لنفترض جدلا ان النية السليمة قائمة لدى اباطرة القرار وراء الكواليس فالاصلاح والنهوض بالبلاد وشؤون العباد..فاي اصلاح يستوجب بالاساس الاهتمام بعقليات منفدي الاصلاح ثم انتهاج سياسات اقتصادية واجتماعية مدروسة..وربط المسؤولية بالمحاسبة والمساءلة..فقبلها طرح سؤال: اين الثروة ؟
كانت الاجابة سريعة على لسان مجموعة من المنابر الاعلامية الحرة وقدمت تقارير وارقام توضح الخلل الحاصل والتسيب في استغلال المال العام واستغلال السلطة لاهذاف شخصية..والتبدير وسوء التدبير والاحتكار و الجشع فاستغلال الموارد الاقتصادية لدى فئة قليلة..مع تهميش وتفقير ونشر الجهل لدى عامة الناس..
ان النفور والعزوف عن العمل السياسي والحيادية في الاختيار لدى العامة ليس مرده بالضرورة الى الجهل وقلة الوعي..لا ، بل ان مانعايشه لدى الطبقة المنتخبة من مهرجانات التفاهة قبيل موعد صناديق الاقتراع ومسرحيات السفاهة داخل حرمات مؤسسات القرار و التحالفات اللامنطقية والعجيبة بين الاحزاب السياسوية بعيد كل البعد عن العمل السياسي وادبياته..واغلبنا يدرك ان جل الاحزاب السياسة بكثرتها وتنوعها الخادع فارغة فالاصل من مضمونها اذ لا يمكننا الحديث عن اديولوجيات وقيم يدافعون عنها او الالتزام بوعود لم ولن يوفو بها..ونعلم يقينا انها ليس الا ذلك الحارس الامين المطيع مقابل اجر شهري مغري وتقاعد مريح..وفي احسن الاحوال ليس الا ابواق قولها شيء وفعلها شيء اخر..
على القنوات الوطنية ضقنا درعا بمشاهدة نفس الوجوه تتقدم المشهد بنفس اللغة الجوفاء والكلام الخيالي الذي يرسم الواقع ورديا وهو مرير لايشوبه نقص ولاعيب وهو متناقض مشوه..
ضقنا درعا بمهازلكم ومسرحياتكم واكاذيبكم
ضقنا درعا بجشعكم وخبتكم ونفاقكم..ضقنا درعا ان نكون مجرد ارقام وبيادق تلجؤون اليها عند الازمات لتلميع صورتكم..
لذلك في صمت بعيدا عنا انهبوا خيرات الوطن اسرقوا ما شئتم اسلبوا مال من شئتم.. وعيشوا في بذخ انتم و اولادكم من خيراتنا واعتبروها حقا شرعيا لكم..
لكن ارجوكم لا تطلبو منا ان نحب الوطن..ان نضحي من اجل الوطن..! او نموت من اجل هذا الوطن..فالحمقى فقط يصدقون كلامكم..