أبو خُضير ما بين المُعتاد وأُضحوكة الأُمم .
فيما يخص قضية الطفل محمد أبو خضير
نشر في 04 فبراير 2016 .
___ محمد أبو خضير ___
طفل ذو السادسة عشر ربيعاً .. يخرج في ليلة من ليالي رمضان بعد السحور ليصلي الفجر فيُقدّر أن تطوله أيادي المستوطنين الصهاينة قبل أن يصل إلي عتبات المسجد ..
روي أهالي حي شفعاط حيث مسكن أبو خضير أنهم رأوا خمسة مستوطنين قاموا بالإعتداء علي الطفل محمد وإختطافه متجهين إلي القدس الغربية وقد لاحقهم بعض الأهالي ولكنهم لم يستطيعوا اللحاق بهم ..
لم تمضِ ساعات حتي بزوغ الصُبح حتي أعلنت شرطة الإحتلال أنها وجدت جثة محروقة وسرعان ما تداول بأذهان أهل الطفل أنها جثة محمد أبو خضير والذي وجدوا جثته محروقة عليها أثار تعذيب ومُمثل بها بشكل بشع ..
وبُناءً علي ما قد رأي الأهالي من حادث بالإضافة إلي كاميرا صورت المشهد قام أهل الطفل بالتقدم ببلاغ عن خطف الطفل ثم بعدما وجدوه وتعرفوا علي جثته تطور الأمر ولكن تقاعصت شرطة الإحتلال واختلقت الحجج والأكاذيب لتُماطل في فتح التحقيق في القضية ومع الإصرار من جهة الطفل تم التحقيق ومضي ما يقارب العام ونصف لتُصعق اليوم أهالي الشهيد أبو خضير بحكم المحكمة الإسرائيلية بالحُكم المؤبد وثلاث سنوات علي أحد المستوطنين المتهمين بالقضية ..
سرعان ما انفجرت صيحات الغضب والنويح من الأم وذوي الشهيد وقالت أن لا عدل في إسرائيل , وهنا يقف القلم لا يدري أيُشاطر أهالي الشهيد الأحزان أم يُفزعهم بما يتغافلونه ..
قل لي بربك أين العدل في جمع من اللصوص ينقضون علي بيتك ويستوطنونه ويقيمون دولة ويُرغمونك علي القبول ويُرغمون العالم علي الإعتراف بهم ثم يقتلوك في عِقر دارك فتقوم أنت تقدم لهم بلاغاً فيهم .. أين العقل يا أرباب العقول في أن يكون الخِصم هو الحكم .. !!
ليس بجديد أن يحدث هذا من عرّابي الدم أيُعقل أن يصفعك أحدهم فتشكوه لنفسه فيصفع نفسه عدلاً وإنصافاً ..
لا أدري أأضحك أم أبكي علي خيبتنا ..!! , أأضحك علي منطقنا اللامنطقي أم أبكي علي أُمة كانت تضج بذكرها المجالس ثم أضحت أضحوكة الأُمم .. كل من له ومن ليس له يستهين بنا .. ! حتي نحن نستهين بأنفسنا ..
لن أقول أن العدل بأيدينا فعدالة الأرض أصبحت ظُلم مُقنن ولكن تبقي عدالة السماء تُمهل ولا تُهمل .. ويبقي حق الشهيد محفوظ وتبقي صفعته علي وجوهنا لا ننسي ذكراها ..
صُفعنا كثيراً ألم يأنِ لنا أن ننتفض .. !!
سلاماً عليك يا محمد أبو خضير وسلاماً علي كل شهداء فلسطين وشُهداء المسلمين ولا سلاماً علينا إن لم نُسلم أنفُسنا ..