الدين الأسود
خمسة أعوام ما بين تنحي الإكسلانس والحلم الذي لم يكتمل .
نشر في 11 فبراير 2016 .
خمسة أعوام مضت علي تنحي الإكسلانس مُبارك , يستهويني تلقيبه بالإكسلانس لما كانت أمنيته يوماً أن يكون سفيراً في لندن قائلاً أن لندن بلد الإكسلانسات وعلي كُلٍ فقد كان أمر القدر أن يكون رئيساً وتدور الأيام حتي تنفجر براكين الغضب فينقلب السحر علي الساحر ويُرغم الإكسلانس علي ترك الكرسي ..
لم يكُن خطاب التنحي نهاية المطاف بل كان البداية , البداية التي غفل عنها الثوار منهمكين في التهليل والفرح بتحقيق رغبة كانت في منظورهم بمنأي عنهم .. رغبة رحيل الفرعون الذي إستوطن القصر وعاشر الحكم ثلاثون عاماً ..
ظنوا أن فرعون إستوطن القصر وحسب وبرحيله يرحل الدُجي ويُعلن الفجر , لم يكونوا قد إستوعبوا أن فرعون قد إستوطن المؤسسات واستوطن الدولة بأكملها بل صار منهجاً للبعض .
لقد كانوا في غفلة عما يُدبَّر لهم .. ولم يكن الخطاب في نظري سوي بعضاً من الأفيون .
إن من يُمَّحِص الأمر سيُدرك أن الخطاب لم يكن سوي إعلان سقوط جُندي من جنود الفساد (مبارك) أما باقي الكتيبة فبقائها بأرض المعركة لكي تحسم الأمر لصالح الدين الأسود , فبعد مرور خمسة أعوام أدركنا أن الفساد في مجتمعنا يستوطنها كالأكسجين وأن رحيل الإكسلانس لم يكن نصراً مُبيناً , أدركنا أنه لا شئ سوي العودة لما هو أسوأ وأسوأ .
لن نصل إلي حلول تُخلِّصنا من هذ المستنقع إلا إذا أدركنا أن الدين الأسود واحداً ولكن يُدافع عنه أقوام وأن الوجوه مهما تعددت سقوطها لا يُعني سقوط الدين الأسود .. فقد أصبح ديناً وفكرة ومنهجاً وعقيدة لدي قوماً ضلوا , وأنه مهما أسقطنا رئيساً فإن دينه قائماً فينا .. نُصلي ونسبح بحمده غاب أو حضر .
بعد خمسة أعوام كان لزاماً علينا أن نُدرك جيداً أن القضية لو كانت تتصل الحاكم خيطاً فهي تتصل بالمحكومين حِبالاً ..
كل الأحداث التي مرت والتي تحملها لنا الأيام في طياتها تُبرهن أن الدين الأسود هو القضية , الوثنية الفكرية هي القائد الأعلي وأن المصلحة الفردية هي سيد القضية ولن يكون الخلاص إلا بإعلان تنحي الدين الأسود .
الدين الأسود له شيوخاً تُفتي لأمره وقساوسة تُقيد الشموع لأجله وعُبّاداً يُسبحون بحمده ..
لا رحم الله أقوماً إتخذوا الدين الأسود عقيدة