كبرادة الحديد التي تنجذب إلى مغناطيس الآلام ، ويكأن مابك لايكفيك ، فتواصل الانجذاب ............
تحاول عبثاً أن تنجو : تتشبث بماتصل يداك إليه ، تحفر لقدميك وتداً ،تتشاغل عمايحدث لك وترفع صوت طرقات الآلات من حولك ، ترتب ذراتك الداخلية الصغيرة بأشكال واهية ،سرعان ماستنهدم كقصور رمال الشاطئ التي تجرفها الأمواج بلاحول لها ولاقوة ،ولكن تعلم الفرق بينك وبينها ، فهي تحمل على آثارها فرح الصغار وأحلامهم ،أما ذراتك فتحمل توتراً وتخبط وعلامات خطرٍ تود أن تتفاداه .
تتساءل : هل قدرك أن تلتصق بما تكره طوال رحلة حياتك ؟
لاتستطيع إلا أن تنسحب إلى المجال فيدمى قلبك _ قوة قاهرة تسيطر بلاشك _.
تستكين وتلتف على ثنايا روحك وتطوقها بذراعيك متخذاً وضع الجنين الذي طالما تمنيت أن تظله .
تحاول التواصل مع من معك في المحيط ،قطع الخشب والبلاستيك وغيرها من المواد والأشياء التي كنت تراها بجوارك ولاتكترث لها ، ليس لعيب فيهم ولكن لانشغالك بذاتك التي التصقت للتو .
عند المصائب تبحث عن السلوى عند الآخرين ، تريد أن تسمع كلاماً ناعماً حتى ولوكذباً ، تستغيث بهم فينظرون ، تتحاور معهم و ياليتك مافعلت .
البعض يخبرك أنها طبيعتك فهل تستطيع المقاومة والمعارضة ؟!
والبعض لايرى معاناتك أويرونها ولايكترثون فمن أنت لتقيم الدنيا ولاتقعدها؟ ، والبعض يتشفى فيك ويخبرونك بلهجة منتصرة درامية أنك تستحق ما أنت فيه من قيد .
أما الربع الأخير ، فيؤكدون _وكأن الحق المطلق حليفهم _ أن الجميع مقيد مثلك والجميع لديه شئ يخشاه سواء كان تهشيما أم انصهاراً أم ... إلى قائمة طويلة من الأشياء .
ينصحونك :لاتكن نزقاً وعديم الإيمان هكذا، ولتصمت ولتكمل التصاقك .
لاتقتنع وتحاول التخلص مما أنت فيه بعد خيبة الأمل هذه ،ولكن تقفز إلى ذهنك فكرة وهي: أنه لابد أن تكون في منطقة ما من الأرض برادة حديد تحاول التملص هي الأخرى .
تبتسم ، تلقي السلام عليها ،تبعث إليها نبضات قلبك الصادق ،ترفع عيناك إلى السماء ،وتدعو الله لك ولها بالخلاص .
-
هبه هيكلأكتب لأبقى ، لأعبر عما أعايشه ، وماأشعر به من مشاعر الآخرين ، أرقبها وأنزفها على الأوراق ، أبحث عن الأمل ، وأحاول الاحتفاظ بسلامي الداخلي في هذا العالم الدامي .
التعليقات
تحياتي اختي لهمساتك الشجية .. و بوحك الشدي و حروفك الندية بعبق الأنفاس الزكية
مع تقديري واحترامي .
#متميزة كالعادة :D