إن الله لا يحب عباده الضعفاء!.
هذه الجملة رددت على مسامعي لأكثر من شهرين، وفي وضعيتين مختلفتين، في لحظات ضعف مني كنت أنظر فيها للأشياء بسوداوية مطلقة، حيث يهرول الإنسان إلى النوم لتحقيق ما يتمناه، ولينال ما يسعده، معتقدا أنه يفكر، وعلى ما أعتقد، إنه يفكر في ألا شيء أو يحاول فقط إيقاف التفكير من خلال النوم، أتعرف تلك العقدة التي يقف عنقك داخلها، فتشد الخناق عليك بعد مشاكلك وتجاربك وفشلك وألمك من طرف الغرباء والأقرباء، تلك اللحظة التي ترى نفسك فيها وحيدا غارقا في مياه عكرة؟ ثم تسأله بكل تكبر وظلم أين أنت من كل هذا؟
أتصدق أنه شعور إنساني محض وأننا نتقاسمه بطريقة أو بأخرى، بشكل أو بآخر،
وما تعتقد أنه مر تبلعه وحدك، أطعمته لنا الحياة جميعا.
فالمصائب على مكيال الشخص تقع، وتقف فوقها بتفكيرك وعواطفك إلى أن تمل وتشبع، والغريب فيها أنها لا تنتظر تدخل أحد حتى الله!
وما لفت انتباهي حقا، هو حالة ما بعد الاكتئاب أو الشعور بالنقص أو بعد أزمة
أو مصيبة ما، حيث تجد نفسك قد أفلت منها بصعوبة أو سهولة، المهم أن الشمس تشرق من فمك بعدما حل الظلام لعدة شهور أو أيام.
ثم تعود وتتساءل عن دور لله في هذه اللحظة وعن القوة التي ساعدتك بطريقة ما للعودة من جديد إلى الحياة أو إلى الإشراق من جديد.
هناك حقيقة كونية نراها في كل يوم وفي كل وقت، مفادها أن لا شيء يدوم،
لا ليل يبقى ولا نهار يدوم، ولا فرح يستمر إلى يوم يبعثون، فالكون كله عبارة عن الشيء ونقيضه، ولا قيمة للشيء دون وجود هذا النقيض.
فإن كان الكون يسير بنفس الوتيرة مع الطبيعة، ونحن من وإلى الطبيعة كيف لا نساير الكون، أو بالأحرى كيف لا نتقبل السقوط كما نتقبل الصعود!
مرة قرأت عبارة أعجبتني، إلا أني لا أعرف مصدرها إلى اليوم تقول العبارة:
"كان هناك رجل يغرق في قلب البحر ينادي ربه، أنقذني يا الله، أنقذني يا لله، فمر عليه رجل في مركب مد له يده، فقال له انتظر الله لينقذني، فرحل عنه، ثم أتاه رجل أطلق حباله من الطائرة لإنقاذه، ثم قال له انتظر الله لينقذني، فرحل عنه. فمات.
حينما بعثه الله من جديد، سأله لماذا لم تنقذني يا الله؟، فقال له:
أكنت تنتظر أن أهبط عندك"!. ولله المثل الأعلى.
جميعنا غارقون في شيء ما، والجميع ينتظر أن يهبط الله ليقيم عدله، ونحن العدل
إن أردنا، فكلنا نملك فطرة الخير، فطرة الإرادة، فطرة الغرور التي تصيبك حينما تنظر إلى حيوان ما، جماد ما ، صورة ما ، لكننا أبدا لا نصاب بالذعر حينما تجرح قلوبنا لنكتشف لماذا نصاب بكل هذا الألم الداخلي وما مصدر هذا الخوف،
إننا وبطريقة أو بأخرى غير واعيين لمشاعرنا وأفكارنا وقدرتنا على البرمجة،
إننا مصابين بداء البرمجة القديم وبمادة الخوف وبمرض الحلزون "التقوقع".
ليس عيبا أن تسقط، وليس مخيفا أن لا تجد أحد، لأنك في الحقيقة لست بحاجة لأحد غير ذاتك، فكن واع لما تحمله من ماء ونار وتراب واعرف جيدا متى تستخدم كل منها فدور الله ليس في أن يهبط إليك دروك الحقيقي هو في الصعود إليه!.
-
هاجر بوعبيدكل ما تملكه لا تملكه!