أنا النور
هيام فؤاد ضمرة
أنا إبنةُ النورِ للقمرِ والشمْس
يتفتَّحُ وَردِي على مَشارِفِ وَصلي
كأنما يومي غدا صباً
يُبدي انشقاقاً مِنْ أخمَصِ الأمْس
يشعُّ نُوري منذُ أول مَطلعي
مُستنزِفاً لحُلمي ذلك الحَدْس
فهلْ يومي يُنادي للعزفِ غَدِي..
فتطربُ أذني لكُلِّ صوتٍ وهَمْس؟
للنورِ سأحيَا، بالضياء سأُسْقى
وكلما ناديتَ اسمي رَدّ شُعَاعي
أنا للنورِ إبنةٌ ترث ملامِحَ الدَرْس
فهل يَحِقُّ أنْ يَسْكرَ الكوْنُ مِنْ نفسِ آثارِ الكَأس
سأغسِلُ أناملَ الليلِ ليَحِلّ مَرامَ غدي
وسأدونُ مَجَازي مَحفُوراً على أصَابِعي الخَمس
عشقني الضياءَ في الليلِ والنهارِ
وعند أقدامِ الغُرُوبِ وحينَ يَستيقظُ الفجر
وعَرَّفَتنِي الأشياءُ ملامَحَ ارتضَائي
لتختبرَ في ارتِحَالِ الأحوَالِ غرائبَ الجَرْس
الشمسُ وجْهِي والقَمَرُ ابتسَامَتي
وما تشهَدَهُ عَيني ليس تأتلفهُ نوابضُ اللّمس
أنا يا صاحِ الحُبُّ حينَ يتدَفَقُ نَبْعي
وحينَ يَجْري بينَ مَرابعِ اخضراري نَهري
تُخاتِلًهُ مَحسُوسَات الحَدْس
ألا ليت الليلُ يعترِفُ أنهُ تدَجَّنَ بينَ وبينْ
وليتَ النهارُ يَستقطبُ لأطرافِهِ أنوارُ الشمس
فيا أنا الضياءُ كلما شعَّتْ أنواري
وأنا الرَجاءُ حين تعتلي هَامَتي فوانيسَ الوَصل
أفيءُ إلى مَساري وأرحَلُ مع اصفرار اخضراري
حتى أصيرُ كَوْكَباً.. ويَصيرُ الفَضاءُ داري
أتحرى أقماراً كنت أفلتها بعدَ أولِ حول
سأنثرُ فوقَ كلِّ الدُنيا من النورِ حُضوري
وأقول لكم، ولها، وله: يا ألفَ مساءُ النور
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية