تمر تلك اللحظات العصيبة علي العالم أجمع وهذه الجائحة تنال من البشرية جمعاء ما بين ملايين الإصابات وآلاف من الوفيات دون التوصل حتي الأن لأي لقاح أو علاج يذكر.

وعند بداية الأزمة سارعت الدول إلي إجلاء رعاياها من مختلف بلاد العالم بعد أن تعطلت حركة الناس وأغلقت مصادر رزقهم بتلك الدول أو من كان منهم في منحة تعليمية أو السفر لغرض السياحة.

وقامت الدولة المصرية بمجهود طيب عندما أجلت رعاياها في بادئ الأمر من الصين بسرعة كبيرة وأقامت لهم الحجر الصحي وتقديم الرعاية الصحية لهم؛وكذلك تحديد العالقين من مختلف دول العالم لإرجاعهم لأرض الوطن.

لكن هذا المجهود لم نراه مع باقي المصريين الموجودين بإحدي الدول الخليجية الذين ضاقت بهم السبل بالبلاد هذه. ومارست عليهم الضغوط الكبيرة لدرجة فصل الكهرباء عن أماكن سكنهم دون مراعاة للإخوة العربية والروابط التاريخية أو قل دون مراعاة للعلاقات الإنسانية؛ بين البشر والبشر. ودونً عن الجاليات الأخري إنهالات الفضائيات ومواقع السوشيال ميديا وبعض من الإعلاميين ومناصب موجودة بالدولة إلي مهاجمة المصريين وكأنهم جرثومة في بلادهم ونسوا ما فعله المصريين من أجلهم منذ تأسيس دولتهم الحديثة والتضحيات التي قدمتها مصر من أجلهم.

صحيح أن هذه الأمور صدرت من أفراد بعينهم ولكن تحت صمت غريب من أميرها وكبار المسئولين بدولتهم.

الحقيقة عندما بدأت الأزمة وجدنا هجوم شرس علي الجالية المصرية فلا أعلم هل هو إبتزاز لمصر بالضغط علي النظام الصحي لديها تحركه جهات خارجية بالوعز إلي أذنابها الموجودين بالكويت التي طالما هاجمت مصر؟؟!!

أم حقد دفين بين الشعوب العربية ناتج عن سياسات التفرق الموجودة الآن بدولنا العربية؟؟!!

ولكن لا يسعني إلا اللوم علي الحكومة المصرية التي تعاملت مع هؤلاء المساكين التي تقطعت بهم السبل وتركتهم لإبتزاز هؤلاء العنصريين ببلادهم.

وكنت أتمني أن يخرج بيان قوي من وزارة الخارجية يؤكد وقوف الدولة المصرية تجاه أبنائها في مختلف بلاد العالم وأن إهانة أي مصري أو إبتزازه هو إهانة للدولة المصرية وجب الرد عليه وتحديد موعد لإجلاء رعاياها قبل أن تتفاقم الأزمة بدولة الكويت؛ أو التدخل القوي لوقف تلك المهاترات تجاه شعبنا هناك.

ولكن صدمنا أكثر تصريح معالي وزيرة الهجرة التي أعلنت علي إحدي القنوات التلفزيونية في إتصال تلفوني أن ما يوجد بالمالديف أهم من الموجودين بدول الخليج...وهنا لا أجد أي منطق ولا أي تفكير عقلي يبرر ما صرحت به الوزيرة فكيف تقارن من ذهب للنزهة بالمالديف "وهذا حقهم" بالذي تقطعت به السبل ويخضع لإبتزاز في هذه الدولة؟؟!!

وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نقول لحكومتنا أن كرامة المصري من كرامتهم وأن مصر من حاربت من أجل إسترداد الكرامة وقدمت الدماء لا يمكن أن تتخلي عن أبنائها وتركهم للإبتزازات من تلك الجهات المريضة.. فالمواطن المغترب لا تعلمون مدي حزنه عندما يجد نفسه في هذه المواقف.. ومدي فرحه عندما يجد دولته في ظهره ضد ظروف الطارئة التي يتعرض لها بالخارج.. فتحية لمصر وشعبها الكريم ولكل جواد كبوة وأن مصر العظمي قادمة لا محالة وحفظ الله مصر وشعبها.