إنها "العين الفارغة" يا عزيزي

اقصد بها تتبع الخطوات والسعي وراء ما يحاول المحافظ على خصوصيته اخفائه عن اعين الناس

اسمح لي ان اوضح لك ما وجدته في نماذج عاصرتها بنفسي

يتميز صاحب العين الفارغة بالنهم تجاه كل ما لا يعنيه، وتستمر التساؤلات تشغل باله

ولا يكف عن المقارنة حتى في اتفه الاشياء

فهو حسود حقود لدود

لا يشكر الله ابدا وان قالها بفمه فلا تقر عينه

ان اخطأت مره وافصحت له عما هو مقبول اتى اليك مريدا لما هو غير مقبول

فإذا ابتلاك الله بمثله تجده متسلطا عليك بكل حواسة وجوارحه و ما اوتي من قوه

يحشر انفة بينك وبين اقرب اقربينك مثلا (إن كان يسرًا شارك فيه، وإن كان عسرًا... تراه اليسر القادم)

يرمي اذنه ليعرف عنك كل خبر (إن كان سيئ انشرح صدره، وإن كان جيد غلى دمه اثر الغيرة)

وعن اللسان فهو يجامل كثيرا ويتمنى الخير على عكس مراده ويثرثر ويثرثر املًا منه ان يستخلص من اي من ردودك شيئا جديد لا يعلمه

واذا اندمجت تلك الصفة مع النرجسية تجد صاحبها اقرب ما يكون ان يظن نفسه البشري الوحيد على الأرض وقد خلقنا جميعا لنكون موارد ليس إلا

فلا يكتفي بالحسد والحقد والتمني بل يحاول جاهدا سلب مبتغاه بما لا يرضي الله مِمن مَنَّ عليهم الله بفضله وبكل ثبات وثقة وكأنه حق مشروع

وبالحديث عن العين أذكر عليك قصة الوالي الذي امر جنودة ان يأتو بأحد من الشعب ليأكل معه بحث الجنود حتى وجدوا اعرابي فدعوه لياكل مع الولي واثناء ذلك شاهد الوالي شعرة في لقمة الاعرابي وهو يضعها بفمة فقال له الوالي لحظة توجد شعره في لقمتك فما كان من الاعرابي الا ان رمى ما في يده وقال للوالي ابلغت بك الدناءة والخسة ان تراقب لقمي ..والله لن آكل معك..قام الاعرابي وترك الوالي على مائدته..

تُرى يا اصدقائي إن جاء هذا الاعرابي وخالط من اشكو منهم .. ماذا سيفعل ؟