الخاسرون يراوغون الانتخابات
الكاتب ليث السعد
بعد إعلان نتائج الانتخابات والخسارة المدوية التي تعرضت لها الأحزاب، رفض الفاسدون النتائج واعترضوا عليها، رفضوا نتائج انتخابات كانوا هم من يروجون لها وهم من يدعون الجماهير للمشاركة فيها ويتكلمون عن نجاحها، وأنها ستجري بإشراف أممي وإن الأجهزة الحديثة غير قابلة للتزوير!
أتت النتائج على غير ما يرغبون به نتائج شهدت خسارة مدوية وسقوط كبير للأحزاب، هزمت الأحزاب وتعاقبت من جماهيرها، رغم كل الترويج والتحفيز والتشجيع على الانتخاب ورغم أن هناك فئة كبيرة جدا قاطعت الانتخابات، هذه الفئة التي أخذت خيار المقاطعة نتيجة لعدم إيمانها بالعملية الانتخابية في ظل وجود الأحزاب الفاسدة والمال والسلاح المنفلت، وعلى الرغم من المقاطعة الكبيرة من بقية شرائح المجتمع العراقي، لم يذهب أتباع الأحزاب لانتخابهم، وهذا يعني أنهم لم يعودوا يثقون بهم وقد أصابهم الملل من كثرة الوعود الكاذبة التي تطلقها الأحزاب قبيل كل انتخابات وهذا مؤشر جيد ينذر بنهايتهم حتى بين أتباعهم.
لم تتقبل الأحزاب خسارتها، وأصبحوا يتكلمون عن مؤامرة تدار من دولة عربية ضدهم وأن النتائج زُورت رغم أنهم من طمئنوا جماهيرهم سابقًا بأنها ستكون الأنزه بين كل الانتخابات التي مرت على العراق!
لم يتقبلوا النتائج وأصبحوا يتكلمون عن التزوير وعن اشتراك الأمم المتحدة بالتزوير! رغم إعلانهم سابقًا أن الانتخابات ستكون نزيهة لأنها تحت المراقبة الأممية!
هم من أسسو هذا النظام المحاصصاتي الطائفي منذ ثمانية عشر سنة ولن يعطوه بهذه السهولة، حتى لو خسروا بالانتخابات سيعودون بالتراضي بينهم، هم على استعداد بأن يحرقوا البلد من أجل البقاء، فكل حزب منهم لديه ميليشيا منضوية تحت الحشد الشعبي الذي بالاسم ينسب لرئاسة الوزراء؛ وفعليًا كل فصيل تابع لحزب ويأخذ الأوامر من رئيس ذلك الحزب، وقد لجأت الأحزاب للغة التهديد بالدخول للخضراء وإعلان الانقلاب على الدولة الحالية وأنزلت قوات من الفصائل التابعة لها كمحتجين ضد النتائج والكثير منهم أجبروا على التواجد في خيم الاعتصام مهددين بقطع رواتبهم إن لم يعتصموا..
فضلا عن افتعال المشاكل الطائفية لإثارة الفتنة بين أبناء المجتمع، هذه الفتن كانت سلاحهم الدائم للعودة لكنهم هذه المرة لم ينجحوا، فبعد تشرين ليس كقبله، لم تستطع تلك الأحزاب لملمة نفسها وأصبحت مشتتة وغير متوافقة، كانوا سابقًا باجتماع يُعقد بينهم يتوافقوا ويشكلوا الحكومة بتقديم التنازلات لبعضهم، تشرين أحدثت شرخا كبيرا وأصبحت لها كلمة رغم أن مطالبها لم تنفذ وأنها لم تنجح في الوصول إلى كل أهدافها وإسقاط النظام السياسي البائس، لكنها استطاعت أن تأثير بالمشهد فأحدثت وعيا كبيرا لدى المجتمع، حتى ممن يبغضوها؛ ولذلك سيكون للشعب كلمته الأخيرة ورفضه للخاسرين والفائزين في ظل العملية السياسية التي فرضها الاحتلال وفق مبدأ المحاصصة الطائفية والعرقية على حساب مصلحة العراق وشعبه
-
ليث السعد...