رؤى الحجاز
فيصل البكري
كثيرآ من الناس يخشون عند دخولهم للمساجد من المتطفلين في إبعادهم عن الخشوع اثناء صلاتهم بسبب مفاهيم خاطئة عند الكثير من المصلين بضرورة إلصاق أصبعه بأصبع من بجواره.
وهو ما يؤكد تباين العقول وتمايز مستويات التفكير عند البعض للفهم الغير صحيح للحديث الشريف: سَوُّوا صُفُوفَكُمْ. وحديث: اسْتَوُوا.
حيث كانت المعاناة للكثير كبيرة من بدعة إلصاق القدم في القدم.
وأن الصلاة في ظن البعض ناقصة دون إلصاق الأصبع بأصبع المصلي الأخر.!
فكم نرى في المساجد من مصلين يلاحقون بطريقة غليظة أقدام المجاورين لهم.
فهل عدم تلاصق القدمين من مبطلات الصلاة.؟
والرسول الكريم أمر بقوله:
حادوا بين المناكب وسدوا الخلل.
وكلمة حادوا... أي قاربوا وليس الصقوا.
ولكن الكثير من المصليين يتفننوا بالصاق القدمين بشكل مؤذي بحجة إغلاق ممر الشيطان .!
فكل الاحاديث التي وردت لم يُذكر فيها ضرورة إلصاق القدمين.
فتسوية الصفوف ورصها لا تعني رص الأبدان. ويكفي أن يقف المصلي بجوار أخيه المسلم ملتزما بخط التسوية دون أن يؤذيه بالدوس على قدمه أو وضع مرفقه على صدره أثناء السجود مما يجعله غير (مطمئن) في صلاته بسبب هذا التصرف. فالإطمئنان شرط في صحة الصلاة .
فيما نشاهد أثناء صلاتنا في المساجد الكثير من المصليين يلتصق بنا كأنه (ضل لنا) ومن ثم لا يستقر في وقفته. حيث يبدأ في التارجح يميينا ويسارا ونحو الأمام والخلف فنتحول بسببه إلى (راقص) في صلاته.!
والبعض يدفعنا بقدميه حتى يلصق قدمه بقدمنا.! فنعيش معاناة الوقوف وخاصة إذا كان الإمام ممن يطيل في قراءة القرأن. تصبح حينها صلاتنا قصة من التعب بدلآ أن تكون راحة للقلب والبدن .
لقد عشنا في صلاتنا أيام (كورونا) بالخشوع والسكينة بعيدآ عن المتطفلين من المصليين.
واليوم ونحن على بعد أيام من شهر رمضان المبارگ نتمنى أن لا نرى أمثال هؤلاء المصلين وممن تنبعث منهم رائحة الأرجل وأصنان الأبطين والثياب الرثه.!
فكم منّا قطع صلاته بسبب تلك المعاناة والله سبحانه وتعالي يقول خذوا زينتكم عند كل مسجد وكل عام وأنتم بخير والله الموفق...