إذا نحنينا فارق العمر و الإنتشار في شتى أنحاء العالم ، فسنجد العديد من القواسم المشتركة التي تجعلنا نطلق على النجمة " ميريل ستريب" لقب "فاتن حمامة هوليوود"، لعل أبرز هذه القواسم هو أسلوب الأداء ..ذلك الأسلوب الذي ينبع من داخل الفنانة ليشع حضوراً و جاذبية على الشاشة ثم البراءة الشديدة في الوجه و نظرات العيون .. و لعل أسلوب الأداء و البراءة هما ما جعلا ثمة تشابهاً بين أدوار فاتننا و أدوار ميريل .
حصلت ميريل على جائزة أوسكار أفضل ممثلة في أول فيلم كبير مثلته " كرامر ضد كرامر" في عام 1979 وكانت في الثلاثين من عمرها آنذاك و هى سن متأخرة إلى حد ما للنجومية في هوليوود وقتها ولكن سرعان ما راحت تبدو أكثر شباباً و براءة بمقدار ما بدت على الشاشة أكثر نضجاً و تركيزاً .. و بدا واضحاً أن هذه المرأة ولدت لتكون ممثلة كبيرة و مع هذا فهى دائماً تؤكد على أنها لا تمثل بل تعيش الدور المكتوب لها كأنها صاحبته في الحياه..بريئة كانت أو زوجة تخون من دون أن تدرك ما تفعل مثل دورها في " الطريق إلي ماديسون" أو شريرة تضحي بإبنتها مثل "إختيار صوفي" أو عاشقة كما في "عشيقة الملازم الفرنسي" أو إمرأة قوية كما في أدوارها في فيلمي " خارج أفريقيا" وفيلم " المرأة الحديدية" و التى جسدت فيه رئيسة الوزراء البريطانية " مارجريت تاتشر" أو عجوز في فيلم " الساعات" عن حياه الكاتبة " فرجينيا وولف" أو حتى ساحرة كما في آخر أفلامها التي عرضت.
هذا داخل الشاشة أما خارجها فتبدو ميريل غير هوليوودية ..فلا فضائح لها و لا غراميات صاخبة و لا شائعات معتادة ..مما جعل مسارها الفني ما يزيد الآن على ربع قرن مساراً مثالياً و هذا أيضاً يعتبر أحد أوجه التشابه الأخرى بينها و بين سيدة شاشتنا العربية "فاتن حمامة".
المؤكد أن "ميريل ستريب" فنانة من نوع إستثنائي و المؤكد أيضاً أن هذا سوف يضمن لها البقاء على الشاشة و في الأذهان لأجيال عديدة..و ربما تكون خليفة لسيدة السينما الأولى في الولايات المتحدة " كاترين هيبورن" سابقتها العظيمة في إدخال الفن ومزجه والكرامة عوالم هوليوود الكبيرة.
مقالات ذات صلة
-
mmowafi77- من مواليد الإسكندرية - حاصل على بكالوريوس هندسة من جامعة الإسكندرية - كانت بدايته الأدبية مع القصة القصيرة و المسرح منذ أن كان طالباً فكتب مجموعتين قصصيتين بعنوان :(أوان التغريبة) و( فانتازيا الحياه) ..كما كتب عدة مسرحي ...