عُزلة ..و..عُزلة
أى العُزلتين أصح ؟! ..
نشر في 12 نونبر 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
مما يُنسب إلى الامام الغزالى رحمة الله عليه أنهم وجدوا ورقة تحت وسادته مكتوب فيها : قد كنت عبداً والهوى حاكمى .... فصرت حرا والهوى خادمى
وصرت بالعزلة مستأنسا ً .......... عن شر أصناف بنى آدم
فيا لائمى فى تركهم جاهلا..... عذرى منقوش على خاتمى
بحثوا عن خاتمه فوجدوا الاتى : قوله تعالى ( وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ ۖ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ ) صدق الله العظيم .
هل العزلة إكتئاب ؟ هل هى مرض ؟ هل أعتزل الناس أم أتواصل معهم ؟ ما الصحيح وما الأفضل بالنسبة لى ؟ أسئلة تراودنى دائما ؟ إذا كان الله قد خلق الناس فلماذا أعتزلهم ؟ ولكنى توصلت لإجابة لاحقة ألا وهى : أن العزلة ليست لإعتزال الناس على الاطلاق فديننا حياة ولإحياء النفوس بل لإعتزال السئ منهم ومن أفكارهم ومن أقوالهم ومن أعمالهم .. لكنك ستخالطهم حتى تكتشف ذلك ومن ثمّ تعتزلهم .. يقول الرسول الكريم فى حديثه الذى رواه الترمذى وقال حديث حسن صحيح : عن عقبة بن عامر رضى الله عنه قال : قلت يارسول الله ما النجاة ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ( أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك ) ..
ويقول الامام الجنيد رحمة الله عليه : ( عزلتى أُنسى ) . بينما يقول الامام ابن الجوزى رحمه الله : ( يا هذا إذا رزقت يقظه فصنها فى بيت عزلة فإن أيدى المعاشرة نهابة ، إحذر معاشرة الجهال فإن الطبع لص ) ، والاستشهاد على هذا كثير لكن هذا غيض من فيض .إذن العزلة فى ديننا رقى وكرامة وعزة من أجل أن تكون أفضل وأحسن فى دينك و دنياك و هى إختيارك و ليست فرضاً عليك أو مرض فيك .
على الجانب الآخر وجدت دراسة تحليلة للباحث (جوليان هولتلنستد ) من جامعة ( برغام يونج) الامريكية والتى تناولت 148 بحث و دراسة قديمة تبين أن : أخطار العزلة على الصحة ليست بأقل من أضرار التدخين ، فبعد الأخذ فى الاعتبار عوامل الخطر الأخرى وجدوا الأتى : تأثير العزلة يشبه تدخين خمسة عشر سيجارة يوميا ، كما أنها تضر قدر الضرر الناتج عن الكحول ، و ضررها أكبر من عدم ممارسة الرياضة ، و أشد ضرراً من زيادة الوزن مرتين .
أما فى جامعة( شيكاجو ) : دراسة إستغرقت ستة سنوات وشملت أكثر من ألفى شخص من الرجال والنساء الذين تخطت أعمارهم خمسين عام وقالت النتائج : أن أخطار العزلة تفوق أخطار السمنة ، وتزيد من خطر الوفاة ، والاصابة باضطرابات النوم ، والشعور بالخمول والكسل، والدفع الى تناول المنومات والمسكنات .
فأى العزلتين صحيح ؟ !
إن عزلة المؤمن خلوة بربه وإتقاء لشر بنى البشر ، و فى نفس الوقت أمرنا الدين باتخاذ صحبة صالحة فلم يطالبنا بالعزلة إلا للسبب الذى ذكرته آنفا . أما غير المسلم فهى إختلاء بملذات الدنيا دون الوصول إلى الله ودون معرفته ، فمعرفته قوة تمكنّا من التعامل مع الاحباط والاكتئاب وغيرهم .
وهنا الجوهر : مدح الاسلام العزلة لأن النفوس سوية قوية ، ولأنها اختيار وليست إجبار ، ولأنها لدفع ضرر واكتساب نفع . بينما حذر منها الغرب للفراغ الروحى عند الكثيرين منهم ..
فأنت قوى ب الله ولذلك لا تقلق من العزلة طالما أنت مسلم .
انتهى
-
محمد عبدالعليممسلم يصبو الى الافضل .. أحاول الكتابة ..
التعليقات
مقال رائع
مقال جميل .
بالتوفيق في كتاباتك القادمة .