1)
عكفَ والدنا- بارك الله في عمره- منذ طفولتنا في كل مناسبة دينية على سرد قصتها وممّا قصّهُ علينا بهذه المناسبة الحالية هجرة الرسول- صلى الله عليه وسلم- بعد أن أذِن الله وأمر نبيه بالهجرة من مكة إلى يثرب التي سُميت فيما بعد بالمدينة المنورة، وذلك بعدما اشتدّ أذى الكفارِ له ولمَن اتّبعه في مكة ليهاجر الرسول إلى المدينة المنورة بصحبة أبي بكر الصديق- رضي الله عنه- وهذا كله زادنا حبًّا لرسولنا الكريم الذي ضحّى؛ لأجل نشر التوحيد والدعوة الإسلامية بين الناس, فتلك الحادثة التي مرّ عليها أكثر من ألف وأربعمائة عام لها أثرها حتى اليوم على العالَم أجمع.
2)
(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) النبي - صلى الله عليه وسلم- أول مَن توكل على الله حقّ توكُّله؛ فأخذ بالاحترازات اللازمة والاحتياطات و التدابير الأمنية المعتبرة قبل وأثناء هجرته, حتى لا يقع في أيدي المشركين؛ فيظفروا به؛ لذلك وجب علينا اتخاذ احترازاتنا الوقائية والالتزام بالتباعد الاجتماعي؛ لتفادي ومنع انتشار الإصابة بهذا الفيروس اللعين-كورونا كوفيد19- خرج الرسول- صلى الله عليه وسلم- مِن مكة المكرمة إلى المدينة مهاجرًا مع صاحبه أبي بكر الصديق- رضي الله عنه- في العام الثالث عشر من البعثة، وقد مثّلت هذه الهجرة نقطةَ تحوّلٍ جديدٍ في حياة البشرية كلها، وتاريخًا يؤرخ به المسلمون أحداثهم؛ فالهجرة لم تكن حادثًا مكانيًّا، بل نقلت الإسلام من دوامة الضعف والقلة إلى العزة والقوة والكثرة.
3)
دور المرأة المسلمة في الهجرة الشريف
كان للمرأة في الإسلام دور كبير في نشر الدعوة ومساندة الرسول- صلى الله عليه وسلم - والذي يظهر في دور زوجته خديجة-رضي الله عنها- حيث إنها أول مَن أسلم من النساء وصدّقت به وآوته وآزرته بكل ما تملك, كذلك ابنة أبي بكر الصديق أسماء وأختها عائشة- رضي الله عنهم- حيث جهّزتا الراحلتين- وكتمتا السرّ عنهما, كما تولت أسماء بنت أبي بكر الصديق- رضي الله عنهما- مهمة تزويدهم بالطعام والشراب أثناء رحلتهم إلى المدينة.
4)
دروس وعبر من الهجرة
التوكل على الله: عز وجل والاستعداد الجيد لرحلة الهجرة, والصبر: صبر النبي- صلى الله عليه وسلم- ومن آمن به على أذى الكفار واستهزائهم به، خلال دعوته في نشر التوحيد والإسلام وتنفيذ أوامر الله عز وجل, واليقين بالله: كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- على يقين تام بأن الله سينصره في نشر التوحيد والدعوة الإسلامي
وإنه لمن دواعي الفخر لكل مسلم ومواطن سعودي ما تفردت وتميزت به هذه المملكة الحبيبة بلاد الحرمين ومهبط الوحي ومهاجر الرسول- صلى الله عليه وسلم - من اعتمادها التأريخ الهجري النبوي تاريخًا رسميًّا لكافة مرافقها, نسأل الله أن يحفظها ويحفظ مَليكَها الرشيد ووليَ عهده الأمين وجميع بلاد المسلمين بحفظه. اللهم آمين.