قلبٌ رَمليّ
..هيام فؤاد ضمرة..
تلتَحفُنا المَسافةِ
لتُباعدَ اللقيا على سببِ شائعِ
والفجرُ يدلقُ دلوَ تساؤلاتِهِ
على ثرَى قلبِ باهتةٍ لواعِجُهُ..
رمليٌّ هو قلبي
تُبعثِرُهُ أدنى رِياحٍ ساذجةَ
فما قيمةُ الرياحَ
ما لم تكنْ دكتاتوريةِ المَزاجِ
تُلقي حُمُولتها رَهَباً
في القلوبِ المُتوَجِسَةِ
فيما هي على شفا ارتِهان .
ما أنْ يَبتسِمَ القلبُ
لدَندَناتِ فرحٍ
تثوِّرُ بَعدَها زوَابعُ الحاسدين
يَطرُقونَ أزاميلهُم في جِدارِ حِسِّي
ليَحتَفروا وَجعِي
كأنما عدلهُم
صَارَ في اليقينِ صُبَّارُ
نافرةً أشواكِها
تَستنكِرُها مَدينَتي
وفيهم قسوَةُ وُجُوهٍ .. تَستبيحُ دكونتِها
وبَحْلقةِ عيُونٍ تتفجَّرُ دَهشةً
فتثورُ حُمرةُ غرُوبِها
قهراً وغِلاً مُراقاُ
يَضيقُ بهِ في دَهاليزِ الرَحيلِ
كأنما الحياةُ تَرتَدي مِئزرَ عَزائِها
في نهايةِ يومٍ رَماديٍّ لونُهُ مُرتاباً
ليسَ عادِياً أنْ يتوالى فيها سُقوط
منْ علٍ يَردُّها للعادِياتِ خَراباً
فيا زمانَ رَهبٍ يَتمادى فيكَ
فوضى عويلٍ نَزفهُ يُراقُ
كلما نشبْتَ أظفارَكَ بجسدِ حسٍ
ليسَ بالعسيرِ أنْ يلوذَ بهِ وجعُ
سأعتزِلُ كوناً يَدَّعي عَدلهُ
وأعيشُ حالماً يُوَاتيني اغتِرابي
فأجفِفُ حيرتي بِمَنديلِ اعتِراضِي
وأنكفئُ باستقالتي
نحوَ عُبُوديةِ اندِثاري
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية