الجميل - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الجميل

  نشر في 31 مارس 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

ترتدي تنورتها القصيرة...تطلي أظافرها...تنتقي حقيبتها الوردية المفضلة...تضع مكياجا...تخفي ملامحها البريئة...غامضة هي...قوية...واثقة من مبتغاها...أَتُراه تعبير عن حريتها؟ أَ رِضىً عن الذات؟ أم تُراه ٱصطياد لضحية جديدة؟ عريس؟ أم حساب بنكي تركض إليه عند الحاجة؟!...تجلس على طاولة على حافة الطريق...مقهىً راقٍ...زبناؤُهُ أرقى...النادل في طريقه إليها..تطلب فنجان قهوة لعله يكون رفيقا لمخططاتها...مؤنسا لوحدتها المؤقتة...لحظات والفنجان بين يديها...مُرْفَق برسالة...لا تتماطل في فتحها...رقم جديد...عبارات كالتي ٱعتادتها...تهمس بصوت خافت: أنا الرجل الذي بَعْثَرَت أَفْكَارَهُ نَظَرَاتُكِ الجريئة....ترفع رأسها...النادل قد غادر!!...جميلٌ هُو َ...ملامح رجولية...بشرة سمراء...لحية خفيفة...عينان واسعتان...قامة طويلة...ظهر مستقيم...ثقة بالنفس...يرفع يده نحوها...ترد عليه بٱبتسامة ناعمة تخفي خلفها تأويلات...متمنيات...تساؤلات...أَسَاعَتُه ُ الضخمة أصلية؟ أَ حذاؤه لِماركة عالمية؟ أَيَمْلِكُ سيارة؟ من أي نوع يا ترى؟...تشرب فنجانها بِتَأَنٍّ...أفكار مُبَعْثَرَة...و ذهن متوثر...تدفع للنادل...تُفَاجَأُ بِرَدِّه: دُفِعَ ثمنه...يزداد الجميل جمالاً في عينيها...تنظر إليه بٱبتسامة دافئة...عينان توحيان بالإمتنان...تُخْرِج هاتفها الذي ٱقتناه أحدهم من أجلها بالماضي...تَتَّصِل...يرفع هاتفه ٱتجاهها... يبتسم...يُطَأْطِئ رأسه... وكأنه يقول أنه تَلَقَّى طلبَه...تُفَاجَأ بهاتفه الباهض الثمن...تستقبله بٱبتسامة أَدْفَأْ تشحنها رائحة النقود التي ٱستشعَرَتها...تَجْزِم أن الجميل صار أجمل...تغادر...تتمايل..تتمخثر..خطى واثقة ماتكاد الأرض تتحملها...فما بالك بقلب المسكين..؟!...كلما نظر إليها يُغشَى عليه من بارع حسنها...بلغت من الحسن النهاية و من الجمال الغاية...إنصرفت إلى منزلها...لم يلبث إلا مقدار ساعة و قد بعث رسالة :"متى يتجدد اللقاء؟"...أجابت بعد أن أذاقته مرارة الإنتظار...متمكنة هي كالمعتاد...بارعة في إيقاع ضحاياها...فهل ستنجح هذه المرة؟ أم هي استثناء لم يكن في الحسبان ؟!...تعددت الرسائل و تدفق الكلام المعسول...بعث لها الهدايا حتى اكتفت...فرحت فرحا شديدا لأنه وافق غرضها...اتصال تلو الآخر..لا تَتَوَانَ في الرد عليه...تَعَوُّدٌ...إشتاق...إطمئنان لا كالمعتاد...أتراه الغرام قد غلب عليها؟؟؟...و ها قد حان موعد اللقاء...تجهزت...أنيقة هي كعادتها...توجهت إلى المقهى المعهود...إستقبلها بعينين يملأهما الشوق...أجلسها بجانبه...تأملت جماله و قده و اعتداله...سرحت في ملامحه...الجسد برفقته...و العقل غائب...إستيقظت من غفوتها قائلة في قرارة نفسها:"أنا التي تبغظ الرجال و تلومهم..أنا التي تختزل الرجل في حساب بنكي...أنا التي أنظر إليه كخزينة ألجأ إليها لنيل مقاصدي..فكيف يتغير الحال؟...إستعجلت في مغادرتها...مضت إلى بيتها و قد التهبت بنار الغرام ...إشتد عليها الغيظ...تغيرت و ٱصْفَرَّ لونها...إلتجأت للنوم لتهرب من توثرها...زارها الجميل في حلمها...إنه برفقة والدها...يقول:"إني أطلب أن أكتب كتابي على ابنتك"..إنتبهت من منامها مفزوعة...إنزعج فؤادها...الأفكار تتلاطم داخل رأسها الصغير...قلبها يستعجل في دقاته...إستجمعت قواها قائلة:" أنا من اعتادت على مكر وكيد الرجال..ماذا عساي أصنع؟ أَتَرَاجَعُ وَ أُوَفِّرُ عَلَيَّ إذاء نفسي؟ أم أواصل فما الجميل إلا رجل كغيره؟!!!...تُصِرُّ على بلوغ مقصدها...لقاء آخر...قادم هو نحوها بخطى ترتجف لها الأرض من قوته...عَنَّقَتْهُ و تعلقت به... فَرَدَتْ شعرها على كتفيه ...أتراه ضمن مخططاتها؟ أم شيء قد أراح قلبها و أشبع توثرها؟!!...يشاغلها الحديث لِتَمْكُتَ رفقته لمدة أطول...تنظر في عينيه و قد زاد بها الوجد و الهيام...انبهر عقلها بحسنه...