الأحزاب اليسارية المغربية و شعار"ظلموني الناس ظلموني" - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الأحزاب اليسارية المغربية و شعار"ظلموني الناس ظلموني"

  نشر في 03 ديسمبر 2015 .

بقلم :الذهبي مراد

تعتبر الأحزاب اليسارية من أقدم الأحزاب السياسية المغربية مما يفرض عليها ان تكون حكيمة و جماهيرية و مؤمنة بالعمل التشاركي الذي تفرضه الساحة و ضخامة التحديات. لكن هذه الأحزاب رغم تجربتها الكبيرة لم تزدها الأيام الا تحجرا و مكرا .فمن أين لي بهذا الاستنتاج؟أليس هذا من قبيل التعصب الاديولوجي و السياسي؟

عانت الشعوب العربية منذ الاستقلال من انظمة استبدادية متعفنة فاسدة توجة بحركة تغييرية عميقة اسمها الربيع العربي . وبما ان المغرب دولة عربية و العرب في الهوى سواء عرف ايضا حركة احتجاجية اسمها حركة 20 فبراير و كانت جماعة العدل و الاحسان اول من عبرت عن دعمها لهذه الحركة عبر قناة الجزيرة و موقع ايلاف و غيرها على لسان ناطقها الرسمي ذ.فتح الله ارسلا ن و تصريح أمينة القطاع النسائي الأستاذة نادية ياسين .

فما كان من جماعة العدل و الاحسان الا ان انخرطت في هذه الحركة دون شروط مسبقة و قبلت التنسيق مع الهيآت الداعمة لهذا الحراك ,و رغم انها تحملت لوحدها تكلفة اللوجستيك و ساهمت بالعدد الأكبر من المحتجين الا انها لم تفرض شعاراتها ,و العجيب في الأمر أن الأحزاب اليسارية رغم قزميتها التنظيمية و السياسية(تحالف اليسار المكون من ثلات احزاب حصل خلال انتخابات 2007 على 4 مقاعد في البرلمان) رفضت بوقاحة الشعارات الاسلامية التي تعبر عن هوية الشعب المغربي(حتى التكبيرو التهليل) و كأننا نعيش في اسرائيل و العياذ بالله.

حاولت هذه الأحزاب رغم بخلها في المساهمة في اللوجستيك ان تصبغ الحراك بلونها الاديولوجي المفلس الذي تبرأ منه حتى اصحابه(تحول روسيا و الصين الى اقتصاد السوق)

واستعلائها بدعوى امتلاكها الشرعية التاريخية هذه النظرية العجيبة الغريبة غرابة البطيخ في الشتاء و الليمون في الصيف ,ومن الهم ما يضحك. ما زاد الطين بلة ايضا هو تسقيف هذه الأحزاب للحراك بشعار"الملكية البرلمانية" رغم ان طبيعة النظام السياسي ينبغي أن يحدده الشعب عن طريق انتخابئه لهيأة تأسيسية بعد نقاش طويل و هادئ بين جميع المكونات السياسية و الشخصيات المستقلة دون اقصاء اي طرف على مرأى و مسمع من الناس.

و الغريب في الأمر هو محاولة هذه المكونات كسر جماح الشباب في التواصل مع الشعب و النزول الى الأحياء الشعبية و الابداع في الشعارات و الوسائل التواصلية’ و التحجر على تقافة البيانات الفوقية دون التواصل مع عامة الناس على قدر عقولهم .و العجيب في الأمر أنهم كانوا لايلتزمون بما تم الاتفاق عليه في التنسيقيات و لا يلتحقون بالمسيرات الى بعد أن يطمئنوا أن قوات القمع غير مرابطة في الميدان’ كما أنهم يحرضون شبابهم ضد اعضاء جماعة العدل و الاحسان و يحفظونهم تحفيظ الببغاوات لمداخلا ت خشبية متشابهة تشابه التوائم .

و المضحك المبكي هو تطبيل الاعلام المخزني لبعض الشخصيات و تلقيبها بألقاب الزعامة و اعتبارهم مؤسسي حركة 20 فبراير و كأن هذه الحركة حزب سياسي و الطريف في الأمر هو أن تصريحاتهم تتناقض مع مطالب الحركة على سبيل المثال دعت الحركة الى مقاطعة الانتخابات بينما دعا بعضم الى المشاركة فيها.

البر بالأقارب أولى من البر بالآخرين فهم كانوا دائما يتعاركون في التنسيقيات’ اعضاء النهج الديمقراطي مع اعضاء تحالف اليسار رغم التقارب الاديولوجي الكبير.

استغل اليسار الحركة لتصفية حسابات سياسية مع خصومه فتارة يرفع شعارات لا علاقة لها بالشعارات المتفق عليها و الترويج ايضا لبعض المفاهيم المغلوطة كالرجعية و غيرها.

وعلى الرغم من ان جماعة العدل و الاحسان بذلت الغالي و النفيس و سقط منها شهيد و جرحى و لم تفرض شعاراتها على أحد الا ان هذه التيارات ابت الا ان تتهم الجماعة بركوبها على الحركة و اقصائها لليسار من حقه في التعبير.

خلاصة :

لقد برهن اليسار المغربي من خلال تجربة حركة 20 فبراير على حقده على الاسلام و انتهازيته و تبنيه لخطابه الاقصائي و الاستعلائي رغم ضعفه التنظيمي و السياسي ’ كما برهن بوضوح و جلاء على غبائه السياسي ’لأن المكر و الخبث من شيم الثعالب وليس من شيم الأسود و صدق الشاعر اذ قال :

اذا أاكرمت الكريم ملكته واذا أكرمت اللئيم تمرد 



   نشر في 03 ديسمبر 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا