حيل بيننا و بين ماتشتهي أنفسنا..من الجلوس بين يديك الشريفتين..والتمتع بنبرة
صوتك الملائكي..القويّ..الحنون..
و لكن..لا أدري ما سرّ ما نُحسّ به؟ أهو نصيبٌ من حبّ الله لك قد قذفه في قلوبنا؟
كأنّنا نراك..مع أنّه حيل بيننا و بينك..كأنّنا في مجلس من مجالسك..نمدّ كؤؤس الجهل إلى نبع حكمتك..لنرتوي من عطش الضّياع..
كُنتَ في زمان ليس زماننا ..و أصبحتَ في عالم لا يُشبه دنيانا..
و لكأنّنا معك..بقلوبنا..بأرواحنا..
لم يعد للزّمن أيّ إعتبار..و لا للوقت أية قيمة..و لا لإختلاف العوالم معنى..
كأنّك هناك ..و هنا..
أهي الأرواح عندما تُحبّ؟؟
حيل بيننا و بينك..و لكن أرواحنا مُتعلّقة بك..تصلّي عليك..تطلب رضاك..
تسعى لتخطو خطواتها نحو النور لا الظلمات..نحو الظلّ لا الحرور..لتحظى بعدها برؤيتك..
يوم نُحشر ..كأنّنا لم نلبث إلاّ ساعة من نهار..حينها تشهد علينا جوارحنا إمّا بالإفلاس أو الفلاح..
سنهتدي بنجم سُنّتك وسط ظلام الفتنة..و سنسبح في أنهار حكمتك..
و سنسلك سبل الحق ..سبل الفردوس ..لنلقاك..و لن يصدّنا عنها من لا يُؤمن بها و اتّبع هواه..
إنّ ربّك يبسط الرّزق لمن يشاء ..فسندعوه..ليرزقنا شيئا من حكمتك..و القليل من رحمتك..و بعضا من شجاعتك..فأين نحن منك ..مهما حاولنا..
حسبنا نيّة خالصة ..صادقة..و عمل نسعى لتحسينه كلّ يوم ..ينفعنا في دنيانا..و يكون قفلا من ذهب نفتح به بابا حجبَ عنّا رؤيتك..
يقولون رجلا مسحورا !!!كيف للمسحور أن يبلغ الآفاق..
يقولون رجلا مجنونا!!! كيف للمجنون أن يكون أعقل الرّجال..
بل جُعلت في قلوبهم أكنّة و في آذانهم وقرا..بل حُجبوا عن النور..و لو علم الله في قلوبهم خيرا لهداهم..
بل سيّد ولد آدم أنت..و الحمد لله على أن شرّفنا بأن جعلنا من أمّتك..
و سنحاول بحول الله و قوّته أن نكون من خيار أمّتك ..لنحظى بشرف صحبتك..