سيكولوجيا الذّات والقرن الواحد والعشريــن !
بين سواد القهوة وفيض المشاعر !...
نشر في 13 يناير 2017 وآخر تعديل بتاريخ 15 يناير 2017 .
أحيانا ترى القهوة على غير لونها ، كذلك نفوس البشر تتغير من حين إلى آخر .فما تراه أبيضا ناصعا اليوم تراه غدا أسود.
تلك مشاعر اليوم ولغد مشاعر أخرى تقوى أو تضعف, حسب ما يمرّ به الإنسان من أحداث.إنّ من السهل تقبّل الأشياء التي نحبّها ,ولكنّ من الصعب جدا والمرهق تقبّل ما لا تميل إليه النفس .
تلك هي حرب الإنسان مع الإنسان ،فتدافع أحاسيس الإنسان في قلبه وعقله, يجعل من الذات موضع صراع الخير والشرّ ، الطيّب والخبيث ، الهادئ والمتعجرف .
إنّ ميزة الفرد تكمن في تناقظاته التي يعيشها ، فلو تخيّلنا الحياة بغيرها ، أصبحت بلا طعم .لا يجب التركيز كثيرا على التناقظات من وجهة نظر فلسفيّة وفكريّة , بل على نتيجة تلك التناقظات في الواقع اليومي ، وما تكتسبه النفس من قدرة على التكيّف مع الحاضر من جهة ، والتطلّع للمستقبل من جهة أخرى .
لا أريد أيّها القارئ الكريم أن تكون إجتماعيّا، لدرجة ذوبان الذات، وفقدانها لمركزها.بل إنّي في الحقيقة أدعوا إلى أنانيّة إيجابيّة نوعا ما ! صحيح أنّ هذا مفهوم غريب ولعلّك الأن مستغرب من هذا الكلام.لكنّ حقيقة الواقع الإجتماعي, تستوجب قوّة الذات وتسييج حدودها, كالدول عندما تحفظ حدودها من خطر الآخرين.
فالإنصهار التّام مع الآخرين وبإختلاف مستوياتهم الفكريّة ،لا شكّ أنّه يمحق ذاتك المتميّزة ، لأنّه لكل إنسان ميزات خاصّة يحاول بإستمرار تنميتها ، حتّى يحقّق شيئا يرجو إليه.
يجب أن يدعونا هذا الكلام إلى مزيد التفكير طويلا في أنفسنا, والمضيّ قدما في تحقيق أمالنا وتطلعاتنا بعيدا عن المثاليّة المطلقة والمنطق المتناقض!
إنّ إندفاعنا في إتجاه تحقيق آمال الإنسانية, ليس وليد الرغبة الكامنة في داخلنا فحسب، وإنّما هو الرغبة في تحقيق التوازن بين الفرد والمجموعة ، وأن لا يطغى طرف على الآخر.لأنّه بكل بساطة يصبح عندنا شعور بالقوة والثقة بالنفس عند إحترام أنفسنا ، وإحترام الآخرين .
الأنا والآخر متلازمين ،لكن لا يجب أن يطغى جانب على آخر.مهما تنوعت وسائل التحكم والقدرة على توجيه الآخر. إنّني ببساطة أعبّر عن إحساسي الشديد بالرهبة، من الحضارة و ما آلت إليه ، لقد أصبحت القضيّة قضيّة الإنسان نفسه وجوهر ذاته.
لا أريد أن أبالغ كثيرا لكنّي لا أخفي عليكم أنّ الإنسان أضحى هو نفسه مشكلة القرن الواحد والعشرين .ليس هذا الكلام من باب اليأس والشعور السلبي, وإنّما دعوة للنهوض بالإنسان فكرا وإحساسا.فالفكر يوجّه ويأطّر ، والإحساس هو الإطار الذي يعطي الحياة معنى.
-
محمد جاباللهقارئ بشغف/ أحب الكتابة/ البحث/ لا أستطيع الكتابة إلاّ عندما أشعر أنّي غير مقيّد بشيء !
نشر في 13 يناير 2017 وآخر تعديل بتاريخ 15 يناير 2017
.
التعليقات
لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... ! تابعنا على الفيسبوك
مقالات شيقة ننصح بقراءتها !
مقالات مرتبطة بنفس القسم
يوسف المبارك
منذ 3 شهر
عبدالله عياصرة.
منذ 4 شهر
بينَ الكائنِ بالقُوَّةِ والتَّقليدِ إلى الكائنِ بالأملِ والعملِ.. آفاقٌ مستقبليَّةٌ
بينَ الكائنِ بالقُوَّةِ والتَّقليدِ إلى الكائنِ بالأملِ والعملِ.. آفاقٌ مستقبليَّةٌ:...........................................................من العبثِ أنْ نتغاضى عن رؤية تعقيد المسارات –بدلالاتها الغيريَّة ما بين الدِّينيِّ والفكريِّ والسِّياسيِّ والاجتماعيِّ والإعلاميِّ- وتداخلها، واختلافها في المنطلقات الفلسفيَّة، التي تُظْهِر بونًا شاسعًا في تكويناتها، وما زالت في سيرورة أشبه بالعمياء،
أسامة عثمان
منذ 5 شهر
أسامة عثمان
منذ 5 شهر
أمير هانى
منذ 6 شهر
أحمد أحمد غانم
منذ 7 شهر
Hiba Ali
منذ 10 شهر
Hiba Ali
منذ 10 شهر
محمد شريف
منذ 1 سنة
أشرف رضى
منذ 1 سنة
محمد شريف
منذ 1 سنة
محمد شريف
منذ 1 سنة
محمد شريف
منذ 1 سنة
محمد شريف
منذ 1 سنة
م. محمد لطفي
منذ 1 سنة
محمد الحسن وادي الرحمة
منذ 1 سنة