الذى نرغب فى تكوينه ليتوائم معنا و مع أفكارنا و لو فى الإطار العام... .
و كلما كثر اختلاطنا بذلك العالم كلما زادت الفجوة بين الواقعية و الإفتراضية و كلما بعدنا عن التغيير ، لأنه يخلق مشاهداً أكثر من مشاركاً أو صانعاً للتغيير على أرض الواقع .
و يتمثل اللانظام فى التعليم كمثال ، حيث يعانى الجانب العلمى من غياب التطوير و عدم ارتباط المحتوى التعليمى بواقع العمل ، مما يخلق خلل فى التوظيف لقدرات الفرد ، أو الجانب الإجتماعى على مستوى العادات و التقاليد ، و صعوبة التحرر منها لتحقيق رغباتك الفكرية ، أو الجانب الدينى فتوجد أجيال تعيش فى التيه ، فحين تواجه المجتمع بحقيقة ما قد تغييبه عنه ، ستجدك غريباً بينهم .
إن اللانظام تم وضعه بعناية لنسير عليه بنظام ، فى حياتنا منذ الصباح حيث تجد نفسك كادحاً تنفق من عمرك على ما تحتاج و مالا تحتاج ، تجدك تنفق من وقتك لتخدم منظومة كاملة تسلبك كل ما تملك و تعطيك بعض الفتات ، فتكون شاكراً .
و الأفضل من وجهة نظرى هو تحديد ما تريده و الإعداد لتفعيله على أرض الواقع منفرداً أو فى جماعات ، لكى لا يظل الأمر مجرد حديث نفس نُعليه و تلك أولى خطوات الخروج عن اللانظام .
-
علاء الدين شامخالسعى لتصحيح المفاهيم فكريا و على أرض الواقع