العربي و الديمقراطية. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

العربي و الديمقراطية.

  نشر في 14 فبراير 2016 .

...و أنا أحاول أن أفهم الانسان العربي...كيف يفكر و كيف يتعامل مع الأحداث و المواقف..فكنت اجلس يوميا امام التلفاز أتنقل بين جو الفضائيات، العربية منها و الأجنبية، و تصادف الأمر مع أحداث فوضى و خراب و دمار من جهة و تنكيل و قمع و تقتيل من جهة أخرى، فأسماه البعض ب "الربيع العربي" و آخرون أطلقوا عليه "الخريف العربي"، و عندما طال لقبه البعض ب"الشتاء العربي" المهم والمؤكد أنه كان "فصل" ميز الانسان العربي و كأنه لم يكن شيئا قبل ذلك، غير أن الفصل كان مسرحيا بامتياز.

لن أتحدث عن المنتج لهذا العرض المسرحي أو المخرج أو السيناريو..ما يهمني هو "العربي"لأنه هو البطل و هو هو نفسه الضحية،أما الموضوع المسرحي فهو "الديمقراطية"،موضوع واضح و بين و لا لبس فيه:

فالذي يتظاهر فهو يطالب بالديمقراطية

و الذي يقمع فهو يريد تطبيق الديمقراطية

و الذي يكتب يدافع عن الديمقراطية

و الذي يراقب الكتب يحافظ على الديمقراطية

و الذي يتعرى يريد ان يعيش الديمقراطية

و الذي يستحي يريد ان يبني الديمقراطية.

و الشواذ و بقايا قوم لوط يفعلون ذلك من باب الديمقراطية.

كل العرب أصبحوا يتنفسوا "الديمقراطية"، لكن ما يفهمه الانسان العربي من مصطلح الديمقراطية هو "خوشفثخف".

لا تحاول الفهم، فما كتبته هو مصطلح بدون معنى، و ذالك هو حال الديمقراطية عندنا نحن العرب، و ذلك لسببين،الأول: أنه في البلاد العربية، يمكنك ان تقول أو تفعل الشيء و نقيضه تحت راية الديمقراطية.أما الثاني: فلا يوجد في اللغة العربية مكافئ لمصطلح الديمقراطية أو ترجمة صريحة، فكل واحد يشرحه على هواه.

فإذا سلمنا أن الديمقراطية هي "حكم الشعب" فهذا لا يعني أنه في كل يوم يجب أن يتسلم أحد منا سلطة الحكم و تمر علينا السنين في حفلات تنصيب الحكام و التصفيق لهم عوض استغلالها في تحقيق العدل و المساواة و التقدم و الازدهار الاقتصادي.

لكن اللحظة كانت حاسمة،و انطلقت شرارة و غضب الفرد العربي الذي يريد "شيئا" من السلام و الحرية و العدل و العيش بكرامة، و البعض من الداخل العربي و خارجه، متربص يريد ان يستغل الفرصة و الظرفية.

في المقابل، ما جناه الفرد العربي لم يكن متوقعا و لا منتظرا...حروب داخلية عوض سلام شامل، و تقتيل و اغتيالات بدل الرقود في سلم و هناء،و تصدعات و انقسامات عوض تحالفات اقليمية، و حصار اقتصادي للفرد بدل الرخاء و العيش بكرامة، نتيجة كارثية بكل المقاييس و مخييبة لكل الآمال ما كلف بعض البلدان الرجوع عشرين سنة للخلف لكي تتقدم خطوة الى الأمام.

تمر الأحداث و الوقائع و لا شيء تغير،فالحال هو هو و الذي تغير انتقل الى الأسوأ.هذا هو واقع الوطن العربي بعيدا عن الاستثناءات و جوائز السلام،فإذا كان فعلا هناك استثناء لعدم انتشار الفوضى،هذا لا يدل على أن هناك عدل و سلام. ولا حاجة الى منظمات عالمية و لا الى أمم متحدة ولا الى دول عظمى لتطبل و تزمر للربيع العربي أو تصدر تقارير و بيانات، فحجم الرضى لم يبلغ مثقال ذرة في الصدور العربية عدى الحكام و وزراءهم و خدمهم، الظلم و الجور و الفساد و العبثية و القمع لا زال قائم، و الذي لا يعانيه بصوت و صورة فإنه يعاني بصمت قاهر و مميت.و الكل وصل الى قناعة تامة و كاملة أن العدل و المساواة لن يتحققوا على هذه الأرض السعيدة، بل سيتحقق عند الرجوع الى الله، الخالق و العدل و الحق و الذي لا يظلم عنده أحد.


  • 3

   نشر في 14 فبراير 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا