الملخص:

هدفت الدراسة الحالية الكشف عن فعالية وأثر استخدام استراتيجية التعلم بالاكتشاف الاستقرائي في تنمية مهارات التفكير المنظومي والاتجاه نحو مادة الكفايات اللغوية لدى طلاب الصف الأول الثانوي.

ولضمان تحقيق الهدف من الدراسة فقد اتبع الباحث مناهج علمية (منهجين) في دراسته هما: المنهج الوصفي والمنهج التجريبي.

كما قام الباحث بتصميم أدوات الدراسة لتوصل لنتائج أكثر دقة وثبات ومصداقية مثل:تصميم الوحدة التدريسية المعنية، اختبار مهارات التفكير المنظومي، وبطاقة قياس الاتجاه والميول.

واعتمد الباحث في دراسته وعند اختيار عينة البحث التصميم التجريبي ذي المجموعتين (ضابطة وتجريبية) وبعد التحقق من تكافؤ المجموعتين، تم تطبيق التجربة ببناء خطة التنفيذ وأدوات الدراسة.

حيث تم التطبيق على عينة مجموعها 46 طالبًا من طلاب الصف الأول الثانوي موزعة على المجموعتين (23 طالبًا للمجموعة الضابطة و23 طالبًا للمجموعة التجريبية).

وتوصلت الدراسة إلى:

بيان أثر استخدام استراتيجية التعلم بالاكتشاف الاستقرائي في تنمية مهارات التفكير المنظومي لدى طلاب الصف الأول الثانوي، وكذلك أثر استخدام استراتيجية التعلم بالاكتشاف الاستقرائي في تنمية الاتجاه نحو المادة لدى طلاب الصف الأول الثانوي.

وتوصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة: ( a=≤0.05) بين متوسطي درجات الطلاب في اختبار التفكير المنظومي لمجموعتي الدراسة (التجريبية والضابطة) تعزى إلى طريقة التدريس المتبعة وذلك لصالح المجموعة التجريبية التي درست باستراتيجية التعلم بالاكتشاف الاستقرائي في وحدة الاتصال الكتابي.

كذلك توصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة: ( a=≤0.05) بين متوسطي درجات مقياس الميول نحو المادة لمجموعتي الدراسة (التجريبية والضابطة) تعزى إلى طريقة التدريس المتبعة وذلك لصالح المجموعة التجريبية التي درست باستراتيجية التعلم بالاكتشاف الاستقرائي في وحدة الاتصال الكتابي.

وتم التوصل إلى النتيجة العامة والتي تتمثل في أن استراتيجية التعلم بالاكتشاف الاستقرائي تتصف بالفاعلية والايجابية في تنمية مهارات التفكير المنظومي، والاتجاه نحو مادة الكفايات اللغوية لدى طلاب الصف الأول الثانوي لما أظهرته من فروق واضحة لصالح المجموعة التجريبية

وتم الإجابة على أسئلة الدراسة الخمسة

ومن ثم جاءت في الأخير كتابة التوصيات والمقترحات للدراسة

المقدمة:

إن التعلم هو الركيزة التي تقوم عليها الدول وتتحقق به الحضارة والمدنية لا سيمًا وإن كان تعليمًا منسجمًا متوافقًا مع تطلعات العصر ومتطلبات سوق العمل.

ولا ريب أن الهيئات والمؤسسات التعليمية تضع في حسبانها وفي خطتها التعليمية مناهج ومواد تعليمية لتحقيق تلك الغاية، والعمل على إعداد متعلم ملم بتقنيات العصر، مبتكر ومنتج للمعرفة ومؤهل لسوق العمل. وتستقطب لذلك الكفاءات التدريسية ممن لديهم مهارة التدريس الفعال وطرائق مبتكرة للتدريس النشط البناء الذي يوظف الخبرات والمهارات والمعارف التعليمية المكتسبة في خدمة المجتمع وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

لقد أتضح لجميع المشتغلين والمهتمين بالتعليم أن التدريس التقليدي البدائي لم تعد لديه قدرة -في الوقت الحالي- على إشباع ميول ورغبات الطلاب من ناحية، وعدم فعاليته في تقديم منتج تعليمي جيد ومدرب ومؤهل للعمل المستقبلي ثانيًا.

لقد ظهرت اتجاهات حديثة للتدريس تركز على التلميذ بوصفه عنصراً مشاركًا فعالًا فـي العمليـة التربوية، لا شخصًا متلقيًا للمعلومات فقط (مطلق،2003).

ولذا كانت الرغبة ضرورية وملحة في التعرف على أدوات ومهارات وطرائق واستراتيجيات تدريس من شأنها أن تعزز ميول الطلاب نحو التعلم وتنمي فيهم مهارات التفكير العليا وتكسبهم مهارات القرن الحادي والعشرين من القيادة والتعاون والاتصال والتعلم بالتقنية، وأيضًا تعزز لديهم مهارات التفكير العليا من حل المشكلات والتفكير الناقد.. الخ.

والتعلم بالاكتشاف أحد أهم الاستراتيجيات التي ينادي التربويون بتطبيقها في الميدان التعليمي لجعل الطالب محورًا للعملية التعليمية، وضمانًا لأن يكون الطالب المستفيد الأكبر من العملية التعليمية، ذلك لأنها ترتكز على مبدأ التقويم الذاتي من قبل الطالب فيدرك العلاقات ويكون الفرضيات ويلاحظ ويحلل ويركب ويجرب ليصل في الأخير إلى النتيجة النهائية وهو هدف التعلم الأساسي ولا ريب.

التعلم بالاكتشاف يتيح أمام المتعلم خبرات متنوعة وعديدة، تساعده على استنتاج الحقائق والتعميمات العلمية، وتسهم في إكسابه مهارات تكون أكثر سهولة في انتقال أثرها إلى أنشطة ومواقف تعلم جديدة، وذلك مقارنة بالمهارات التي يتم اكتسابها باستخدام طرق التعلم التقليدية (1، اللقاني.1999).

والتعلم بالاكتشاف هو سلسلة من المهام التي يقوم بها المعلم داخل الحجرة الصفية بما يضمن تحويل الطالب من متلق للمعلومة إلى طالب منتج لها وموظف لها بالكيفية التي يحتاج إليها في حل المشكلات أو بناء معارف وخبرات جديدة أو الربط بين المعلومات الجديدة والمعارف السابقة.

لذا فالدراسة جاءت لاكتشاف استراتيجية من أهم استراتيجيات التدريس النشط وطريقة من طرقه الفاعلة في التعلم التعاوني وهي استراتيجية التعلم بالاكتشاف.

وتسليط الدراسة الضوء على قدرتها في تلبية احتياجات الطلاب واحتياجات المادة والمرحلة التعليمية، وتبين فعاليتها في تنمية الجوانب الإيجابية نحو التعلم ونحو المادة الدراسية على حد سواء.

وكذلك رصد إمكانية هذه الاستراتيجية في تعزيز التفكير المنظومي لدى الطلاب وتنمية مهارات التفكير العليا والتفكير المنظم المتراكب داخل إطار منظم متداخل.