فى صباح اليوم المشهود ، تجمع الاهل والاقارب ، يحاول كل منهم التظاهر بالحزن والاسف ، ولاكن المظاهر لا تخدع دائما ، ثم ظهر هو من بين الحشد ، بعدما اكل اكلته الأخيرة ، منقول على كرسيه المتحرك ، الذى لازمة بعدما خذلته قدماه ، توقف الكرسى ، صمت الجميع ، اشار بإصبعه فبدأت السيمفونيه التاسعه لبيتهوفن فى الانطلاق ، ثم قام بلقلب عجلة الحقنه التى بدأت بضخ مادة نتوباربيتال الصوديوم القاتلة فى عروقه ، وهنا بدأت روحه فى الانسلاخ ، فى تلك اللحظة راودنى خليط من المشاعر لا اعرف حقيقته ، لم اشعر بذلك من قبل ، لم اعش تلك التجربه مسبقا ، لم اعد اعرف هل احزن على ذلك المسكين الذى لم يذق طعم السعادة فى حياته ، ام هل العن ذلك الحقير الذى تجرأ على إخراج روح لم يدخلها ، ام اسخط من هؤلاء المنافقين من حوله ، لكن ، ايأ كان ما يجب الشعور به ، او ما يجب فعله ، فهذا ليس مهماً الان ، فقد رحل وانتهى أمره ، وامره الى الله ،
ولكن ، ما لن أنساه ابدآ ، هى تلك النظرة فى عينيه والتى اعرفها جيدآ ، تلك النظرة التى حكت لى قصة ، قصة مليئة بالألم ، بالوحدة ، بالتعاسة ، رغم أنه محاط دائماً بالكثير ، رغم مكانته العالية ، رغم شهادته وابحاثه ، الا ان ذلك لم يشفع له عند سرطان الوحدة القاتل ، الذى اذا تسلل الى روح لايزال بها حتى يفرغها من كل معانى الحياة ،
وفى النهاية لا اجد غير الأسف شعورا ، على ذلك الوحيد الذى كتب عليه الشقاء فى الدارين ،،،،
وداعآ ايها الشقى ،،،
#ديفيد_غودال
#G_sid
التعليقات
صورت المشهد بإتقان..سلمت يداك