يقول:"أشتاق يا ثمرة فؤادي"...تجيب و شفتيها ترتجفان:"أشتاق أكثر يا حشاشة فؤادي"...أ تتحايل عليه لأن فيه مرادها؟ أم تَحَرَّكَ بها الغرام؟! سَارَقَهَا الحديث إلى أن أَوْصَلَهَا إلى باب منزله... فَزَعٌ رهيب...إستيقظت من شرودها...إشتدت بها الندامة...و كأنها كانت بِوَادٍ غير واديها...يفتح الباب...يمسك يدها الناعمة...خطوة و يتحدد المصير؟؟!! أستمنحه فرصة لينال مبتغاه أولا؟ أم سيكون صاحب الرقم الموالي في لائحة ضحاياها؟!...تَرَدُّدٌ إستثنائي...عيناها ترتجفان...الأفكار تَتخبط داخل عقلها الماكر...يبوح العقل: "لا تهدري عاطفتك على رجل"..."إِعْتَدْتِ المكر لكنك لم تعرضي جسدك يوما للبيع"..."وما عِشْقُهُ إلا فخ قد نصبه من أجلك لترتمي في شباكه".."أ رخيصة أنت لهذا المستوى؟".."أ ستصيرين له لقمة سهلة؟".."فَلْتَرْحَمِي شيب أب أفنى عمره في تربيتك"...يجيب القلب: "لا تُفَرِّطِي في شاب حرك عاطفتك".."هذا الذي يصلح لشبابك"..."إرتمي في حضنه فَصِباَكِ ضاع بين العابرين من ضحية لأخرى"..."ضَمٌّ..عناقٌ...إِلْتِفَافُ الساق بالساق...ما هي إلا تعبير عن ولعه بك"...تعقد العزم فجأة و قد أخذت الرأي السديد...تفلت يده...تركض...تركته و راحت....ما الدافع يا تر ى؟؟!! أ صحيح أنه مهما بلغ قبحنا فَيَظَلُّ فِي كُلٍّ مِنَّا..في ركن ما...شيءٌ جميل...فقط ينتظر من يكشف عنه؟؟!!...مضت إلى منزلها و ما بلغت مراما. ..أقبلت داخلة على والدها...إرتمت بين ذراعيه.. أفاضت دمع العين...آثار الحزن بادية عليها...لم يسألها شيئا...إنصرفت إلى غرفتها بعد أن بللت دموعُها سترتَه...أسدل الليل خيوطه...لم يتصل الجميل بعد...ولا رسالة حتى...تشتاق لكلماته؟ أم تخشى معايرة نفسها بالفشل في إيقاعه؟!...أصبح الصباح و لم تتذوق طعم النوم بعد..أ سهرت عيناها و بات نائما؟...إنطلقت في قلبها النيران...أسرع فؤادها في الخفقان...أقلقها الشوق إليه...يوم تلو الآخر. ..و لا خبر عنه ...ضاقت بها الدنيا بٱتساعها...لم تعد تتلذذ شيئا من متاعها...ضاق صدرها...زادت في البكاء و الإنتحاب...إمتنعت عن الأكل و الشراب...صارت تَتَقَوَّتُ على رسائله القديمة...في شرفة المنزل...فنجان قهوة بارد سئم الإنتظار...جرائد يكسوها الغبار...الجميل في طريقه إلى الشرفة...مضت عليه الأيام و الليالي و هو يتقلب على جمر الشوق...أتراه نفس الطائش الذي ترددت على منزله العشرات؟!...هم...حزن...قلق..إشتياق لها؟ ! أم لَوْمٌ لِكِبْرِيَائِهِ على العودة مُنْحَنِيًا خَاوِيَ الوفاض هذه المرة!؟...ملل..لوم...إشتياق لرسائلها... صوتها...إبتسامتها...و حتى عتابها...إشتهى البوح بما في قلبه من لوعة الوجد...لكن كبرياءه ٱعترض...لم يتعدى الوضع مقدار شهر إلا و قد استجمعت جميلتنا قواها...قررت الصمود...شرعت في تجهيز نفسها...متجهة هي إلى المقهى كعادتها السابقة...و ما الفشل في عينها سوى بداية أقوى لنجاح قادم...رقمٌ جديد...أصاحبه سيشبع حنينها للجميل؟!!....رسائل ...إتصالات...لكن فؤادها لا يزال حاجزا بين كل الخطوات...أتغيرت أخلاقها؟ أ تحرك ضميرها؟....ما هو إلا أسبوع و تصادف الجميل...تمضي و كأنها لم تره...تتركه خلفها و قد جرت الدموع على خذيها...يركض...يقترب...يمسك بيدها...أظهرت له الملامة و العتاب...و تَوَعَّدَتْهُ بِلَئِيمِ الإنتقام...تصرخ في وجهه...شاردٌ هو في تفاصيل مُحَيَّاهَا...بَشَّ في وجهها قائلا: "أود النظر إلى هذا الوجه لبقية حياتي و لو كان في ذلك مماتي"...تتوقف عن الصراخ...ملامح الدهشة تعم محياها. .. "أيمزح؟أم أن الله لا يترك قلبا يرفرف تحت سمائه ضائعا؟"!...يحدق في عينيها من جديد قائلا:" ألن تقبلي مرادي؟"...تجيب :و لي من الشوق أضعاف ما لك..ما هجرتك غيظا لك و لكن خوفا من أن تعايرني بالذل و البخس...أنا التي نظرت لك كخزينة أموال.."...يبتسم : "و لي من العيوب أكثر ما لك...أنا الطائش الذي أراد بك سوأً لِيُشْبِعَ رغبته من حسنك...لكنك أبرزتِ الشيء الجميل الذي يكمن بداخلي.......

