صفقة القرن وقرن المهاترات.. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

صفقة القرن وقرن المهاترات..

صفقة القرن وقرن المهاترات..

  نشر في 24 غشت 2017 .

صفقة القرن وقرن المهاترات..

هيام ضمرة..

يتم هذه الأيام اتمام آخر مراحل طبخ القضية الفلسطينية، فهي تمر بمراحلها الأخيرة بالاشراف على فرض حل لطالما نادت به دولة الاحتلال ورفضه العرب.. أقصد رفضه الفلسطينيون.. لقد استخدمت دولة الاحتلال أسلوب اتخاذ النفس الطويل والتصلب عند الرأي وتضيق الحصار وأسباب الحياة على الفلسطينيين في الداخل وجعل حياتهم سلسلة من عذابات لا تنتهي بحيث تصبح لا تطاق، فيقبلون بأي حل حتى وإن كان صوريا ذليلا وانتقال من امرة عدو مستعمر لشبه دولة تحت مظلة اتحاد فدرالي مع شرق الأردن، وستنتهي الأصوات التي تنادي بالقدس عاصمة للفلسطينيين لأن الوضع الجديد لن يحتاج عاصمة للفلسطينيين من أصله، وستصبح القدس عند إرادة دولة الاحتلال عاصمة لها تتحكم بتضاريسها وفق خطة معدة منذ زمن بعيد من عمر الاحتلال

الترتيبات الجديدة تذكرني بمشهد الرئيس ياسر عرفات حين صورته كاميرات الفضائيات وهو يرفع كفه مبرزاً أصابعه الخمسة في أحد خطاباته من عام 1988م وهو يقول لشعبه المناضل أعدكم سنعود بعد خمس سنوات إلى فلسطين وسأحدثكم من أرضها وستكون عاصمتنا القدس، وعاد ياسر عرفات إلى فلسطين فعلا ليس فاتحاً مغوارا، وإنما بعد أن تم اقحامه في عملية السلام التي تم الاعداد لها مسبقا من قبل الحكام العرب ودولة الاحتلال، وتصدر توقيع معاهدة السلام لتكون الخطوة الأولى فلسطينية منعا لغضبة الشعب، بعدها فتحوا له ولمنظمته أبواب جسر اللنبي وألقى خطابه كالفاتح في فلسطين بعد خمس سنوات بالتمام والكمال

إنما القدس كان حالها حال آخر، ويجري عليها ما لا يجري على بقية الضفة الغربية من قوانين، فقد ظلت دولة الاحتلال تردد بإصرار أنّ القدس عاصمتها الأبدية التي لا يمكن التنازل عنها وأنها تسير قدما نحو تهويدها ونقل السفارات إليها، لأنّ ما انتهجته دولة الاحتلال من وسائل وقوانين واجراءات كانت واضحة وضوح الضوء في العين السليمة، فكل خططها كانت تجري بحيث تحُدُّ مِنْ عدد سكان العرب بالمدينة ومحاصرتها بالمستعمرات المحمية كحلقة من كل الجهات، ومصادرة الأراضي من ملكيات العرب لهذا السبب، وفي الوقت ذاته كانت ترفض منح العرب أذونات البناء أو الترميم، وتتقصد انتظارهم اتمام البناء دون ترخيص لتأتي وتهدمه وتدق مسمار القهر في قلوبهم، وكل ذلك كان يجري وسط صمت واضح من كافة الأطراف العربية

اليوم تتسارع طبخات الخفاء وراء الكواليس لاتخاذ التدابير اللازمة للتمهيد لمبادرة نتنياهو رئيس وزراء دولة الكيان الصهيوني، وقد بدأ موسم التحضيرات للوليمة الجديدة، وتكون بذلك دولة الاحتلال قد فرضت إرادتها رغم كل الأنوف ووضعت بهارات التتبيل الأخيرة لتبدو النكهة مقبولة للجميع وملزمة بالوقت ذاته، وكالعادة يتحرك الرؤساء العرب والمسلمين بسلسلة تنقلات مكوكية مدروسة ومستوفية لزومياتها فيما بين دولهم، فيما الشعوب تعيش ملهاة تأمين الرزق وإدارة متطلبات الحياة بصعوبة بالغة ، هكذا سيتم إعلان الطبخة الأخيرة وتتم المقاسمة ولن يجدوا صوتا واحدا يعلن الرفض بعدما مارسوا أسلوب خنق الأنفاس مع الجهة الوحيدة الرافضة القابعة في غزة تحت ظروف غير انسانية

وستدخل الضفة الغربية (وللعلم لم يتم اختيار هذه التسمية لها اعتباطا ولا مصادفة) تحت الوصاية الأردنية بتوقيع اتفاقية اتحاد كونفدرالي بين الطرفين تكفل فيه المملكة بإدارة شؤون الفلسطينيين والسماح لهم ببعض الوزارات الخدمية تحت إشراف الحكومة الأردنية وتسهيل الحركة بين الاتجاهين بمعاملات غير معقدة، كما يسمح للفلسطينيين تشكيل مؤسسة أمنية من الشرطة فقطة، وتتعهد الأردن بحفظ أمن الحدود مع دولة الاحتلال، أما المستوطنات فستظل مناطق اسرائيلية وإن تداخلت مع أراضي العرب، وما أعد الجدار العنصري إلا تمهيداً لهذه المرحلة من مبادرة نتنياهو ولهذا السبب كانت دولة الاحتلال تستعين بمواد البناء الأردنية والمصرية في بناء الجدار،

وتنال هذه التقسيمة مباركة الأمم المتحدة وتمنح الفلسطينيون تأييدها فيما يسمى بالحكم الذاتي المشروط ضمن خطوط مُحددة، وبذلك يُنحي مجلس الأمن ملفات القضية الفلسطينية إلى مخازن خاصة أمينة تأخذ فيه الغبار مجدها.. سيتم توسيع مطار قلنديا لحركة الفلسطينيين جوا مع دول العالم،.. وجعل أريحا منطقة تجارية حرة ومعبر تجاري مع الأردن.. وستعاد مشاريع ربط الخدمات بين دول المنطقة من ماء وكهرباء وغاز ونفط.. وتتحول حماس إلى حزب ويتم تفكيك جناحها العسكري وتوضع غزة تحت الوصاية المصرية باتحاد كونفدرالي كما كانت عليه بغابرها القديم، ولن تكون حملا على الاقتصاد المصري كما كانت تدعي مصر وأبواقها حين بدأ الضغط على حماس والقطاع، وتتعهد مصر حماية حدود دولة الاحتلال من جهة القطاع.. فتح حرية الملاحة عبر البحر وفق شروط متفق عليها.. أما التطبيع فسوف يكون تحصيل حاصل رغم أنه قائم على أرض الواقع دون إعلان

وفي النهاية قبل العرب والفلسطينيون دولة كونفدرالية بلا عاصمة ولا وزارات سياسية تحت سلطة الأردن ومصر.. وسيتم إعادة أهل غزة إلى غزة وأهل الضفة إلى الضفة وتجنيس الحالات الإنسانية بالدولة الشريكة، ودفع تعويضات للاجئين دون العودة

وهكذا يُغلق ملف القضية نهائيا إلى أنْ يُبدل الله أمرًا كان مفعولا

وسلامتكم وتعيشوا


  • 1

  • hiyam damra
    عضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
   نشر في 24 غشت 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا