ثقافة الطفل المسلم
الثقافة الأولى للطفل
نشر في 18 يونيو 2018 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
في جماعة الأسرة تبرز وتتشكل إلى حد كبير شخصية الطفل ، ففي نطاقها الضيق يتلقى الفرد مؤثراته الاجتماعية
الأولى ، ويتلقى لأول مرة مختلف نماذج الثقافة ، وتتشرب نفسه المعايير والقيم الإجتماعية والخلقية وتسري إليه بعض الإتجاهات النفسية والثقافية .
فالله سبحانه وتعالى يخرج الطفل من بطن أمه جاهلاً ، ولكنه جهزه بوسائل الثقافة والتعليم ووهبه الاستعداد الكامل لتلقي المعلومات وزوده بها عن طريق السمع والبصر والعقل والإلهام ، فالحواس وسائل إدراك ، والوحي تعليم من الله تفضل به على رسول البشرية محمد صلى الله عليه وسلم فبهذه الوسائل يكتسب الإنسان العلوم والمعارف مادام موجوداً إلى نهاية الحياة .
ومرحلة الطفولة هي بلاشك منابت للتفتح الإنساني فيها تتمدد الميول والمشاعر وتأخذ شخصية الطفل في البناء والتكوين ، فهي بذلك تعتبر الأرضية الصالحة لغرس ثقافته ومحاسن صفاته ، كذلك يبذر فيها من بذور الشر والفساد .
والأسرة كمنظمة اجتماعيه هي الخلية الأولى في بناء المجتمع وفيها يكتسب الطفل المعايير العامة التي تفرضها أنماط الثقافة السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه ، كما يكتسب أيضا معايير الأسرة التي تفرضها هي عليه ، وبذلك تصبح الأسرة بهذا المعنى وسيلة المجتمع للحفاظ على معاييره وعلى مستوى الأداء المناسب لتلك المعايير.
فالأسرة إذن تتعهد الطفل بالتعليم والتثقيف وتلقنه مبادئ حسن المعاملة والأدب والقراءة والكتابة ، وتحوله من شخص خلق ليعيش لنفسه وبنفسه إلى شخص صالح نافع لمشاركة الجماعة حياتها وحمل تبعاتها وتعطيه الإهتمام وتشحنه بكل مافيه فائدة لثقافته ، فهي التي تأصل في الطفل العقيدة الطيبة وتزرع الإيمان القوي والخلق الطيب وتهيأ له أن يكون رجل المستقبل وعدته في الملمات بحيث يعيش سعيدا في مجتمع آمن قادر على أداء رسالته في الحياة .
بقلم الاستاذة / شادية ناصر آل مجثل
التعليقات
بداية موفقة و في إنتظار كتاباتك القادمة .