كتب الجميل كتابه على جميلته..تغيرت أخلاقهما...إقترب من الله...إرتدت لباسا محتشما...و لازالا في ألذ العيش و أَهْنَإِهِ........

#كلنا_جميلون_حتى_القبيح_يملك_جمالا_بداخله..!!^^♡

قلم أنثى...


  • 1

   نشر في 31 مارس 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

كلنا جميلون ..ولكن انت اجملنا استاذة شكيري دام قلمك
0
قلمك مبدع و الفكر الذي يحمله أروع، بالفعل أتقنت وصف تراجع النفس الأمارة بالسوء و النأي بنفسها عن السقوط الحر.
1
Loubna Chakiri
شكرا عفاف...
,, ( أ صحيح أنه مهما بلغ قبحنا فَيَظَلُّ فِي كُلٍّ مِنَّا..في ركن ما...شيءٌ جميل...فقط ينتظر من يكشف عنه؟؟!!.. ) , نعم سيدتي الكريمة ,,, مهما كنا و كيف اصبحنا يبقى هناك ما خلقنا عليه و هي فطرة الخير المكنونة في داخل كل منا , فقليل من الحب يغير مجرى التاريخ في حياتنا ,,, تحياتي و احسنتي يا ( لبنى ) ,,,
0
Loubna Chakiri
شكرا
عمرو يسري منذ 8 سنة
جميلة ,
ربما لو تم تقسيم القصة لفقرات ستصبح مريحة أكثر للعين
0
Loubna Chakiri
أوكي...مشكور على ملاحظتك أخي

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا