لعمان
..هيام فؤاد ضمرة..
لعمَّان
يأتي فجرُكِ.. كغيمةِ انتظارٍ
تفتحُ صدرَ قميصِ الأنوار
عنْ لحظِ الشوقِ.. لعمَّانِ
تسكبُ عِطرَ الأقاحِ.. شذًا
بكؤوس مُدامٍ.. سُقياها الأمان
تؤجِجُ شمسَ النّهارِ.. بِعَقارِ نوَّار
يُداوِي رِبقة الأيام.. لأغلى عِنوانٍ
والوقتُ قابعٌ.. على حافةِ تاريخِ
تفيضُ فيهِ أحداثٌ.. يُعاوِدُها إلتِئام
فلأسيلكِ عمَّانُ.. تزهُو شامَة الهُيام
قصورٌ ودورٌ وعِزٌ وشَرفٌ له أميل
كأنها الدرُّ.. وَسط الأنام
كأنها نجمٌ.. تلألأ واستَدَامَ
كأنَّها بَرقٌ.. تفتّقَ عنْ ضَوءٍ
التمعَ مَداهُ فوقَ سَوارِي عمَّانِ
هَطلَ المَجدُ شَرفاً فوقَ الرُبى أنِقاً
رَشَفَ أقداحَ تاريخٍ بالعَرَاقةِ يَليقُ
يُعاقِرُ ليلها بِنطقِ اليَمامِ
عمَّانُ مِيسي بِعَرَانيسِ فوانيسٍ
تُطرِّز زهوَ المُناجاةِ ألوان وأقلام
تزيلُ عنْ قابِلاتِ الأيامِ كلِّ احتِدَام..
مِئزَرُ عِتابٍ.. لا تناصِرَهُ أوهامُ
عن زمنٍ يُقلّبُ وَجهَ الزمان
تشِعُّ نجومُ ذِكرَياتي عنْ عَتباتي
وصَبوَتي تطوِّقُ مُهجَتي كبدرِ التمام
لاحَ وَميضُهُ فوقَ ذرَى عمَّان
أنتِ بستانُ ذكرياتي وكلِّ الأفنان
وشَجَري وحَجَري وسِحرُ أقماري
أنتِ حُلمُ مَدينة يَطيبُ بها عيشي
على قِمَمِها أقمتُ سُمُوقَ وَطني
يَتربَّعُ هانِئا بِعُمقِ جَوَارِحي
يُناجيكِ ويُطوِّقُ الدُجى بحناجر الألى
فأهزّ جذوعَ الشوقِ كلما تَغرَّبتْ رُوحي
وأعلِنُ أني ما وُلِدتُ لأغادِرُكِ
فلتَشتعِلْ القوَافي بحَضرَةِ انتِصارِك
وليفردَ القصيدُ جَناحيهِ بالتمامِ والكَمالِ
ولتبقي عمَّانُ إسماً يَحيا بالقلوبِ
فلي وطنٌ يَتَعَطرُ كلّ يومٍ بالطيُوبِ
نبعُهُ يَروي عِزتي وشَمائِلُ نشوَتي
وحبُّهُ يَرسُمُ لأفقي أقماراً تؤوبُ
لعمَّانِ نقشٌ بديعٌ فوقَ الرَوابي
وعشقُ غوازِلٍ تشدو فيكِ اللحُون
فاطلقي طيوراً تُغردُ فوق الأغصان
واجمَعي مِنْ كلِّ لحنٍ روحٌ ورَيْحان
والسيل يهدر لكلِّ مقامٍ مَقال
والقلعة تلفُ عَمامةُ عِزٍ لتاريخِ لا يُضام
عمَّانُ فيكِ لكلِّ أمةٍ حجرٌ وغرام
فتزيَني وامتَشِقِي حَضَارَةَ الأقوام
مَنْ أولوكِ مِنعَةٍ وقوَةٍ واعتِصام
وتنَعَمي وفوقَ الغارِ مَلِكاً وتيجان
واتركي للعِشقِ فيكِ ولعاً واحتِضانْ
فعلى ثرَى عمَّان أذبُّ لهَواها الغرام
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية