قيمتك بين الناس
فكيف تقيم نفسك؟ ومن حولك؟
نشر في 23 شتنبر 2016 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
استمع قبل القراءة
وقم بنسخ الرابط الصوتي
https://soundcloud.com/imad-mad-mad/xqwqmycx0mx1
مهما علت قيمتك في نظر الناس، تبقى قيمتك الحقيقية في نظر نفسك، فهما خدعت الناس فلن تخدع نفسك.
ومخطئ هو من يقيم الطرف الآخر من هندامه! فقيمة الإنسان بما يحتويه عقله من معرفة وعلم، وما تمليه عليه حياته من تجارب وخبرات، وبما يكتسبه من مهارات وقدرات. وليس بقيمة ما يرتديه! فلا تجعل ملابسك أغلى ما فيك، حتى لا ترى نفسك يوماً أرخص مما ترتديه.
دخل رجل على الإمام أبي حنيفة وهو في مجلس علم، وكانت تبدو على ثيابه سمات الوقار والهيبة، لدرجة أن أبا حنيفة ضم رجليه احتراماً للرجل -وكان يفردها أمام طلبته-. وبعد طول صمت، تحدث الرجل سائلاً: متى يفطر الصائم؟ قال أبو حنيفة: عند غروب الشمس، فقال الرجل الأنيق: وإن لم تغرب الشمس؟ فقال أبو حنيفة: آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه. والقصة تبين الانخداع الذي يحصل مع الناس ممن يظهر لهم التقى أو العلم أو الثراء. وأن المظاهر قد تكون لا تنم عن حقيقة الإنسان.
فكيف تقيم نفسك؟ ومن حولك؟
إن قيمة الإنسان ليس بما يملكه بل بما يمنحه، فالشمس تمتلك النار ولكنها تملأ العالم بنورها ودفئها. هل فكرت يوماً أن تضع قيمةً لنفسك؟ طبعاً، فأنت تقيم نفسك بين الفينة والأخرى، تضع التقييم المناسب حسب تصورك لذاتك، وما تمتلكه من قدرات ومهارات، ومعارف ومعطيات، وفي جميع مجالات حياتك.
ربما تقييمك لذاتك عال جداً، تعطي لنفسك درجات عالية، وتكون فوق المتوسط، سواء كنت تستحق هذه الدرجات أم لا! لكن حسب تقديرك أنت هذا، وتقييمك هو الصواب!
وربما تعطي ذاتك درجات أقل مما تستحق، وربما تكون درجاتك متوسطة، لأنك تعرف نفسك حق المعرفة، وتقيمها بشكل صحيح. وإن كانت التقييمات ليست عادلة، ولا يعترف بها في مجال علم النفس، بل تؤدي إلى الكثير من المشاكل، لكننا نقوم بها تلقائياً ودون وعي.
فاسأل نفسك: أي الدرجات يمكن أن تقيم بها نفسك؟ عالية، متوسطة، أم ضعيفة؟ الكثير سوف يجيب في حدود المتوسط، والقليل سوف يختار التقييم العالي أو الضعيف.
ذو التقدير العالي يقول: أنا أملك وأملك وأستحق، وذلك سوف يخرجه من حالة التوازن النفسي، ويدخله في دائرة الاضطراب الذي يمكن أن لا يعيه. أما الذي قيم ذاته تقييماً منخفضاً جداً،
فسوف يدخله تقييمه في مصاف الدونية والشعور بالنقص.
ذلك تقييمك أنت، لكن الكثير منا من يضع قيمته في يد شخص آخر. أنا أستحق أو لا أستحق، حسب تقدير فلان لي. وفلان هذا يمكن أن يكون أقرب قريب من وجهة نظري أنا، وحسب تقديري. هذا الشخص تتوقف عليه سعادتي وألمي، هذا الشخص يجب أن أنال كل رضاه، وإلا سوف أعيش معذباً طوال حياتي، هذا الشخص هو مرشدي ومستشاري لما أصنع وما أتخذ من قرارات.
هذا الشخص له كل عواطفي، هذا الشخص هو مصدر الأمان لي، هذا الشخص يجب أن يكون ظلي، يلازمني، يثني علي، يمدحني، يمنحني ما أريد، وما أحتاج، هو مصدر لكل شيء لي في حياتي! ويمكن أن تكون تلك القيمة في يد الكثير، وليس شخصاً واحداً. تلك مصيب، هم من يمدوني بالدعم والتعزيز والإرشاد والتوجيه. ليس لي قيمة أو قوة داخلية مصدر سعادتي، مصدر ألمي، مصدر قوتي، مصدر خبراتي وتجاربي وقدراتي! هم مصدر خارجي وليس ذاتياً.
تأكد أنك أنت من تصنع ذاتك، أنت من يقود سفينتك، ولن يكون شخص آخر هو من يمدك بالأوكسجين للحياة، أنت لديك القوة والإرادة والقدرات والمواهب التي لا يملكها غيرك، أنت فريد من نوعك، مصدر سعادتك وتعاستك بداخلك. تحسس مصدر النور واتبعه، فالله معك، أكرمك وخلصك من الحبل السري الاعتمادي حتى لا تعتمد على الآخرين. بل لتكون أنت أنت.
ClicNews#
-
imad.Tarmastiعماد صحفي حر و مدون في عدة منابر اعلامية و كذلك مصمم جرافيكي مختص في مجال الاعلانات و الفن الرقمي والاعلامي