هل يمكن بناء دولة بالأيادي المرتجفة؟

   تشرئب اعناق الأمم لبناء الدولة التي لا تنكس راياتها و لا تكسر هامات رجالها و لا يجوعون فيها و لا يخافون أيام الوغى.    و اسمحوا لي ان نأخذ الأمة الجزائرية كمثال اذ إننا من اكثر الشعوب التواقة لبناء دولة حصينة على الاعداء يحسب لها الف حساب من قبل المتربصين و انصار آلَحًرکْةّ آلَصّهّيَوٌنِيَةّ.    وٌ لَکْنِ هل يمكن بناء دولة بحجم الجزائر بأيادي ترتعش اذا ما ذكرت الواجبات التي تقع على عاتق كل واحد منا؟    لا يمكن أبدا في أي حال من الأحوال  ان تكون هناك دولة قوية في حجم الجزائر بنظام سياسي جديد يحفظ الذمم و يراعي ضعفائنا و يرحم اناس قلوبهم مؤلفة يعيشون بيننا دون فرد صالح و مواطن مسؤول و مجتمع مستعد للتغيير الذي يصبو اليه و يعي تماما قدر الدولة و عظمتها و مكانتها و قبل ذلك الواجب عليه ان يعرف ما معنى الدولة و كينونة هذا المصطلح ااصغير في حجمه و العظيم في معناه.    بالمختصر نحن اليوم في حاجة الى فرد متصالح مع وطنه و مؤسسات دولته و متفهم للظرف الحالي الذي تمر به الجزائر و لكل الظروف التي يمكن ان تطرأ مستقبلا .. و بهذا نحصل على مجتمع مستعد نفسيا  و متقبل و منفتح ذهنيا  على التغيير الهادئ الذي يصبو اليه من خلال بناء مؤسسات الدولة الجديدة التي يريدها.   اذا نجحنا في بناء هذا الفرد في دولة تريد الانتقال من مرحلة الى أخرى اكثر نعومة اقتصاديا و اكثر شفافية سياسيا و اكبر قوة عسكريا فعندها نقول وداعا للأيادي المرتجفة التي لا يمكن ابدا بناء دولة.. لأن أساس بناء الأوطان هو بناء الإنسان.